ما الذي يجري بالضبط في الأرض المحتلة؟ هذه الأمة لم تتفق حتى الآن على الطريقة التي من المفروض أن تتبعها مع من يحاول كل صباح توجيه إهانة جديدة للمواطن العربي، هناك الآن قائد عربي محاصر في مقره، مرة تقطع عنه القوة اليهودية الكهرباء والماء ومرة تعيدها، هدمت كافة الأسوار التي تحيط بمقره وقتلت كل من وجدته في طريقها من العاملين في المقر، وبين آونة وأخرى تنشط الطلقات النارية وأصوات الميكروفونات، حرب نفسية واستفزازات، وإهانة مستمرة لكل العرب، وبالذات أولئك الذين أحسنوا الظن باليهود، فاستعجلوا فتح الخطوط معهم، حتى أصبح بعضهم وكأن في فمه ماءً، يتحدث مع ساسة إسرائيل وكأنه يبثهم رسائل الغرام، في الوقت الذي يفترض بحكم العلاقات الطبيعية، أن نسمع لهم قولاً، لكن إسرائيل ماضية في تنفيذ كافة خططها، حتى ولو أقامت كافة الدول العربية علاقات طبيعية معها، وهي خطط لن ترضى بأقل من تركيع العرب جميعاً، لا صوت يرتفع أمام آلة الحرب اليهودية الشرسة، يدرك من قاموا بتطبيع العلاقات معها ذلك جيداً، وربما يدركون أكثر من ذلك، خاصة وأن هذه الدولة تجد وباستمرار ضوءاً أخضر، من سيدة القوة الآن، ضوءاً تستكمل من خلاله ما وصفته بمكافحة الإرهاب، نعم مكافحة الإرهاب، هذه العبارة الفضفاضة، التي من المفروض حسب الرؤية الأمريكية ان تأخذ في طريقها العديد من الدول والأنظمة، الخارجة على ما تراه أمريكا من خطط لتخليص العالم من الإرهاب، هذه العبارة أخذت في طريقها حتى الآن عشرات الآلاف من العرب والمسلمين وعامة الأفغان، هناك عشرات الآلاف تشردوا وهناك أيضاً الآلاف الذين سيكونون مع الزمن مشروعاً إرهابياً عابراً للقارات، فلا يورث القهر غير القهر والحقد، إن الإنسان البائس والمظلوم، ليس بينه وبين تدمير عدوه حجاب، لا يهمه عاش أم مات، المهم أولاً وأخيراً أن يزيح من أمامه من يذكره بتشرده وتشريد أهله وتقليص فرص التعليم وفرص العمل أمامه، حرمانه من ظل آمن ومن أسرة هانئة مطمئنة.. هذا هو ما يحدث الآن في فلسطين.. جزار يقوم بتدمير كامل لكل شيء، يفصل الماء والكهرباء، يضع الحواجز ويمنع التجوال، ويقلص فرص العمل وإمدادات المواد التموينية، ويعتقد أن هذه الإجراءات القمعية سوف تحوِّل المواطن الفلسطيني إلى حمامة، وينسى أن الأب (نعم الأب) إذا لم يحسن التعامل مع الأبناء قد يحيلون حياته إلى جحيم، فكيف بإنسان غريب يطأ أرضاً ليست أرضه فيعمد لكي يستقر في هذه الأرض على البطش ليهنأ له العيش في أرض الغير.. إن سكان هذه الأرض سيتحولون جميعاً الى قنابل بدائية الصنع، تجتث كافة الأجسام الغريبة، التي نبتت أو تسللت إلى أرضهم.. وسوف يحصل ذلك على الدوام لآلة القمع اليهودية، التي وطأت أرضاً ليست أرضها وتعاملت مع بشر ليسوا ككل البشر.. سيندم من يعتقد أن الرصاصة قادرة على إشاعة الأمن والسلام وبالذات إذا وجهت إلى صاحب البيت!!.
|