عندما يحقق الرائد الصعود إلى دوري الأضواء للمرة الخامسة في تاريخه.. هل حقق انجازاً يستحق أن نقول إنه أضاف إلى تاريخه انجازاً جديداً.. الحقيقة أن فريقاً بحجم الرائد وعراقته وجماهيريته والكم الكبير من اللاعبين والنجوم والاهتمام الإداري والإعلامي الجماهيري يستحق أن يكون ضمن الأندية الممتازة منذ زمن بعيد.. لكن الظروف والمشاكل والانقسامات واختلافات وجهات النظر جعلت هذا الفريق يترنح منذ هبوطه في موسم 1420ه. وعندما جاءت الإدارة واجهت صعوبات كبيرة منها المادية بسبب الأزمات التي أوجدتها بعض الإدارات وأيضاً عقود اللاعبين والمحترفين.. كما أن عدم الثقة التي أوجدتها الظروف بين الإدارة وبعض اللاعبين أوجدت فجوة كبيرة وتسببت في زعزعة الفريق وكان المفروض أن يكون عودة الفريق إلى دوري الأضواء في الموسم الماضي لكن آثار هذه المشاكل تسبب في ايقاف انطلاقة الفريق ولعل التمام شمل الجميع وتعاونهم وعدم المجاملة على مصلحة الفريق.. واقتراب وجهات النظر وضعف قدرة الأشخاص أصحاب الأهواء الشخصية في التأثير.. حقق للنادي هذا الانجاز وحينما أصفه بالانجاز.. لأن الفريق تمكن من تجاوز هذه العقبات وهو ما يعد انجازاً.. فالصعود ليس انجازاً لفريق كالرائد «يصعد للمرة الخامسة».. ويكفي أن الفريق لم يتنازل عن الصدارة أو المركز الثاني منذ انطلاقة المسابقة وهذا دليل أكيد على أن الفريق يستحق مع القادسية العودة إلى الأضواء.. لكنني حينما أصف هذا الصعود بالانجاز مقارنة بما واجهه الرائد من مشاكل قبل انطلاق الموسم في الصيف وحتى في كأس الاتحاد وأيضاً في معمعة الدوري.. حتى والفريق يتصدر الدرجة الأولى في بداية المسابقة إلا أنه لم يسلم من المشاكل.. ولعل أخطر شيء واجهه النادي هذا الموسم ما حدث للمشرف على «الفريق عبدالمحسن السعيدان» من مواجهات ساخنة سواء مع بعض اللاعبين أو الإداريين.. وأيضاً حينما انتهت المواجهة بانسحاب السعيدان من الاشراف على الفريق.. وبعدها تعرض لهزة عنيفة حينما تعادل مع الحزم وخسر من أبها.. ولعل عودة السعيدان مرة أخرى للاشراف رغم ما تعرض له من مشاكل.. كانت السبب الرئيسي في اعادة لم الشمل من جديد حيث تمكن السعيدان من اعادة المحترف «مودي نجاي»الذي ساهم كثيراً في تحقيق الصعود.. نعم المشاكل الكبيرة التي تعرض لها الرائد منذ بداية الموسم وحتى في الموسم الماضي كلها أسباب تجعلني أصف الصعود بالانجاز المعجزة.. لأن هناك فرقاً وجدت كل شيء من الدعم والمؤازرة والاستقرار الفني والإداري ورغم ذلك نافست على الهبوط.. بينما الرائد يواجه كل التحديات والصعوبات ويقف بكل ثبات وقوة حتى يحقق الصعود إلى الأضواء.. لقد توقع الكثيرون من أندية خارج المنطقة وحتى من المنطقة نفسها أن الرائد سيهبط إلى الدرجة الثانية.. ولعل بعض محبي الرائد في فترة الصيف.. وعندما كان النادي يستعد للموسم وبعدما شاهدوه من مشاكل.. توقع هؤلاء أن الفريق لن يتمكن من تحقيق البقاء.. حتى إن بعض الجماهير المتابعة من خارج المنطقة لم يكونوا يصدقون حينما شاهدوا الرائد يتصدر الفرق في كأس الاتحاد ويهزم التعاون بالخمسة وكذلك يتصدر الدرجة الأولى ولم يتنازل عن مقعده في نهاية الموسم عندما توج ذلك بالصعود.
