Tuesday 2nd April,200210778العددالثلاثاء 19 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في زمن أصبح الوقت فيه ضيقاً والأب منشغلاً في زمن أصبح الوقت فيه ضيقاً والأب منشغلاً
(إذا كبر ابنك خاويه) قاعدة تنقذ شبابنا من الهاوية وتحميهم من الغراب الأبيض؟!

* تحقيق ظافر الدوسري:
يعتبر الشباب في اي مكان من العالم حماة اوطانهم وبناة مجتمعاتهم وبدونهم لا يمكن لاية امة مهما كانت أن تنهض وتبلغ المجد والرفعة، لانهم يمثلون قوة للمجتمع ككل اذ هم شريحة اجتماعية تشكل وضعاً متميزاً في بنية المجتمع لانهم اقدر الفئات العمرية حيوية وقدرة على العمل والنشاط اضافة الى ان بنائهم النفسي والثقافي يمكنهم في الغالب من التكيف والتوافق والتفاعل والاندماج والمشاركة للمساهمة في تحقيق اهداف المجتمع وتطلعاته وآماله. وعلى الرغم من هذا ما زالت هناك سلوكيات سيئة ومنحرفة لبعض الشباب لم يتم التوصل الى حل جذري او معقول يوصل الشباب الى بر الامان. عبارة (اذا كبر ابنك خاويه) نسمعها كثيراً والكل يؤكد ان تطبيقها سوف يخرج لنا جيلاً نافعاً ويحد من بعض تلك التصرفات والسلوكيات المنبوذة في المجتمع؟ لكن هل نطبقها؟ وهل لها ضوابط؟ وما هي الاساليب التي يجب على الاب ان يتخذها لكي يكون صديقا لابنه وهل هناك خطوط حمراء يجب ان يقف عندها الابن.. هذا ما نريد مناقشته في هذا الموضوع:
* يقول ابوبكر احمد بازعزوع: هذه عبارة صحيحة من جميع النواحي عبارة الاصح والاميز وتحاشي مشكلة النظرة من الاعلى بينما الجانبية المحاذية هي اعتقد اننا نستطيع تطبيقها من خلال النزول الى مستوى الابن كمشاركته لمجلس الابن والجلوس معه ولو انشغل بقراءة الجريدة او متابعة تلفزيون او اي شيء شريطه الا يطيل كي لا يصل الى درجة الملل والمضايقة. ويضيف كذلك تحقيق هذه العبارة يتمثل في اسناد بعض الامور اليه والاكتفاء بالتوجيه والمراقبة كقيادة السيارة في السفر او شراء الحاجيات واطلاعه على جزء من اسرارك وتحسيسه انه عرف عنك كل شيء وعن ضوابط هذه العبارة فيقول: اعتقد انه لا ضوابط، فللأب منزلة لا يمكن ان يتخطاها مهما حدث لكن المهم ان تكون الشريعة والتربية الصحيحة ليس بمفهوم مثلا ان تسافر معه الى ارض الفساد والمجون وتقول من منطلق اذا كبر ابنك خاويه.
* فيما يقول موفي مبارك الدوسري عن هذه العبارة: ان الاسلوب التربوي القائم على هذا المبدأ يعد من اروع وانجع الاساليب التربوية وانا افضل ان يكسر الحاجز بين الابن وابيه والبنت وامها كذلك منذ الطفولةوليس بعد ان يكبروا لاسباب عديدة منها ان الابن قد يتعرض لمواقف سيئة من قبل زملائه أو يسمع كلاما ما قد يحيد عن جادة الصواب بتكرار سماعه فحين يكون الوالدان لهما من سعة الصدر يمكنهما من سماع مشاكل وهموم بل وحتى الاحاديث العادية من صغارهما فان السيطرة على مثل هذه المشاكل تكون اسهل لانهما سيكتشفانها في وقت مبكر بفضل تواصلهما بالحوار مع اطفالهما..
وقد يتجنب الابن اخبار اهله عن ما يتعرض له من مواقف اذا خلق الاهل بينهم وبينه حاجزاً نفسيا باتباع اساليب تربوية غير صحيحة كالترهيب الدائم واللوم والتوبيخ بسبب وبلا بسبب فيسكت عن اشياء قد تورده موارد الهلاك فقط تجنبا للحديث معهم وخوفا من ردة فعلهم ويجب كذلك اشعاره بالمسؤولية ومنحه حرية اتخاذ القرار فيما يخصه بشرط الا يكون فيه ضرر عليه.
* أما مصطفى المرزوقي (مصري الجنسية) فيقول: بعض الأهل هداهم الله يتدخلون بشكل مؤذٍ في حياة أبنائهم فيختارون اصدقاءهم وتخصصاتهم الدراسية بل ويحددون هواياتهم وهم لا يدركون انهم بهذا يمحون شخصية الابن ويشلون تفكيره.. فالاب المسيطر يجعل الابن يصاب بحالة فزع اذا ما تعرض لموقف ما فهو لا يتصرف بعفوية بل يفكر ما هو التصرف الذي سيعجب والده ويجنبه من اللوم التقريع؟ وقد يفوت وقت التصرف وهو واقف يفكر ببلادة. اما عن الخطوط الحمراء فاعتقد انها محفوظة بشكل طبيعي بين الأب وابنه فلا يمكن ان يتطاول ابن على ابيه بسبب تعامله الديموقراطي اللطيف معه ولا لأي سبب آخر فاحترام الوالدين غريزة وهبها الله للانسان لا يخرج عنها الا بعض الشواذ نسأل الله السلامة.
