أبدى رئيس اللجنة التجارية في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورجل الأعمال المعروف سعادة الأستاذ عبدالعزيز بن محمد السعد العجلان اهتماماً كبيراً بندوة «الوقف في الشريعة الإسلامية، ومجالاته» التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد اعتباراً من اليوم الثلاثاء.
وقال: ان تنظيم هذه الندوة يعد أمراً ضرورياً خاصة بعد الانحسار الذي شهدته الأوقاف في السنوات الماضية وتضاؤل دورها في المجتمع المسلم، مرجعا ذلك الى ضعف التوعية التي تقوم بها مختلف الجهات المعنية بأهمية الأوقاف، وانشغال بعض الأفراد خاصة أصحاب رؤوس الأموال عن هذا الجانب المهم في حياة المسلم، وعدم الإلمام الكامل بسنة الوقف باعتبارها احد المصادر الرئيسة في تنمية المجتمع المسلم.
ورأى الاستاذ العجلان في تصريح له بمناسبة انعقاد الندوة ان ما صاحب الندوة من اهتمام إعلامي في مختلف وسائل الإعلام «المقروءة، والمرئية، والمسموعة» في الأيام الماضية وأصحاب الفضيلة والأكاديميون الذين سيشاركون في أعمال الندوة ببحوث مختلفة من شأنها ان تسهم إن شاء الله تعالى في تسليط الأضواء، وزيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية الأوقاف، وضرورة تنميتها، واستثمارها في مجالات البر المختلفة، كما ستكون دافعاً إن شاء الله للأفراد، سيما رجال الأعمال ان يحرصوا على ايقاف جزء من أموالهم في أعمال الخير التي تنمي احتياجات المجتمع، وتحقيق التنمية لأفراده في جميع جوانبها.
ونوه برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض لحفل افتتاح الندوة ورعايته كافة أعمالها، معتبراً هذه الرعاية بأنها دعم وتحفيز للمشاركين في هذه الندوة على تبصير الناس وتوعيتهم بأهمية الأوقاف، مما يمكن ان يستثمر منها لصالح كافة اوجه الحياة الاقتصادية، والتعليمية، والفكرية، والاجتماعية للمجتمع.
وفي هذا السياق، ربط الاستاذ العجلان بين رقي المجتمعات الإسلامية وتقدمها في الماضي والوقف. وقال: لقد كان للوقف الإسلامي آثاره الكبيرة في المجتمع المسلم بحيث ساهم في تحقيق التطور الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، والعلمي، والفكري للمجتمع مما ساعد على تحقيق الاستقرار الاجتماعي، وشيوع روح المحبة والتراحم بين أفراد المجتمع المسلم.
وفي جانب من تصريحه، حث الاستاذ العجلان، رجال الأعمال في كافة أرجاء المملكة ان يبادروا الى تخصيص جزء من أموالهم، لتكون أوقافاً يعم نفعها وخيرها أبناء المجتمع، وتحقيق الخير لصاحبها في دنياه وآخرته.
واقترح في هذا السياق ان يتم التنسيق بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد والغرف التجارية الصناعية في المملكة للبحث في الوسائل الكفيلة لزيادة الأوقاف في كافة مناطق المملكة، وبالتالي استثمارها وتنميتها والاستفادة من خلالها في إقامة وإنشاء المساجد، والمدارس، والمستشفيات، ودور الإيواء للمساكين والفقراء وتقديم العلاج المجاني لهم.
وشدد رئيس اللجنة التجارية في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض على أنه من الضروري في هذا الجانب ان تكون هناك لجان مشكلة يشارك فيها أعضاء من رجال الأعمال، ومن مختصين في وزارة الشؤون الإسلامية، سيما في وكالة الوزارة لشؤون الأوقاف حتى يتم التطوير وتبادل الآراء في كل ما من شأنه ان يخدم الهدف الذي يسعى اليه الجميع من إحياء سنة الوقف، وإعادة الحيوية لهذه السنة المباركة التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وفعلها الصحابة في عهده، ومن بعده، وكذلك الدول الإسلامية.
وقال سعادته: ان الوقف الإسلامي يمكن ان يسهم في دعم المؤسسات الخيرية والإنسانية، وإنشاء المدارس والجامعات الإسلامية العصرية، والمستشفيات، ورعاية البحث العلمي، وطباعة الكتب، ودعم الإعلام الإسلامي ومجالاته المختلفة، وإقامة المصانع والمؤسسات العلمية التي تساعد على توظيف أبناء المجتمع والاستفادة من امكاناتهم، وتكون الأوقاف رافداً مهماً في دعم الدولة في أهدافها نحو تحقيق مجالات التنمية المختلفة في كافة جوانبها.
وفي ختام تصريحه، اكد الاستاذ العجلان على ضرورة توثيق العلاقة بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ورجال الأعمال في دعم أوجه الخير المختلفة التي تحقق بإذن الله من خلال الأوقاف التي تقام في كل مكان، ويعم خيرها الجميع، وتحقق للمرء المسلم خيري الدنيا والآخرة، مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
|