** عادت الروح الاهلاوية.. فعادت الانتصارات الخضراء وارتسمت الابتسامة على شفاه انصار القلعة.. لقد عادت الروح.. فعرف الكواسر لغة الحسم وهي سر او مفتاح البطولات.. تجلت الروح الحقيقية للاهلي فأصبح الكواسر اسماً على مسمى..
لن آتي بجديد اذا قلت ان المنطق والعقل الكروي فرضا نفسيهما في استاد البحرين الوطني ففاز الاهلي باللقب الخليجي عن جدارة واستحقاق للمرة الثانية في تاريخه.. فالاهلي الافضل بكل المقاييس والاكثر تأهيلاً من بين الفرق المشاركة لخبرة لاعبيه وعناصره الدوليين واستقرار أموره الادارية والتدريبية والبديل الناجح او الجاهز.. وهذا ليس بجديد..
لكن الجديد.. في السؤال الذي ساطرق الآن وبتمحور حول الروح الاهلاوية التي جعلتها مدخلا لحديثي وفحواه «ما السر وراء عودة الروح الاهلاوية؟!»
وللاجابة على هذا السؤال.. اضع محورين اساسيين.. الاول يتعلق بالجانب الاداري والثاني بالجانب الفني.. ولنبدأ بالاول.. فالتواجد الاداري حول الفريق ولاعبيه ومعرفة كل صغيرة وكبيرة من لدن رئيس مجلس الادارة والاعضاء وتفاعل الاداريين مع هذا التواجد..
فالامير «المهذب» نواف بن عبدالعزيز اسهم في تهيئة اللاعبين قبل البطولة وألهب الحماسة اثناء البطولة بتواجده عن قرب حول اللاعبين معهم في المنامة.. قريباً منهم دونما وسيط او «عين» تنقل له تقارير عن اوضاع فريقه ولاعبيه.. يستمع الى شكواهم ويناقشهم في كل صغيرة وكبيرة تخص الفريق ومستقبل المنافسة له في البطولة.. يحثهم ويشجعهم ويكاشفهم وجهاً لوجه..
وليس عن بعد بواسطة قرون استشعار«!؟»..
رأيت الامير نواف بعيني يجتمع مع اللاعبين قبل المباراة وبعدها وخلالها.. حتى انني رأيته يتحدث بين الشوطين واللاعبون في طريقهم للملعب مع حسين عبدالغني.. وهو بالمناسبة يتمتع بتواضع وخلق جم.. هذا التواجد والتفاعل والقرب كما قلت ألهب الحماسة وجعل الروح تدب من جديد في اوصال القلعة لان اللاعبين شعروا بالتواجد الاداري فاستشعروا المسؤولية على الاقل لعلمهم بان من يخطئ او يتسبب سيكون عرضة للمحاسبة..!
ومن قبل اللاعبين هناك المدرب..
اما الجانب الفني فان اللاعبين عندما فقدوا اللقب العربي.. وحدث رد الفعل بابتعاد الامير محمد العبدالله الفيصل شعروا بمدى الفراغ الكبير وتبعيات هذا التأثير على امور تمس حياتهم داخل وخارج النادي ادركوا فداحة الخطأ الذي ارتكبوه ومع تعاظم التواجد والاهتمام الاداري باحوال الفريق والمطالبة بتعويض اخفاق العربية بالكأس الخليجية.. شعروا الشعور المتكامل بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وضرورة العمل على «مصالحة» الأمير محمد وجماهيرهم باللقب الخليجي.. خصوصاً وان الاخفاق العربي ابعد عناصر اهلاوية بارزة عن تشكيلة الاخضر السعودي..
فكان الحافز او الدافع الاكبر المسمى ب«Motive» داخل نفسيات لاعبي الأهلي الذين يدفعهم من خلال البطولة الخليجية في البحرين نحو بذل كل الجهد للتعويض لأنهم دخلوا الصراع مع الذات..
ولا انسى هنا.. دور المؤازرة الحقيقية والفعّالة من لدن الجماهير الاهلاوية خصوصاً المتواجدة في المنطقة الشرقية والتي تكبدت عناء العبور ومشقة السفر والتواجد منذ وقت مبكر في المباريات من خلال الحافلات لتدعم فريقها ولاعبيها في الاستحقاق الخليجي والذي اثمر في المباريات الحاسمة امام المحرق البحريني والعربي القطري وظفار العماني..
كل هذه العوامل برأيي اسباب رئيسة في عودة الروح الاهلاوية والحماس التي كانت سر الفوز باللقب الخليجي.
|