أما آن لها أن تنطلق..؟
تلك الحروف الحبيسة، وإن فعلت أحقاً ستقول كل شيء..؟ هل ستطيق كل هذا الحب الذي يتلبسني؟ هل ستعي كل هذا الشعور الذي يهزني..؟
وتلك الدموع أتراها وحدها اصدق من يعبر؟
أيمكنها أن تقول كل شيء.. تصف، تبوح، وتحكي، دون أن تضطرنا للكلام..؟ لعلها تُسكت الكلمات مهما قالت وتحدثت لكنها حين تجيء وما أقسى هذا المجيء تعصف بك أكثر وتهزك بلا شفقة..!!
هكذا أجدني برغم أنني كتبته مراراً وقلته منذ أبصرت الكتابة ومنذ عرفت أناملي طريقها أعجز أن أصف.. أن أقول.. وأن أكتب لك وعنك ولأجلك يا وطني، فكلماتي مهما خرجت لاتزال فاغرة أفواهها جاحظة عيونها.. مثقلة بالعجز..!
فأواه يا وطني كم هو قاسٍ البعد عنك..
كم هو موجع أن تُفارق
مؤلم أن أودع كل الأحبة فيك، حتى الأمل في اللقاء، يقلق.. يلهب.. ويظل يتربع على قائمة الأماني.. أنت أيها الأروع بين الأمكنة تظل الأجمل بصحرائك وترابك وأمنك مهما ازدانت وتجملت ومهما اخضرت وأمطرت وحتى أزهرت.. فأزاهيرك تتفتح وتعبق في القلوب قبل العيون..
الله يا وطني.. ما أكثر شوقي إليك وما أشد حلمي أن أكون بين ربوعك.. أتحسس ترابك.. ألتهم بعيني وقلبي كل المشاهد فيك وأظل أقول أحبك يا وطني.. قل لي يا وطني أي الكلمات لم تكتب فيك بعد؟
وأي الأوصاف ما قيلت عنك بعد؟
لعلي بها أستطيع أن أروي بعض لهفي إليك، لكنني أظل ظمأى ليس إلى الكلمات ولا إلى المعاني، بل إليك وإلى كل الأحبة فيك.. حفظك الله يا وطني وأبقاك.
مرفأ آخر..
أمي الحبيبة: كم أتمنى لو أرتمي في حضنك الدافئ، وأقبل يديك الحنونتين..
أماه.. أتدرين كم تنهار دموعي كلما تخيلت تلك المسافات بيننا..؟! يفوق ذاك صبري ويُعجز كل احتمالي. كم أشتاق إليك يا أغلى الأحبة، حفظك الله تعالى وعافاك ووالدي وجمعني بكم في الدنيا والآخرة وجميع المسلمين.
منيرة ناصر آل سليمان |