* القاهرة مكتب الجزيرة محيي الدين سعيد عثمان أنور:
أجمع ممثلو الأحزاب السياسية والنقابات المهنية ولجان مقاومة التطبيع ونخبة من المفكرين في مصر على ضرورة طرح الخيارات والبدائل كافة في مواجهة المذابح الوحشية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وحصار رئيسه السيد ياسر عرفات وأكدوا أن الأمة العربية تمتلك عدداً من الخيارات في مواجهة هذا الموقف من بينها قطع العلاقات كافة مع إسرائيل واستدعاء السفراء العرب في واشنطن وصولاً إلى اعلان الحرب ضد إسرائيل لانقاذ الشعب الفلسطيني.
قال إبراهيم شكري رئيس حزب العمل «المجمد» ل«الجزيرة» ان المطلوب الآن هو موقف موحد من كل البلاد العربية والإسلامية للرد على هذا الموقف الذي يهدر كل مقومات الدولة الفلسطينية ويشكل اهانة كبيرة لكل الأمة العربية بحصار عرفات في حجرتين.
ويرى شكري أن صمود عرفات طالباً للشهادة سيكون مفتاح النصر وداعماً للمقاومة والانتفاضة.
ويرى شكري ان على الشعوب العربية أن تقوم بتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية مشيراً إلى أن أمريكا هي الداعم الرئيس للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
أما سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين فيرى أن هناك عدة بدائل في مواجهة شارون أقلها أن تقوم الحكومة المصرية بإلغاء معاهدة كامب ديفيد والخروج من أسرها وأن تقوم الحكومات العربية بمد الفلسطينيين بالمال والسلاح.
ويقول عاشور: إن الأمة العربية تمر بساعات عصيبة ومناخ قاس واختبار لكل شعوبها وحكوماتها يستدعي ذلك طرح كل الخيارات في مواجهة إسرائيل وفي مقدمتها الكفاح المسلح ضدها والحفاظ على استمرار الانتفاضة وعدم الدخول في أي مفاوضات من أي نوع مع إسرائيل ويؤكد أن إسرائيل لا تريد السلام ولا تسعى إليه وإنما تستهدف الهيمنة والسيطرة على الأمة العربية ومقدراتها وذلك بمساعدة أمريكية وتحيز سافر.
خطوات عملية
ويقول الدكتور السيد عليوة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان ان الأحداث الخطيرة والتي تزداد سوءاً لحظة بعد لحظة وحالة التأهب القصوى للقوات الإسرائيلية والتطويق الجسدي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واحتلال المدن الفلسطينية لا تتطلب بيانات شجب وادانة وإنما تتطلب رد فعل عربياً واسع النطاق وعملياً لردع شارون وفي رأيي يجب على الحكومات العربية التدخل العملي لانقاذ عرفات من حصاره وطرد السفير الإسرائيلي من أجل اظهار الغضب وردع إسرائيل واتخاذ قرارات فورية وعاجلة بقطع العلاقات كافة مع إسرائيل فالشعوب العربية كلها تتطلع إلى رد فعل عربي حقيقي ويجب أن تشعر الولايات المتحدة بوزن العالم العربي وجديته وصلابته ولو لم يشعر بنا أحد الآن فلن تقوم لنا قائمة بعد ذلك، كما يجب التحرك نحو مجلس الأمن والقوى الكبرى إلى جانب تفعيل قرارات المقاطعة الاقتصادية بين إسرائيل وبعض الدول العربية واغلاق المكاتب التجارية والإعلامية الإسرائيلية في العالم العربي والوقف الكامل للعلاقات الاقتصادية حين نرى أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية وإسرائيل زاد بمبلغ 60 مليون دولار في عام 2001م عن عام 2000 وهذه تعتبر سبّة في جبين العرب بكل المقاييس، كما أن الشعوب العربية والإعلام العربي مطالبان بوقفة جادة تجاه ما يحدث الآن لأن هذه الأحداث يمكنها أن تنعكس على الحكومات العربية وتهدد دول الطوق المحيطة بإسرائيل وبالفعل تم شن هجوم على حزب الله في لبنان ويبقى للعرب دعم الانتفاضة بكل صورها ومنها الإمداد بالسلاح لأن الأمر يهدد الوجود العربي ككل وليمض دعاة الهزيمة وأنصارها، فيجب التصدى للعدوان الإسرائيلي قبل أن يعيد احتلاله ليس فقط كل فلسطين بل احتلال الأراضي العربية المحررة.
