يأتي تأسيس الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في وقت مهم ومنعطف علمي كبير، بالنسبة للمتخصصين في الجغرافيا وذلك لتوحيد الجهود والتكامل بين المؤسسات والأفراد من أجل خدمة الجغرافيا بحثاً ونشراً وتحقيقاً ولا سيما أن دول الخليج يضمها تراث واحد وبنية جغرافية واحدة، وسوف يكون لتأسيس هذه الجمعية الأثر الكبير بإذن الله تعالى في تدعيم مسيرة الدراسات الجغرافية والمشروعات العلمية، والأمل هو إن شاء الله من خلال هذه الجمعية في أن يتحقق لنا الكثير من خلال دعم المشروعات العلمية التي تحتاج إلى دعم مؤسسي متكامل يتجاوز حدود الفرد المتخصص، ولا شك أن التكامل بين المؤسسات المتخصصة في الجغرافيا بدول مجلس التعاون سوف يحقق المزيد من المكتسبات والمزيد من التكامل فيما يتعلق بخدمة هذا التخصص المهم، وعلى الرغم مما كتب وعلى الرغم مما ألف وعلى الرغم مما نشر إلا أن جغرافية منطقة الخليج العربية لاتزال بحاجة إلى مزيد من الدراسة والتحقيق والتوثيق لخدمة هذا الجانب المهم، فإذا نظرنا على سبيل المثال إلى الموسوعات الجغرافية الخليجية سنجد أن الذين دونوا الكثير حولها إما من خارج المنطقة وإما من جهود فردية مميزة كان لها الأثر الكبير في خدمة هذه المعرفة الجغرافية ولكنها اليوم تحتاج إلى توثيق أكثر ورصد أشمل كي تكون المعلومة الجغرافية واضحة وبارزة لأي مستخدم وأي مهتم وأي باحث، الأمر الآخر هو أن تقوم هذه الجمعية بدعم مواكبة مسيرة التقنية الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية حتى تتبلور الآلية المناسبة لتأسيس المراكز ونظم المعلومات الجغرافية لتخدم الباحثين والمهتمين ولا سيما أن هذه الأداة التقنية سيكون لها الأثر الكبير في ايصال المعلومة وايضاحها وخدمة هذا التخصص المهم بإذن الله تعالى، أتمنى للجمعية الجغرافية الخليجية التوفيق كله، وأرحب بهم في دارة الملك عبدالعزيز، وأرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي عهده الأمين وإلى سمو النائب الثاني وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الدارة الشكر والتقدير والامتنان على ثقتهم في الدارة لتكون مقراً لسكرتارية هذه الجمعية الجغرافية وأعمالها وتنضم مع جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لتحظى بدعم ورعاية علمية تسهل وتنسق لهاتين الجمعيتين كل ما من شأنه العمل والرقي باختصاصهما وأهدافهما.
أمين عام دارة الملك عبدالعزيز | 