الرئيس الفلسطيني خاطب اجتماع وزراء الخارجية عبر هاتف الأمير سعود الفيصل
حضور عرفات لم يتأكد وأمير قطر يغيب عن القمة
موسى:أمامنا خيارين «إمَّا عدالة وسلام أو فوضى عارمة ومواجهات»

  * بيروت العواصم العربية الوكالات:
قبل 24 ساعة من بدء القمة العربية في بيروت لم تتأكد مشاركة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي خاطب عبر الهاتف أمس اجتماع وزراء الخارجية العرب فيما تم الاعلان عن عدم مشاركة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر.
ومن المتوقع أن يناقش الزعماء العرب في قمة بيروت يومي الأربعاء والخميس مبادرة السلام التي طرحها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
وقال مصدر دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس إن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات خاطب صباح أمس الاثنين وزراء الخارجية العرب خلال عقدهم لاجتماع استشاري قبيل افتتاح اجتماعهم الرسمي.
وأوضح المصدر نفسه أن عرفات خاطبهم عبر هاتف صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
الا أنه لم يكشف فحوى ما قاله الزعيم الفلسطيني للوزراء العرب.
وكان الوزير الفلسطيني نبيل شعث قال مساء الأحد إن احتمالات حضور عرفات القمة «نحو عشرة بالمائة» كما من المقرر أن تعقد الحكومة الأمنية الاسرائيلية اجتماعا لبحث موضوع انتقال عرفات إلى بيروت.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون يوم الاحد إنه قد لا يسمح لعرفات بحضور القمة العربية إذا لم يقم بتحرك ضد المتشددين الفلسطينيين.
ويعتبرالمسئولون الاسرائيليون عرفات مسؤولا تماما عن الهجمات ضد الاسرائيليين قائلين إنه لا يقوم بقمع الجماعات المتشددة. وقد وضعت إسرائيل
الرئيس الفلسطيني منذ بداية شهر كانون الأول ديسمبر تحت حصار مشدد في رام الله. ورغم أن شارون قال إنه يمكن لعرفات أن يغادر رام الله، إلا أنه قال إن على عرفات أن يطلب موافقة إسرائيل على أي رحلة يرغب في القيام بها إلى الخارج، والتي ستمنح له اعتمادا على مستوى العنف.
إلى ذلك أفاد بيان صدر عن الديوان الأميري في الدوحة أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لن يتوجه إلى بيروت للمشاركة في القمة العربية وسينوب عنه رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني.
وأعلنت وكالة الانباء القطرية أن الشيخ عبد الله سيتوجه بعد ظهر اليوم الثلاثاء «إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة ليرأس وفد دولة قطر في مؤتمر القمة العربية الرابعة عشرة والتي ستستضيفها بيروت يومي 27 و28 من الشهر الجاري».
هذا وقد بدأ في بيروت صباح أمس اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمؤتمر القمة العربية في دورتها العادية الرابعة عشرة .
ورأس وفد المملكة في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
واستهل وزير الخارجية اللبناني محمود حمود الاجتماع بكلمة رحب بها بنظرائه وزراء الخارجية العرب وأكد فيها على الثوابت العربية من القضايا العربية الراهنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية مذكرا بأن مواطن القوة للأمة العربية أكثر وأكبر من مواطن الضعف فيها.
وقال إن كل المرجعيات الدولية القانونية والسياسية تقضي بازالة الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية وبحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولا سيما حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس وفي عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم.
وشدد على أن العرب يريدون سلاما لا استسلاما ولن نرضى بأقل من استرداد الحقوق الثابتة بمقتضى الشرعية الدولية والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان.
وبعد ذلك ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كلمة أكد فيها أهمية الاجتماع كونه يهيىء لجميع التحضيرات المطلوبة لانعقاد القمة على مستوى الملوك والرؤساء.
ولفت إلى حساسية القمة العربية التي تنعقد في ظل الظروف الراهنة كون الوضع العالمي والاقليمي دقيقاً للغاية وقال نحن كدول ومجتمعات عربية نواجه موقفا غير مؤاتٍ في هذه المرحلة من التطورالعالمي فالأمر متعلق بمستقبل هذه الأمة على اتساعها فأما عدالة وعدل وسلام وتقدم أو فوضى عارمة ومواجهات تظل تتصاعد بما لا يمكن التنبؤ بنتائجه.
وطالب موسى بمبادرة تعيد الأمور إلى نصابها بعد الهجمة المستمرة على هذه الأمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديث وتطوير أنظمة العمل العربي المشترك وتمكين الجامعة العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك من مواكبة المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية وتجنب الجمود والفشل.
وأشار إلى مشروع جدول أعمال القمة ومشروع البيان الختامي ومشروعات القرارات المراد عرضها على القمة والتي هي الآن بين أيادي وزراء الخارجية في اجتماعهم اليوم.
ثم تحولت الجلسة الافتتاحية للوزراء العرب إلى جلسة مغلقة.