Tuesday 26th March,200210771العددالثلاثاء 12 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اليوم الحر يجعل المدرسة أكثر جاذبيةاليوم الحر يجعل المدرسة أكثر جاذبية

عزيزتي الجزيرة السلام عليكم ورحمة وبركاته وبعد..
اسمحوا لي أعزائي القراء أن أدع كل الموضوعات جانباً وفي سلة ذهبية وأغلق عليها بواسطة قفل ذهبي أيضاً لاخرج منها موضوعاً واحداً لم أخبركم به حتى الآن.. هو الذي سوف أتناوله بالطرح.. هذا الموضوع يتعلق بالتربية والتعليم.. ونحن نشهد هذه الأيام نقلة تربوية أبطالها العاملون المخلصون من هذا البلد الطيب بدءاً من أول وزير للمعارف وانتهاء بآخر معلم التحق مؤخراً لكي يؤدي دوره على أكمل وجه لتخريج أجيال قادرة على العطاء.
وما دمنا نأمل ونسعى لهذا الهدف وهو تخريج أجيال قادرة على العطاء فإنني سوف أتناول رأياً آمل أن يجد القبول لدى المعنيين في التربية في بلادنا ألا وهو اليوم الحرّ وما أدراك ما اليوم الحرّ..
إننا نعرف أن الطالب وخاصة طالب الصفوف الدنيا يطلب منه أن يحضر إلى المدرسة في الصباح الباكر وأن يجلس على الكرسي المخصص له ووجهه مشدود إلى معلمه والسبورة طيلة وقت الدرس ولا يخرج ولا يتحرك إلا في أوقات الفسح البسيطة أو الوقت الذي يمارس فيه الرياضة البدنية ويحمل من الدروس والواجبات اليومية ما يثقل كاهله بها وما يجعله يكره اطراء المدرسة.. بينما لو فكرنا قليلاً وأحدثنا تغييراً في هذا المنهج والاسلوب لجعلنا المدرسة ذات جاذبية ومحببة للنفس وذلك بتخصيص يوم «حرّ» لا يتلقى الطالب فيه أي دروس يومية ولنفترض أن يكون وسط الأسبوع الدراسي الذي هو يوم الاثنين.. على أنه لا ينبغي أن يكون هذا اليوم فرصة استرخاء للطالب والمعلم وإدارة المدرسة وإنما يكون يوماً مخططاً له سواء من المشرف التربوي أو إدارة المدرسة أو المعلم نفسه إذا كان من المشهود لهم بالجدية بحيث يعرف ماذا سيجنيه الطالب في هذا اليوم من مفاهيم وخبرات أياً كانت علمية، أدبية، أخلاقية، دينية.. الخ، كما يفترض أن يركز على الجوانب الميدانية وهذا يتطلب توفر حافلة خاصة تكون بمساهمة أهل الحي الذي تقع فيه المدرسة ويتم التعرف على البيئة المحيطة واعطاء تفاصيل وجزئيات حسب المرحلة أو العمر وتكون حصص النشاط مركزة في هذا اليوم. إنني أعتقد أننا بهذه الطريقة سوف نقضي على الخمول الذي يصاحب الدروس الالقائية وسوف يسعد الطلاب بذهابهم إلى المدرسة وسوف يشتاقون إلى التعلم الحرّ وهذا بالتالي سوف يزيد من تحصيلهم العلمي والمعرفي.
ومن النماذج العملية لليوم الحرّ أن يقوم الطلاب بزيارة لمركز تجاري ويتعرفوا من خلاله إذا كانوا من فئات عمرية صغيرة على النقود ومحتوياتها وأنواعها وكيفية الشراء وكيفية البيع والمتاجرة وما هي المعروضات المعدة للبيع وأنواعها.. كما أنه أيضاً من النماذج أن يضع المعلم أمامهم جهازاً عملياً ويقوموا بتفكيكه ومعرفة اجزائه ومكوناته بالتعاون مع أصحاب الخبرة.. ومن النماذج أن يقوم الطلاب بالذهاب إلى البيئة المحيطة ومعرفة مكوناتها من صخور ورمال ومياه وأشجار.. ومن النماذج أن يؤدي الطلاب الصلاة في أحد المساجد والتعرف على آداب دخول المسجد وكيفية تأدية الصلاة ومن النماذج عقد صداقات ولقاءات مع طلاب مدارس أخرى وترسيخ اداب الحفاوة والضيافة النابعة من أصالة هذه البلاد الخيرة.. كل هذه نماذج أوردتها من أجل التمثيل وليس الحصر وكلما كانت مخططة على مستوى عال من الخبرة كلما كانت نتائجها أفضل.
هذا هو الموضوع الذي اخترته لكم ضمن محتويات سلتي، أملي أن يحقق الفائدة.. هذا ولكم وللقراء الأعزاء دعواتي الصادقة بالتوفيق..
والله يرعاكم

إبراهيم بن عبدالله الفيروز - القصيم عنيزة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved