Tuesday 26th March,200210771العددالثلاثاء 12 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سيد الأبطالسيد الأبطال
منصور البدر

* هل عاد الأهلي فعلا لوضعه الطبيعي سيدا للابطال وفارسا يخشاه الخصوم بعد استراحة المحارب التي طالت اكثر مما ينبغي ام ان الانجاز الخليجي مجرد صحوة مؤقتة يعود بعدها الى سباته العميق وعزلته النفسية التي قضَّت مضاجع محبيه منذ سنوات؟
* سؤال يطرح نفسه بكل قوة وسط المستجدات الحالية ترقبا لما سيحدث في المستقبل القريب وتحديدا في نهائي كأس ولي العهد والمربع الذهبي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين خاصة البطولة الثانية وهي الأهم اذ إن الاهلي لم يهنأ بها وبمسماها الجديد.
* كان الاهلي هو الجواد الاصيل الذي يتهافت عليه المراهنون في النهائيات.. بل وقبلها ولم يكن يخذل من يرشحه للبطولة حتى في أحلك الظروف وفي أسوأ مستوياته كما حدث في النهائي الشهير على كأس الملك عام 1399ه عندما اكد اصالته باربعة اهداف لم يكن المنافس مهيأ لها!
* كان الاهلي سيداً للساحة دون منازع وحاز كل الالقاب.. فكان الزعيم والعميد والفارس والليث وبطل الكؤوس وفرقة الرعب.. ثم اخذت قواه تنهك وركضه يتباطأ.. وتطايرت الالقاب فاصبح هناك زعيم غيره.. وعميد آخر.. وفارس جديد.. وليث لم يكن في الساحة.. حتى الكؤوس التي كان يتغنى بها محبوه لم تعد رقما ذا معنى.. أما فرقة الرعب فاضحت فرقة..!!
* حدث ذلك بسبب التنافس على تحقيق الانجازات الشخصية والغيرة بين محبيه وتحديدا كباره.. كانوا يستمتعون باللعبة ويتلذذون بمحاربة بعضهم البعض في الوقت الذي كان الاهلي هو الضحية وجماهيره تتجرع المرارة دون حول او قوة.. وامتدت اللعبة سنوات وسنوات.
* ظهر على المسرح اكثر من بطل.. وكثير من الكومبارس الذين كان دورهم التصفيق للابطال وحملهم على الاعناق والتشويش على بعضهم.. وربما اداء الادوار غير اللائق بالابطال (وكل شيء بحقه طبعا).. وكان دور البطولة يتكرر بنفس القصة والسيناريو والحوار والاخراج مع اختلاف الابطال الذين كان منهم الصادق المخلص ومنهم غير ذلك..
* والغريب ان الابطال لم يستفيدوا من دروس الماضي وعبره الا في الآونة الاخيرة حيث دخل الاهلي نفقا مظلما توقع البعض وربما تمنوا الا يخرج منه ابدا.. اشاروا الى الجوع وسد الرمق.. وتحدثوا عن المرتبات التي لن تجد من يوفرها.. ولطموا الخدود وشقوا الجيوب مثل الولايا مما سيكابده الاهلي في نظرهم!
* ولكن سيد الابطال خرج من النفق المظلم في زمن قياسي اكثر قوة وجموحا لطريقه المعتاد.. طريق البطولات والانجازات.. عاد ليؤكد انه جواد اصيل رغم ما تعرض له من كبوات في زمن لعلَّ وعسى الا يعود..
* عاد وهو البطل.. فليس هناك من سيدَّّعي دور البطولة الشخصية في هذا الوقت بالذات وكأنه اختار الوقت المناسب جدا ليؤكد ان البطل هو الكيان وليس الاشخاص الذين مهما بذلوا واعطوا فلن يحققوا المجد الشخصي ان لم يحققه الكيان اولا..
* واذا ما اراد الاهلاويون فعلا ان تكون هذه العودة دائمة وارادوا لفريقهم استرجاع حقوقه المسلوبة بأخطائهم فعليهم الاستفادة من دروس الماضي.. وعليهم التخلي عن الانا وتجاوز الانجازات الشخصية الى ما هو اهم وابقى وهي انجازات الكيان وهذا هو السبيل الوحيد لعودة سيد الابطال.
* ويجب ان ينتقل الابطال الى مقاعد المتفرجين وان يخرج (الكومبارس) من الابواب الخلفية دون رجعة.. وان يترك المسرح باكمله للبطل الحقيقي الذي هو الكيان ليلعب ادوار البطولة بمفرده.. اما ابطال الأمس او بمعنى اصح الذين حاولوا اداء دور الابطال أن يصفقوا مع الجمهور للبطل الحقيقي.. فهو من يليق بالبطولة وتليق به.
* وإذا ما سلم الاهلي مما يدور في رؤوس الكومبارس للمحافظة على مصالحهم.. فستكون عودته دائمة وهو مهيأ لهذه العودة بما يمتلكه من عناصر مميزة تتجلى في عدد النجوم الذين قدمهم لمنتخب الوطن في هذه المرحلة المهمة من مشوار الاستعداد للمونديال المقبل.. وتتضح من خلال النجوم الواعدة وما ينتظرها من مستقبل لا يليق إلا بسيد الابطال.
* فها هو الاهلي يبدأ رحلة العودة الدائمة ببطولة الصداقة ثم كأس الأمير فيصل بدون نجومه الدوليين ومشاركة الاجانب.. ثم يعزز رغبته في العودة الدائمة بالتأهل لنهائي كأس سمو ولي العهد والمربع الذهبي ثم يصدر بيان العودة من هناك.. من البحرين وفي مطلع العام الجديد ليبث الرعب في قلوب المنافسين.
* وإذا ما قدِّر لهذا البطل ان يتعثر فسيكون ذلك بأيدي محبيه الراغبين في ادوار البطولة وسوى ذلك من المنافسين فلن يستطيعوا اعاقة البطل عن مواصلة ركضه لاستعادة موقعه.. وحقوقه.. وألقابه التي لا تليق الا به.. فهل يسلم الاهلي من غيرة محبيه.. واطماع الكومبارس ويتوج عودته بالبطولتين الاهم؟
* ذلك ما يتعلق بأهل البيت الاهلاوي اما من هم خارجه فيبدو ان عودة سيد الابطال قد بثت في قلوبهم الرعب فهناك من يفكر في اقصاء مدربه.. وهناك من يسعى لاعادة داعميه وفاعليه.. وغير بعيد عنهم من يعاني من صدمات الاهلي الكهربائية في عز أزمته فكيف به في عز توهجه؟!
* ويبقى أن أذكِّر بشيء مهم وهو ان الانجاز الاهلاوي تحقق بابداع نجومه دون ان يكون للاعب الاجنبي دور في هذا الانجاز.. او حتى للنسبة المئوية ومتعلقاتها.. فالمحمدي لم يلعب دورا مؤثرا ولم يظهر بالمستوى المتوقع.. والمشعل اصيب في المباراة الثانية ولم يشارك.. في الوقت الذي كانت النسبة المبرر الوحيد لاخفاقات الآخرين خاصة في طهران وتونس!!
* وارجو الا يخرج علينا من يحاول القاء حجر يريد به تعكير صفو مياه الانجاز الاهلاوي ويقلل من شأن ومكانة وقوة البطولة والمنافسين.. فهناك من انسحب منها لعدم قدرته على مجاراة المنافسين.. وهناك من عاد بالمركز الاخير.. وهناك من عاد دامع العين!!

مدير تحرير جريدة المدينة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved