* غزة بقلم سيسيل فوياتر أ ف ب:
يتابع أهالي غزة مسمرين أمام شاشات التلفزة تطورات الوضع في رام الله بالضفة الغربية بقلق وضيق شديدين كما انهم يستعدون لأي عملية اسرائيلية محتملة في قطاع غزة.
فهم يتلهفون لمتابعة الأخبار بعصبية واضطراب متنقلين بين قناة الجزيرة الفضائية وتلفزيون فلسطين مرورا بمحطة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله اللبناني التي تبث صورا عن الانتفاضة.
ومنذ بدء العملية الاسرائيلية صباح الجمعة على مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله تحتدم في نفوس أبناء غزة مشاعر الغضب والاستياء ممزوجة بالمرارة مع تدهور الوضع من سيء إلى اسوأ.
وأمس الأحد ترأس رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون اجتماعا للحكومة الأمنية للتصديق على «المرحلة المقبلة للعمليات العسكرية».
وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية أن الحكومة سمحت بتوسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل قطاعات أخرى في الضفة الغربية.
وصرح شارون في كلمة للتلفزيون الاسرائيلي أن ياسر عرفات هو «عدو اسرائيل والعالم الحر» على حد زعمه، مضيفا انه يشكل «خطرا على استقرار المنطقة بأسرها».
كما أكد في كلمته التي استغرقت دقائق معدودات «سنضرب البنى التحتية الإرهابية في أساسها»، مشيرا إلى العمليات العسكرية الجارية في الأراضي الفلسطينية.
وفي مخبز بوسط مدينة غزة كثر الزبائن على غير عادة، «فالناس يريدون التزود بالمؤن تحسبا لأي طارئ» كما أوضح صاحب الفرن.
وفي هذه الأثناء حلقت الطائرات الاسرائيلية في سماء غزة فارتفعت الانظار متسائلة.
أما المدارس فقد أغلقت جميعها يومي الأحد والاثنين في قطاع غزة بقرار من وزارة التربية الفلسطينية التي أكدت في بيان «أن الوضع خطير جدا في كافة المدن الفلسطينية وأن الجيش الاسرائيلي يمكن أن يدخل في أي لحظة».
إلى ذلك «نصحت» الادارة المدنية الاسرائيلية الموظفين الدوليين بمغادرة قطاع غزة كما أكد مسؤول في وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا»، موضحا أن المنظمات الدولية لم تتسلم أي طلب رسمي في هذا الصدد.
وأضاف أن "الإدارة المدنية الاسرائيلية أوصتنا شفهيا الجمعة بالرحيل لكننا لا نملك مزيدا من التفاصيل في الوقت الحاضر».
ورأى أحد مسؤولي برنامج الاغذية العالمي «بام» أن «هذا الغموض في الوضع منهك».
وقد غادر هذا المسؤول، على غرار زملاء آخرين من الطاقم الدولي، منزله في غزة ليقيم في أحد الفنادق على شاطئ البحر «على سبيل الاحتراز» كما قال.
|