إلى خالد اليوسف
خ
في ليلة شاتية سكن البرد قلب المدينة وراح يبثها سهامه الثلجية .. جسده المنكمش في الفراش لم يكن بحاجة للنوم بقدر ما هو بحاجة للدفء .. كان يفكر في طريقة للتخلص منه ولذلك جرب بعض السبل ولم تجد ، تمنى من صميم قلبه أن يرافقه أحد في كفاحه ضد البرد غير أن ساعة المنبهة أشعرته بأنه ليس الوحيد في غرفته البالية، فقام يجر أثقال الكسل ليلقي بها في دورة المياه وعندما حاذى صنبور الماء وحرره شعر بحرارة تسري في جسده..
أعاد يده إلى الصنبور وأقفله بهدوء، ثم انسحب على أطراف أصابعه خوفا من أن يستيقظ البرد من جديد.
ا
علق ملابسه على المشجب وأخذ يذرع الغرفة حتى استقرت قدماه عند درج أعاد له ذكريات الماضي وجنونه..
سحب كرسيا وجلس عنده ولما فتحه وجده خاليا من كل شيء.
ل
السفر سمع عنه الكثير ولم يجربه وأحيانا يخيفه، وعندما تخرج باغتته الوظيفة به فجمع كل أوراقه القديمة وضمنها مخاوفه ثم قذفها في عين البرد.
د
لم يهمه في الشارع الحفر أو النفايات بقدر ما أحزنه خلوه من المارة.
|