Tuesday 2nd April,200210778العددالثلاثاء 19 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أفلام، انترنت وبريد إلكتروني أفلام، انترنت وبريد إلكتروني
«التلفزيون الويب» موضة التكنولوجيا للعام 2005

  * الجزيرة إبراهيم الماجد:
يجلس الفتى أمام التلفزيون وبيده جهاز التحكم عن بعد، يتنقل بين مشاهدة الأفلام ومتابعة الأخبار، وبكبسة زر يتسمر لتقفي نتائج فريقه المفضل في كرة القدم، ويبحث في الوقت نفسه عن مواقع جديدة على شبكة الانترنت ويراجع بريده الالكتروني.
لكن هذه المرة ليس عبر جهاز الكمبيوتر بل عن طريق شاشة التلفزيون، هذه هي الصورة المتوقعة للإنسان المأسور بالتكنولوجيا خلال الأعوام الخمسة القادمة، فخلال العشرين سنة الماضية دخل الكمبيوتر حياة الملايين من الناس وأطلق على مرحلة الثمانينيات «عقد الكمبيوتر» ذلك الجهاز الذي أخذ يعمل بسرعة وقوة أكبر، وساهم انخفاض سعر خدمته لجعله بمتناول الملايين من المستخدمين حول العالم.
ثم تطورت تقنيات المعلوماتية وصولا إلى الانترنت، لكن قد يقلب التلفزيون موازين القوى ويدخل في معركة إثبات وجود مع الكومبيوتر بدءاً من العام 2005 من خلال تقديمه للمتلقي خدمات جديدة من أفلام ومراسلات وبحث على شبكة الإنترنت وخدمة الاتصال وغيرها.
كان الهدف الرئيسي من إلحاق هذا النوع الجديد من الخدمات بالتلفزيون أو ما اصطلح على تسميته «التلفزيون الويب WEB TV» في العام 1997 هو إيجاد قاعدة جماهيرية لمستخدمي الإنترنت، لكن ارتفاع كلفة الاشتراك «مائة دولار كلفة الجهاز وعشرين دولارا مقابل الاشتراك الشهري وفق العرض الذي تقدمه مايكروسوفت منذ انطلاق المشروع» وقفت عائقا أمام توسيع قاعدة انتشاره.
إلا أنه مع تطور تقنية الاتصالات وبزوغ فجر موجات التردد العريض Broad Band، يتوقع المحللون إقبالا على الإفادة من قدرة هذه الموجات على نقل المعلومات بسرعة 1.544 ميغابايت، وبالتالي انخفاضا في فاتورة الخدمة لصالح إعادة الحياة للتلفزيون بحلته الجديدة نتيجة الموازنة بين حركة العرض والطلب.
يقدر الخبراء في مجال صناعة الاتصالات انتشارا لافتا ل «التلفزيون الويب»، كما يتوقعون ارتفاع نسبة الأوروبيين الذين يستفيدون من هذه الخدمة من 2.0 في المائة في العام 1999 إلى ثمانية عشر في المائة بعد خمسة أعوام، أي في العام 2004، ويتنبأ آخرون بدخول ما يقارب الثلاثين مليون جهاز البيوت الأوروبية في منتصف العقد الحالي.
من البديهي أن تحدث هذه الثورة التقنية ردات فعل لدى أكثر من فريق معني، وقد بدأ المحللون برسم صور متنوعة لردات الفعل هذه، فالحدث قد يشكل تحديا أكثر منه تنافسا بين الشركات المصنعة لأجهزة التلفزيون التي سيقع على عاتقها مهمة البحث عن تصميمات تستوعب الأجهزة الإضافية التي ستفرضها التقنية الحديثة.
وبين مصممي المواقع، الذين سينكبون على ابتكار أساليب لعرض معلوماتهم وأخبارهم بطريقة جذابة، سريعة وسهلة الاستعمال في آن، قد تجذب الفكرة في المرحلة الأولى العاملين في القطاع الاقتصادي والتجاري لأنهم أكثر المهتمين بالحصول على معلومات آنية وسريعة في مجال عملهم، ما يحفزهم على الاشتراك في هذه الخدمة مهما كانت قيمته المادية مقابل تلقي المعلومات بسرعة.
ويأمل خبراء الاقتصاد في لندن أن يتقبل رجال الأعمال فكرة التجارة الإلكترونية عبر التلفزيون TCommerce كما اعتادوا عليها عبر الكمبيوتر.
وتتطلب التقنية الجديدة للانطلاق جهازا خاصا يدمج في جهاز التلفزيون، مهمته تلقي كل المعلومات الحالية والحديثة وترجمتها على الشاشة، إضافة إلى كابل خاص بالتردد العريض ومودم واتصال بالأقمار الاصطناعية، ومن جهاز التحكم عن بعد « Remote Control » ينتقي المستخدم ما يريد من مواقع وأفلام تكون منظمة مسبقا وفق برامج خاصة، أما لوحة المفاتيح فيكون اقتناؤها اختياريا.
بالرغم من عدم جاهزية البنية التحتية بعد للبث عبر موجات التردد العريض، بإمكان الجهاز حاليا العمل عبر خط الهاتف أو الكابل شرط توافر خدمة الإنترنت، ويوفر «التلفزيون الويب» سرعة اتصال قياسها 45 كيلوبيت من خلال التقنيات المتوافرة، وهي سرعة يراها المراقبون جيدة لكونها تقدم المعلومات كما يقدمها الكمبيوتر بمودم «9.0V».
إلى ذلك. بدأت بعض شركات التجارة الإلكترونية العمل على بث قنوات خاصة مستخدمة تقنية التردد العريض، وأخذت تغذي بعض الاختصاصيين باشتراكات لبضع ساعات في اليوم، كفترة تجريبية لدراسة مدى تجاوب المستهلك مع الخدمة.
ومن خلال هذه الاشتراكات ستحدد قيمة العائدات من المشروع، وبناء عليه سيدخل عالم التجارة شكلا جديدا من العمل يكون تطوره وانتشاره رهنا بنسبة الاشتراكات والإعلانات التي من شأنها أن تظهر جدوى الاستثمار في هذا القطاع.
وفي حال جاءت النتائج وفق التوقعات، يقدر المحللون أن يكون للحدث أثره البارز على صناعة البث، حيث يصبح لتقنية البث الحديث قيمة تجارية وثروة تستفيد منها شريحة كبيرة من الناس.
ويتزامن انطلاق المشروع مع الحديث عن أسس تنظيمية للقطاع في سبيل حفظ حق المستخدم بالاشتراك وحمايته من احتمال إفادة الآخرين من الخدمة مجانا عبر سحب خط من كابله الخاص بطريقة غير شرعية، خصوصا في ظل غياب رخص لاستخدام موجات التردد العريض.
ففي حين يرى البعض استحالة تنظيم القطاع وهو لا يزال في طور النمو، بدأت بعض النقابات في الولايات المتحدة وضع نصوص تنظم عمل البث الفضائي بمختلف جوانبه.
الفتي الذي صورته التكنولوجيا في العام 2005 وهو متسمر أمام أحدث التقنيات، يبدو متوسط الدخل لا يملك جهاز كمبيوتر، لكن يكفي أن يكون التلفاز أحد مقتنياته مع بضع مئات من الدولارات «لم تحدد قيمتها الدقيقة» كي يستفيد من خدمة «التلفزيون الويب»...

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved