لقد دأب مكتب التربية العربي لدول الخليج منذ تأسيسه على تفعيل العملية التربوية في المؤسسات التربوية ولاسيما الخليجية من خلال الدراسات والبحوث والندوات والحلقات العلمية وحرصه الشديد على التواصل في المؤتمرات الاقليمية والدولية وقد انتهج منهجاً علمياً متكاملاً بدءا من الواقع التربوي الذي خضع لعملية تقويم شاملة شملت محاور العملية التعليمية«المنهج المعلم الطالب المبنى المدرسي» وعلى ضوء ذلك بدأ المكتب يرسم خططه وبرامجه التربوية التي تناولت توحيد المناهج بين الدول الأعضاء في المكتب ومختلف الأمور العلمية الأخرى والمستجدات على الساحة التربوية والتي توجت بندوة الاستشراف التربوي التي استقطبت نخبة من رجال التربية على المستوى المحلي والعالمي ومن خلالها استطاع المكتب ان يقر وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي للدول الأعضاء في المكتب والتي تأتي متزامنة مع الألفية الثالثة وهي تبشر بمستقبل زاهر بإذن الله لأبناء هذه المنطقة لأن مضامين هذه الوثيقة شاملة وكتاب مدرسة المستقبل الذي يتم التعريف به من خلال هذه الصفحة هو ثمرة من ثمار توجهات ندوة الاستشراف وقد اشتمل هذا الكتاب على تقديم لسعادة الدكتور سعيد بن محمد المليص جاء فيه: حرص مكتب التربية العربي لدول الخليج على ترجمة ما انجز من استشراف لمستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء بالمكتب الى برامج عمل يكون لها اثرها في الساحة التربوية وان هذه الدراسة التي وردت في هذا الكتاب تمثل نموذجاً تطبيقياً تبلور الملامح الأساسية لما يمكن ان تكون عليه مدارسنا في المستقبل لتواجه التغيرات وتحقق مسؤولياتها وأهدافها وفق فلسفة تربوية واضحة وبرامج طموحة وطرائق تدريس متطورة ومعلمين اكفياء قادرين على ان يجعلوا الطالب هو مرتكز العملية التعليمية ومحورها الرئيس يبحث عن المعرفة ويوظفها ويتابع التعلم ويستزيد منه ويحب المدرسة ويحرص عليها كذلك اشار ايضاً الى ان نجاح المدرسة هو الضمان الأكبر لنجاح كافة البرامج المستقبلية التي توجه لخدمة الانسان فالمدرسة صناعتها ذلك الانسان وهدفها بناء الانسان عقدياً ومعرفياً ووجدانياً ومهارياً وسلوكياً وبقدر ما أحسنا هذا البناء يكون المستقبل بعون الله اشراقاً وحسناً.
أيضاً من ضمن ما اشتمل عليه هذا الكتاب مقدمة للمكلف بهذه الدراسة الدكتور عبدالعزيز الحد مساعد الوكيل للتخطيط التربوي/ ووزارة التربية«فطر» جاء فيها ان الألفية الثالثة تمثل أهمية خاصة في حياة الأمم لذلك قامت أمم عديدة بوقفة مع ذاتها تراجع فيها اعمالها وتقوم اداءها ومنجزاتها وتحلل نقاط القوة ومواطن الضعف وتحدد فرص التطوير وخياراته لتعمل على تعزيز الايجابيات وتلافي السلبيات. واشار ايضاً الى ان المنظمات والمؤسسات التربوية في العالم العربي والإسلامي ليست بمنأى عن هذه الجهود ولكنها لم تلق الاستجابة المطلوبة من سلطة القرار العربي والإسلامي مما جعل أنظمة التعلم تراوح ضمن اطرها التقليدية وقد اشتملت هذه الدراسة على أربعة فصول وهي:
1 الفصل الأول التربية والمستقبل.
2 الفصل الثاني«خصائص المدرسة الفاعلة والتعليم النوعي رؤية عالمية.
3 الفصل الثالث: انموذج للاصلاح التربوي.
4 الفصل الرابع: الرؤية الاستراتيجية لمدرسة المستقبل.
أخي القارئ الكريم أدعوك للاطلاع على هذه الدراسة المتميزة ولاسيما المسؤولين عن المؤسسات التربوية في الوطن العربي لمعرفة مضامينها وما اشتملت عليه من افكار ورؤى تخدم مدرسة المستقبل ذلك الحلم الذي نتمنى ان يتحقق.
والله الموفق.
منصور إبراهيم الدخيل مكتب التربية العربي لدول الخليج
|