ولقد تساءل الكثيرون عن السر الذي يجعل الرائد يدوس كل همومه ومشاكله ويخرج من عنق الزجاجة ليبدع ويتألق ويرسم الفرحة والابتسامة على محيا جماهيره العريضة!! والحقيقة أن هناك أسراراً كثيرة لقدرة الرائد على نفض غبار المشاكل والانقسامات وتحقيق الانجازات.
ولعل أبرز تلك الأسرار.. أن هناك في أروقة النادي من لا يجامل على حساب مصلحة النادي وبالتالي تشخيص الأخطاء في وقتها والمساهمة في علاجها.. أيضاً قدرة المسؤولين عن النادي بالاختلاف.. ثم العودة مرة أخرى للتفاهم وعدم الاستمرار في الاختلاف طالما ذلك سينفع النادي ويقوده إلى بر الأمان ولعل القريبين يلاحظون أن الأشخاص الذين اختلفوا في بداية الأمر.. كانوا جميعاً متحدين ومتحابين ومتفاهمين لمصلحة النادي وهذا سر قوي لقدرة الفريق على التوهج في ظل هذه الظروف.. فلم يتنازل أحد عن الدعم والمساندة.. ولم يعزف أحد من الحضور لمجرد اختلافه مع أحد الأشخاص.. بل استمر الجميع حتى ظهر كثير من التقارب والتفاهم في بعض الجوانب.. وخاصة أيضاً أن الاختلافات مع بعض نجوم الفريق ذابت.. وفهم كل شخص ما له وما عليه.. حتى سارت الأمور بشكل طبيعي.. لكن لم يزل هناك بعض الشوائب.. من بعض الأشخاص الذين لم يتمكنوا من السيطرة على مشاعر الغيرة من نجاح الأشخاص الذين قادوا الرائد للانجاز وهؤلاء سأتطرق لهم في الأسبوع المقبل بمقال «الانجاز والغيرة». ولعل الغاء عقد المدرب «شينا» واسناد المهمة للمدرب الرائع الوطني «عبدالعزيز العودة» تسبب في ارتفاع المستوى الفني للفريق وظهوره بتشكيلة جيدة وبمستوى عال من الأداء بعد أن أبعد العودة كل السلبيات التي طغت على الفريق من المدرب «شينا» .. كما تمكّن العودة من انتشال بعض اللاعبين وإعادة النجوم لمستوياتهم مثل مودي نجاي ومحمد السلال ويحيى سليمان وفارس العمري ومثنى حوزان وأعطى الثقة لعدد من اللاعبين الذين أثبتوا جدراتهم مثل الحارس «عايد الظفيري» الذي ينتظره مستقبل كبير إذا حافظ على نفسه.. «وابراهيم النصير وسلطان الصلال وعبدالسلام السلامة». وأعاد أيضاً نجم الفريق الخلوق مزيد الشقير وتأهيله من جديد وكذلك تمكن من حل الكثير من المشاكل للاعبين ورفع معنوياتهم وخفف الضغط النفسي.. لقد قدم الرائد بقيادة العودة أفضل المستويات في تاريخه.. تنظيم وأداء وتشكيلة جيدة ونقل سليم للكرة وقضى على الكثير من السلبيات التي كانت متأصلة في أداء الفريق الفني.. «والخوف أن يقوم أشخاص غير مؤهلين يقوِّمون قدرات العودة ثم يؤثرون على الإدارة!!».
إذاً هناك الكثير من الأسرار في تجاوز الرائد الظروف.. لكن حضور العودة مع مساعده «محمد النودلي» جاء في وقته ليتمكن من قيادة الفريق بالصورة المناسبة التي وظَّف بها الفريق.
ولا نريد من خلال التطرق لأسرار الصعود أن نغفل دور الكثيرين ومنهم أعضاء الشرف وعلى رأسهم الشيخ صالح السلمان وكذلك ابن النادي البار «عبدالعزيز البليهد» وغيرهم من الذين وقفوا مع النادي.
لكن ما أخشاه أن يثير الانجاز الرائدي «الغيرة» في نفوس البعض ثم نبدأ مرحلة جديدة من المعاناة..ولعل لقاء القادسية في الخبر الأسبوع الماضي كشف عن ملامح هذه الغيرة «والمعاناة».. وهو ما سيكون موضوعاً لا بد من إثارته قبل أن يتسبب في بعض القرارات الخاطئة.. ومنها تأثر رئيس النادي المهندس أحمد العبودي وتصريحه غير المنطقي ضد المدرب القدير عبدالعزيز العودة!!
موقف الكبار
ما فعله أبناء سدوس في مواجهة الخليج هو موقف يدل على ما يتمتع به أبناء هذا النادي من نبل في الأخلاق وتفكير حضاري وعقلاني ويهمهم مصلحة ناديهم وسمعته وعدم التلاعب بتاريخه.. هكذا هم الكبار الذين يلعبون للفوز فقط ولا غيره.. حتى لو لم تكن المباراة تعنيهم بشيء.. إن سدوس برجاله الكبار أثبتوا أنهم يخططون لرفع اسم النادي وشأنه وأعطى رسالة نموذجية عن اللغة النبيلة التي لا يجيدها سوى الكبار.. ولعل سدوس بمبادئه المتميزة سيواصل المسيرة ويحقق الفوز على القادسية ليفتح المجال مرة أخرى للرائد ليحقق درع الدرجة الأولى.. وأيضاً ما فعله سدوس هو رسالة جميلة يقدمها «للرائديين» كي يتعاملوا مع لقاء اليوم بكل «حزم» و«شدة» والبحث عن الفوز لكي يحفظوا تاريخهم ويتطلعوا إلى الممتاز بانتصار على أرضهم وبين جماهيرهم.. وأيضاً يعطوا المجال «للحزم» ليتمسك بأمل البقاء وتكون الفاصلة بين أحد والحزم هي «الفيصل» فمن يستحق البقاء يحقق الفوز بالفاصلة.. أما الأشخاص النشاز الذين ظهروا على الساحة الرائدية فهؤلاء لن يكون لهم مكانة في النادي وإذا اعتقد أو توهم هؤلاء أن لهم تاريخاً يشفع لهم ببث الأفكار الفاسدة.. فإن تصرفاتهم تلك تمسح كل ما قدموه من تاريخ وعليهم الاعتذار عن أفكارهم المتخاذلة ضد النادي وكيانه من أجل أشخاص سبق لهم الاساءة إلى النادي وكيانه ونجومه وجماهيره!!
فواصل
* كان الله في عون المسؤولين في استاد الملك فهد من هؤلاء الذين يجيدون اثارة المشاكل والصراخات على اتفه الأمور والأسباب وقد كان بعضهم يتلفظ ويشتم في حكم المباراة على كل صغيرة وكبيرة حتى والحكم يتخذ القرار الذي يريده إلا أنه يواجه ذلك بوابل من الشتائم.. هذه الانفعالات تسببت للأسف بشحن بعض المسؤولين حتى جاءت تصريحاتهم على التحكيم غير منطقية!!
***
* لم أكن أرغب أن أثير أمراً لنفسي.. لكن نحن في زمن غريب لا يمكن أن تأتي الحقيقة من الآخرين.. فإنني أعلنها وأقولها.. إنني صاحب اسم «النصر العالمي» الذي يتغني به كل نصراوي وقد جاءت كتابة هذا الاسم بعد تأهل النصر مباشرة وكان الجميع.. لا يتوقع أن يحقق النصر نتائج جيدة.. أقول إنني صاحب اسم «العالمي» لأن هناك من يحاول نسب هذا الاسم لنفسه!!
* التعليق فن جميل قائم على احترام أذواق المشاهدين أو المستمعين وهناك من المعلقين من يجبرك على متابعته لبساطته.. وفهمه وتحليلاته الفنية المميزة.. ولعل ناصر الأحمد يظل واحداً من أبرز المعلقين حيث يتسم بتكامل السمات الخاصة لنجاح المعلق..
|