ويرى اللواء صلاح الدين سليم مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن الأحداث المتسارعة التي يراها الجميع لا تحتاج إلى أية كلمات وإنما أفعال ويجب أن نعي أن الأمور الآن لا تسير في صالح أي دولة عربية وأن الاعتداءات الإسرائيلية وسياسات شارون الوحشية لا تهدف إلى القضاء على جسد الرئيس ياسر عرفات وليس الإيذاء الجسدي له حيث تم بالفعل تدمير مقرات القيادة الفلسطينية واعتقال الآلاف من الشعب الفلسطيني وتم اعدام وقتل المحيطين بعرفات وقبل ذلك تم هدم بنية السلطة الفلسطينية بنسبة 80%، وتم قتل عرفات معنوياً، ونحن نريد أن نرد الروح إليه ليست للمحافظة على جسد أحد ولا لياسر عرفات ولكن يجب أن نواجه مجرم الحرب ومصاص الدماء شارون وأننا جادون في المواجهة وأرجو أن يكون رد فعل الدول العربية على مستوى الحدث نفسه.
تحرك جاد
ويقول الدكتور صلاح الدين فوزي وكيل كلية الحقوق بجامعة المنصورة إن كل ماتقوم به إسرائيل يعد بكل المقاييس انتهاكاً لجميع المعاريف الدولية، وإسرائيل تعمل حالياً على التدمير الكامل للشعب الفلسطيني، ورئيسه، فالطاغية شارون مستمر في سياسته دون رادع وتقوم دباباته بهدم المقرات والأسوار واحتلال المدن والاحتلال على وكالات الأنباء والصحفيين والمصورين.
وما يحدث حالياً لا بد له من اجراء عنيف فأسلوب الخطاب اللين بالنسبة إلى اليهود غير صالح وغير مجد ولا بد من التعامل بأسلوب آخر غير الطنطنة والكلام لأننا بصمتنا أو الاكتفاء بالشجب والاستنكار نحكم بالموت على الشعب الفلسطيني وابادته وهذه ليست نقطة النهاية لشارون ولكن الدائرة ستأتي على بقية الدول العربية، ولذلك لا بد من رد عنيف، والتعامل بشكل من أشكال الليونة والدبلوماسية هذا أمر مرفوض، فالرئيس عرفات يقف بجسده الآن أمام غطرسة وقوة الآلة العسكرية الإسرائيلية وأرى أن التحرك يأتي من الشارع العربي قبل الحكومات فلا بد من مقاطعة إسرائيل والضغط على الحكومات العربية لمقاطعة إسرائيل وطرد سفراء إسرائيل من الدول العربية والتحرك نحو الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على إسرائيل والقيام بدور عادل، ويجب علينا جميعا أن نعي الدرس من الفلسطينيين والانتفاضة الباسلة حيث الشجاعة وعدم الخوف من الآلة العسكرية الإسرائيلية، فرغم أن إسرائيل لديها أسلحة نووية وهناك 200 رأس نووية مصوبة نحو دول عربية ورغم هو كله نجحت المقاومة الفلسطينية في هز استقرار أمن وأمان إسرائيل فيجب تدعيم هذه المقاومة وفهم الأمور بمنطقها.
مصطفى مشهور المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين يقول بداية إن شارون منذ عرف وهو يتسم بالاجرام الوحشي والكراهية للعرب والمسلمين.
ويدعو مشهور إلى تحرك عربي وإسلامي لردع شارون وعدم ترك ذلك لمنظمات حماس والجهاد فقط وإنما يجب ان تساهم فيه الحكومات والشعوب العربية ويطالب مشهور الحكومات العربية بأن تسمح للشباب الذي يسعى إلى التطوع والقتال على أرض فلسطين بالذهاب إلى هناك دون مضايقة من أجل المساهمة في تحرير الأراضي المحتلة.