* ومع احد الشباب رفض ذكر اسمه فيقول حينما سألناه عن مدى مفهوم هذه العبارة بكل حسرة وغضب انت بالعامية (دست على الوتر الحساس) وبصراحة انا عمري ما شفت هذه المقولة صحيحة وحتى لو فيه تكون نادرة ويا ليت تكون موجودة والله انا اقولها بكل حسرة وألم بس ما اقول الا هذا حكم القدر علينا.
* ويقول فهد النمشي مدرس ابتدائي لننظر الى عالم الفطرة وعالم الحيوان وهم أمم مثلنا كما اخبرنا عز وجل ان الشبل ما ان يشب ويستغني عن الرضاعة حتى ترافقه امه الى الغابات لتعليمه مهارات الصيد.. واعتقد ان مرافقة الاب لابنه الى الديوانيات والى المسجد والى المدرسة والى السوق ومعرفة رفاقه والجلوس وضرب الامثلة الواقعية امامه بكيفية التصرف بالمواقف الطيبة والسيئة هي التي ترسخ الكثير من المفاهيم الي يريدها كل اب من ابنه. سأقول لك تجربة لصديق لديه خمسة من الابناء يقول الاب لاحظت زيادة في طلب ابنائي للنقود ففكرت كثيراً ان راتبي محدود فكيف اوصل لهم ان التدبير مطلوب فهداني الله الى فكرة ونفذتها اخذتهم جميعاً الى البنك واستخرجت لكل واحد منهم بطاقة السحب الآلي واخبرهم مدير الفرع عن كيفية استعمالها واخبرتهم بقيمة راتبي ما ان وضعوا البطاقة في جيوبهم انتظرتهم متوجساً لكن النتيجة جاءت كما اراد حيث انخفض معدل طلباتهم من النقود الى النصف.
* أما زميله عايض سفر البقمي مدرس ابتدائي فيقول:
ان تطبيق هذه العبارة بلاشك ينمي عند الشباب الرجولة .. الرجولة التي تعني احترام الذات واحترام الغير وان يكون على قدر من المسؤولية وألاحظ ان هذا المعنى غائب عن الشباب اليوم فكثير منهم منشغل بمتابعة آخر خطوط الموضة والجري وراء البنات وتقليد الممثلين والمطربين تقليداً اعمى وأحيانا يضرب اخته وزوجته بدعوى انه رجل وهذا لا يمت بأي صلة للرجولة.. فالشباب في كل عصر هم الشباب لكن ينقص البعض منهم التربية الصحيحة وفهم الحياة ومعرفة هدفه فيها وهذه الاشياء لا تتحقق من تلقاء نفسها بل لابد من دور الاسرة ثم مؤسسة التعليم.
وهنا اذكر موقفاً من التاريخ ان عمر رضي الله عنه مر على ثلة من الصبيان يلعبون فخافوا وبقي صبي منهم في مكانه هو عبدالله بن الزبير فسأله عمر لم لم تفعل كأصحابك؟ فقال: يا أمير المؤمنين لم افعل ذنبا فأخافك ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك. ودخل غلام عربي على خليفة أموي فقال له: ليتقدم من هو أسنّ منك فقال يا امير المؤمنين لو كان التقدم بالسن لكان في الامة من هو اولى منك بالخلافة. أولئك لعمري الصغار.. الكبار وفي دنيانا ما أكثر الكبار الصغار والرجولة ليست بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه وانما الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الامور وتبعده عن سفاسفها فهي باجياز قوة الخلق.
* فيما يقول دكتور خالد الغامدي استشاري طب الاسرة والمجتمع: ان الرجولة اصبحت في عصرنا الحاضر كالغراب الابيض لا نجدها الا في قلة قليلة من شبابنا الذي مازال متمسكا بجوهر الاسلام، فالمسألة تتفاوت حسب البيئة والمهنة والمستوى الاجتماعي والمنطقة الجغرافية فمن يفهم الرجولة على أنها مظاهر كشرب السجائر ولبس الملابس الملفتة للنظر واطلاق الشارب معتقداً ان معنى القوة والكرامة فهو مخطىء.
وعن اسباب الفهم الخاطىء للرجولة لدى بعض الشباب يقول: ان هناك مجموعة من الاسباب التي خلقت الميوعة فغابت الرجولة، منها الوراثة وفهناك الوراثة الاجتماعية وهي التربية بمعناها الواسع في كافة المؤسسات التربوية والبيت والمدرسة والنادي والقوة سواء في الواقع او في الكتب.
* اما الاخصائية الاجتماعية: غالية حمد الدوسري فشاركتنا في هذا التحقيق عن المردود الواقعي في تطبيق هذه العبارة فقالت:
تنتشر لدينا عينات كثيرة من الشباب المراهق المتجرد من المسؤولة ومن الأخلاقيات الحميدة التي فقدناها فيهم لذا فان كل اسرة تطبق قاعدة (اذا كبر ابنك خاويه) أو ماشيه على ما يقولون فسوف تجد أشياء كثيرة من الظواهر والسلوكيات في مجتمعنا من جراء الشباب وسوف أوجزها فيما يلي:
الحد من ارتياد الشباب الصغار لمقاهي الدخان والشيشة التي انتشرت بصورة لافتة وكثرة في مناطق المملكة بحيث اصبحت في حكم العادة والتعود.
الحد من السفر الدائم والمستمر بغرض السياحة لبلدان الشرق والغرب دون رقيب او حسيب على تصرفاتهم من قبل اولياء الامور.
الحد من التفحيط وسرقات السيارات ممن تستويهم لعبة الموت غير آبهين بأرواحهم وأرواح الآخرين من حولهم.
الحد من التسكع في الشوارع القريبة من مدارس البنات ومطاردة البنات ومطاردة النساء والبنات في الأسواق ومضايقتهن بالكلام الفاضح او التغنج.
حد الشباب من عصابات المخدرات والجنس والاغراء وقصات الشعر وغيرها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved