Tuesday 2nd April,200210778العددالثلاثاء 19 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

زيني يرفض لقاء عرفات وإسرائيل تتوعد بتشديد عزله والقيادة تحذر من اغتياله زيني يرفض لقاء عرفات وإسرائيل تتوعد بتشديد عزله والقيادة تحذر من اغتياله
ثمانية جنود إسرائيليين في حال الخطر بانفجار في قلقيلية ومقتل ثمانية من «المتعاونين»
القوات الإسرائيلية تتوغل في بيت لحم وقلقيلية وطولكرم وتعتقل العشرات

* رام الله القدس العواصم الوكالات:
فاجأت قنبلة الجنود الاسرائيليين وهم يهمون باقتحام منزل في قلقيلية لتنفجر في وجوههم واعترفت المصادر العسكرية باصابة معظمهم بجروح خطيرة، وجاء دخول الاحتلال الى المدينة في اطار توسيع عدوانه الذي بدأ الجمعة الماضية في رام الله، وفي غضون ذلك توعدت اسرائيل بتشديد العزل الذي تفرضه على الرئيس الفلسطيني بينما قال المبعوث الامريكي انتوني زيني انه لن يقابل عرفات مبدياً تبرمه لان عرفات «حسب زعمه» لم يقم بخطوات لوقف ما اسماه العنف، وشملت التطورات امس مقتل ثمانية من المتهمين بالتعاون مع جيش الاحتلال الذي اعتقل العشرات من الشبان الفلسطينيين.
واعترفت مصادر عسكرية اسرائيلية بإصابة ثمانية عسكريين اسرائيليين معظمهم في حال الخطر وذلك عند انفجار عبوة ناسفة لدى اقتراب الجنود من احد المنازل خلال قيام القوات الاسرائيلية باحتلال مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية امس الاثنين.
مقتل ثمانية من المتعاونين
مع إسرائيل
و قالت مصادر امن وشهود عيان من جانب آخر ان مسلحين فلسطينيين ملثمين دخلا مبنى تابعا للمخابرات في طولكرم بالضفة الغربية وقتلا ثمانية اشخاص متهمين بالتعاون مع اسرائيل.
وقالت مصادر الامن ان ضباط المخابرات الفلسطينيين الذين كانوا يحرسون المبنى غادروا مواقعهم بعد ان تحركت الدبابات الاسرائيلية صوب البلدة لاعتقادهم ان الجيش الاسرائيلي يستعد لدخول طولكرم، وسمح رحيلهم للمسلحين بدخول المبنى حيث قتلا الثمانية بالرصاص. ونقلت جثث القتلى الى عرض الطريق حيث احتشد المئات من المارة الفلسطينيين. وذكرت مصادر امن فلسطينية ان تهمة التواطؤ مع اسرائيل وجهت للثمانية لكنهم لم يدانوا بعد.
الحصار على عرفات
وفيما يتصل بوضع الرئيس الفلسطيني اكد وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر امس ان اسرائيل قررت عزل عرفات «تماماً» داخل مقره في مجمع المقاطعة في رام الله بالضفة الغربية.
وقال بن اليعازر للاذاعة العامة «أتوقع من الجيش اتخاذ كافة التدابير حتى يكون عزل عرفات تاما، ولكن ليس في نيتنا اهانته «ولا المساس به على حد زعمه».
واكد من جهة ثانية ان اسرائيل لن تتردد في سجن فلسطينيين «مطلوبين لنشاطات ارهابية» يختبئون حسب قوله في مكاتب عرفات وفي مقر الامن الوقائي في رام الله.
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال رون كيتري للاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان الهدف من تشديد الحصار على عرفات منعه من الاتصال هاتفيا بمسؤولي الجناح العسكري في حركة فتح التي يتزعمها.
وقالت مصادر عسكرية ان السلطات الاسرائيلية ستمنع عرفات من استقبال وفود كما حدث مع مجموعة من دعاة السلام الغربيين الذين اعربوا عن تضامنهم معه يوم الاحد.
واعطت الحكومة الاسرائيلية المصغرة الضوء الاخضر لتكثيف العمليات العسكرية خلال اجتماعها مساء الاحد في القدس برئاسة ارييل شارون.
القيادة الفلسطينية تحذر من عزل عرفات
وقد اعتبرت القيادة الفلسطينية امس قرار حكومة اسرائيل فرض عزل تام على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمثابة «اغتياله حياً»، وقالت القيادة في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان «قرار العزل وقطع جميع اتصالات الرئيس بالعالم بمثابة قرار بتحويله الى سجين واغتياله حيا ويكشف عن النوايا الحقيقية الاسرائيلية المبيتة لارتكاب مجازر واعمال اجرامية ضد الرئيس عرفات».
وقالت القيادة ان «قوات الغزو الاسرائيلية عمدت الى قطع المياه بالكامل عن المقر الرئاسي والمدينة (رام الله) واحيائها والقرى المحيطة بها». ودعت «شعوب العالم العربي والعالم اجمع والأمم المتحدة للتدخل الفوري لمنع كارثة محققة ضدالرئيس والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لابادة حقيقية تحت سمع وبصر العالم كله».
شارون عقد اجتماعاً مع زيني
وابلغ شارون المبعوث الامريكي انتوني زيني الذي التقاه ليل الاحد الاثنين بتصميم حكومته على مواصلة العمليات رغم قرار مجلس الامن الدولي 1402 الذي يدعو الى سحب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية، كما اكدت الاذاعةالعام وجرى خلال اللقاء بين شارون وزيني تقييم الموقف الراهن واستعراض الشروط التي تعتبرها اسرائيل ملائمة للاعلان عن وقف اطلاق النار.
واكد شارون خلال لقائه تصميم اسرائيل على مواصلة الحملة العسكرية ضد الفلسطينيين واجتثاث ما اسماه «بالعنف» واعتقال مطلوبين.. في حين ابدى زيني تذمره من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي لم يتخذ خطوات لوقف العنف «حسب زعمه».. مشيرا الى انه يرفض لقاء عرفات ومسؤولين فلسطينيين آخرين.. ونسب راديو اسرائيل لمصادر سياسية اسرائيلية القول ان العملية العسكرية للجيش الاسرائيلي ستستمر لان الرئيس عرفات لم يعد في هذه المرحلة شريكا للسلام حسب وجهة نظر اسرائيل، كما اعلنت مصادر اسرائيلية امس ان هناك تفهما امريكياً واضحا للاعتداءات العسكرية الامنية ضد الفلسطينيين وعلى المناطق الفلسطينية واعادة احتلالها بحجة محاربة الارهاب.
اجتياح بيت لحم وقلقيلية
وقد اقتحمت الدبابات الاسرائيلية كل من قلقيلية وطولكرم وبيت لحم في الضفة الغربية المحتلة في اطار العدوان العسكري الاسرائيلي البربري الحالي على الشعب الفلسطيني الاعزل بهدف القضاء على الانتفاضة وفرض الاستسلام على القيادة الفلسطينية والاذعان للشروط والاملاءات الاسرائيلية. وكانت الدبابات الاسرائيلية قد اجتاحت الليلة قبل الماضية مدينة قلقيلية موسعة بذلك من عدوانها البربري على الشعب الفلسطيني الذي بدأ يوم الجمعة الماضي باجتياح مدينة رام الله واقتحام مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحصاره ومحاولة اقتحام مكتبه.
وقال شهود عيان انه تمت رؤية دبابات قوات الاحتلال الاسرائيلي وعرباته المدرعة تتقدم نحو بيت لحم خلال الليل.. وفي الساعة 30.5 صباحا بدأت غزوها للمدينة.
وقد رفض الجيش الاسرائيلي التعليق حتى الآن على غزوه لمدينة بيت لحم.. ولكنه أعلن في بيان سابق أن قواته سيطرت على مدينة قلقيلية وانها تقوم بعمليات تفتيش عن مقاتلين مشتبه فيهم وعن أسلحة، وأشار البيان الاسرائيلي الى وقوع تبادل للنيران مع المقاتلين الفلسطينيين المدافعين عن المدينة بأسلحتهم الصغيرة ولكنه لم يشر الى أية خسائر.
اعتقالات
الى ذلك اعلن وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث ان الجيش الاسرائيلي «أسر عشرات الفلسطينيين في رام الله ليستخدمهم كرهائن ويطالب باستسلام مروان البرغوثي ويهدد بقتل الرهائن ان لم يستسلم».
واشار شهود الى ان الجيش الاسرائيلي اعتقل نحو 60 شاباً فلسطينياً في بلدة كبار مسقط رأس البرغوثي.
وتتهم اسرائيل البرغوثي، احد محركي الانتفاضة، بتنظيم اعتداءات ضد الاسرائيليين.