ويقول حسين عبدالرازق الأمين العام المساعد لحزب التجمع إن ما يحدث حالياً من الإسرائيليين هو أمر متوقع في ظل سياساته القمعية الاجرامية مؤكداً ان اسرائيل لن تتوقف إلا إذا قامت الدول العربية بالإقدام على خطوات فعالة لردع إسرائيل وأمريكا ومن ذلك قطع أي علاقات أو اتصالات سياسية مع إسرائيل ووقف جميع أشكال وخطوات التطبيع واعادة المقاطعة الاقتصادية التي كانت موجودة قبل توقيع الاتفاقيات مع إسرائيل.
ويرى عبدالرازق أن المبادرة بقطع العلاقات مع العدو الإسرائيلي يجب أن تأتي من جانب مصر والأردن بوصفهما الدولتين اللتين وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل.
ويؤكد على ضرورة أن تقوم مصر باغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة واغلاق السفارة المصرية في تل أبيب ووقف أي تعاملات تجارية أو اقتصادية.
ويدعو الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وأحد قيادات جماعة الاخوان المسلمين البلاد العربية إلى اعلان الحرب ضد إسرائيل مؤكد أن الشعوب العربية قادرة على تحمل تبعات هذه الحرب.
كما يطالب بالحفاظ على الانتفاضة مشيراً إلى أنها العنصر الايجابي الوحيد في القضية الفلسطينية ويقول أبو الفتوح ان التحرير لن يتم إلا بالنضال الشعبي الذي يجمع الأمة بكل تياراتها وطرح خيار الحرب في مواجهة إسرائيل مشيراً إلى أن كل الدول العربية يتهددها الخطر الصهيوني بلا استثناء.
وأضاف أبو الفتوح: نحن لسنا دعاة حرب وقيمنا الإسلامية تفرض علينا إلا نبادئ أحداً بها ولكنها الآن مفروضة علينا ويجب علينا إعاد الجيوش والشعوب العربية لهذا الحرب ويقول أبو الفتوح إن الصهاينة يرفعون في وجوهنا التلمود وسوف نرفع نحن المصاحف والأناجيل ونقاتل تحت ألوية الجيوش العربية.
خيارات كثيرة
فاروق العشري القيادي بالحزب العربي الناصري يرى أن هناك خيارات كثيرة في مواجهة شارون أهمها قطع العلاقات فوراً على إسرائيل وطرد سفرائها وممثليها في العواصم العربية وبناء القوى العربية اقتصادياً وتكنولوجياً وعسكرياً.
أما المهندس أبو العلا ماضي وكيل مؤسس حزب الوسط فيرى ضرورة تحقيق الوحدة بين التيارات الوطنية في البلاد العربية والإسلامية على هدف واحد هو مواجهة إسرائيل ومواجهة أبرهة الجديد الذي يطل زبانيته علينا الآن ويهدد بعض كلابه بتدمير الكعبة المشرفة.
ويدعو ماضي إلى استدعاء جميع السفراء العرب في واشنطن ووقف الصفقات العسكرية كافة مع أمريكا وربيبتها بريطانيا.
أما مجدي حسين أمين عام حزب العمل فيدعو إلى اعلان التعبئة العامة في البلاد العربية والاستعداد لمحاربة إسرائيل مطالباً بوقف التطبيع وطرد السفير الصهيوني والتوقف من الحديث عن خيار السلام الذي لم يعد له مبرر الآن.
وأشار إلى أن الصمت والسلبية العربية يغريان العدو بمزيد من العدوان، فالخطر يتهدد الجميع دون استثناء.
ويؤكد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء ضرورة أن تتصدى الدول العربية فوراً للعدوان الاجرامي والوحشي للعدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل.
ويطالب بالدعم الفوري للشعب الفلسطيني البطل وقطع كل العلاقات مع إسرائيل وطرد سفراء إسرائيل من المنطقة والتصدي للمصالح الأمريكية بالمنطقة في ظل الانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل.
|