الترحيل الاجباري
ومن جانب آخر قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان مصر والاردن اكدتا انهما ستتخذان التدابير اللازمة لمنع قيام اسرائيل بترحيل الفلسطينيين الى هذين البلدين. وقال موسى للصحافيين مساء الاحد انه نقل الى الحكومتين المصرية والاردنية رسالة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تتعلق «بنية الحكومة الاسرائيلية ترحيل فلسطينيين الى مصر والاردن».
واكدت مصر والاردن انهما ستتخذان اجراءات تحول دون ذلك.
وكان النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي احمد الطيبي اكد الاحد انه تبلغ من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان اسرائيل تنوي طرد مئات المدنيين الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الاسرائيلي الى الاردن ومصر.
وقال مسؤول امني فلسطيني كبير لوكالة فرانس برس «لدينا معلومات جدية والرئيس عرفات مطلع عليها، تفيد ان اسرائيل تنوي نقل هؤلاء المدنيين الى الاردن ومصر في حين سيبقى الناشطون في السجن».
وتؤكد السلطات الفلسطينية ان اسرائيل اعتقلت مئات الفلسطينيين خلال عمليات اقتحام في رام الله حيث يواصل الجيش الاسرائيلي حصاره لمقر عرفات.
القمة العربية تدعو لفرض الإرادة الدولية على إسرائيل
صدر عن رئيس الدورة العادية الرابعة عشرة للقمة العربية الرئيس اللبناني اميل لحود امس بيان شدد فيه على ان الموقف الذي أطلقه رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس يؤكد مجدداً السياسة الاسرائيلية الرافضة لمبادرة السلام التي أطلقتها القمة العربية في بيروت. ودعا البيان مختلف المراجع الدولية الى فرض ارادتها على اسرائيل لمنعها من التمادي في هذه السياسة الاجرامية التي لفت الى انها لن تزيد الوضع الا تدهوراً وهي لن تؤدي في أي حال من الاحوال الى تراجع الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقوقه المشروعة.
بيريز يدعو إلى تخفيف الحصار على عرفات
دعا وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز أمس الاثنين إلى تخفيف الحصار المضروب على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات منتقدا الاستراتيجية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية حتى الآن وذلك في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي العام. وقال بيريز: لا ينبغي الاستسلام للاوهام لا يمكننا حل المشكلة البالغة التعقيد بضربة واحدة مضيفا ليست لدينا استراتيجية او تكتيك بمعنى الكلمة في مواجهة موجة العمليات الفدائية.
وفي رد على سؤال أكد بيريز أن عرفات له مواقف متناقضة لقد كان اول فلسطيني يعترف بدولة اسرائيل وينتقل من المقاومة إلى التفاوض. وتابع ينبغي تخفيف الحصار على عرفات لاننا استقطبنا الاهتمام الاعلامي مضيفا يجب ألا نركز كل الاهتمام على عرفات بل على العمليات الفدائية. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي: لا نريد ان نعرض علاقاتنا مع مصر والاردن إلى الخطر ولا نريد خنق المبادرة السعودية للسلام.
وشدد على انه لا ينبغي الوصول إلى هذا الحد من العزلة (لعرفات) هذا يسيء إلى اسرائيل مضيفا: الأهم لدى وسائل الإعلام هو الجانب المثير.
أنان يرفض مطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار قبل الانسحاب
رفض الأمين العام للأمم المتحدة بشكل واضح أمس الاثنين التفسير الإسرائيلي للقرار رقم 1402 والقائل بانه يجب التوصل الى وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية.
وأعلن انان في أعقاب اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي عقد صباح أمس الاثنين بناء على طلبه انا اشاطر المجلس وجهة نظره القائلة بانه لا يوجد ترتيب (للاحداث) وان الامور يجب ان تتطور بسرعة كبيرة.
ويطالب قرار مجلس الامن رقم 1402 الذي تم تبنيه السبت الماضي من قبل مجلس الامن بوقف فوري وبناء لاطلاق النار ويدعو القوات الاسرائيلية الى الانسحاب من مدن الضفة الغربية وبينها رام الله حيث مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واشار انان أمس الى ان المجلس اشار بوضوح الى ان المطلبين ليسا مرتبطين. وقال قبل ان يتم التصويت أعلن رئيس المجلس ان الاعضاء متفقون تماما على ان المطلب الاول والثاني ليسا مرتبطين على اساس التوالي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved