Tuesday 26th March,200210771العددالثلاثاء 12 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الوقف.. الحضارة المستمرةالوقف.. الحضارة المستمرة
سلمان بن محمد العُمري

الوقف في الحياة الاسلامية من الأساسيات التي تؤثر ايجاباً على حياة المجموع، والمقصود بذلك الفرد والجماعة ككتلة واحدة متماسكة يشد بعضها بعضا لما فيه الصالح العام والخاص في الدنيا والآخرة.
والوقف هو فعل خير دائم مستمر قائم فيه الثواب غير منقطع بالموت والأجر المتواصل الذي لا يمكن لعبد ان يقدره فهو جزاء من رب العباد وثواب يستحقه الأخيار الذين يعملون ليل نهار لتحقيق رضا الله سبحانه.
ونظراً لأهمية الوقف الاسلامي التي لم تعد تخفى على أحد سواء من الناحية الانسانية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو غير ذلك فقد تسابق أهل الخير أولا لفعله عن طريق الاسهام والمبادرة والمباشرة بأعمال الوقف التي ينتفع الجميع منها وثانياً عن طريق دراسة الأمر والتشجيع عليه وتحليله لتقييم الواقع الحالي واستشراف آفاق المستقبل اعتمادا على ماضي خصيب غني بهذا المجال الذي لم تعرفه أمة كما عرفته أمة الاسلام.
وهذا الأمر الثاني أو التطور التقييمي والتشجيعي الدائم إنما تجلى على الخصوص في ندوات ومؤتمرات تبنت ذلك بالاضافة لوسائل الاعلام الخيرة بكافة أشكالها، ولعل من أبرز ما يهدف الى تحقيق الغايات النبيلة تلك الندوة التي ستبدأ هذا اليوم، التي استشعرنا أهميتها من لحظة المناداة بقيامها، ألا وهي ندوة:«الوقف في الشريعة الاسلامية،ومجالاته» وما يدعونا لاطلاق العنان للالتفاف المثمر الذي يعتمد على حقائق ووقائع كونها برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وهو الرجل الذي سمي برجل الخير عن جدارة واقتدار، فلم يكن مجال للخير إلا وكان له باع طويل فيه، وتنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد وهل من أهل للتنظيم أكثر من هذه الوزارة المعنية بالأوقاف ويشهد لها القاصي والداني بأفعالها الطيبة في داخل المملكة وخارجها على امتداد المعمورة، وأحيي المشاركين والحضور الذين هم من الصفوة الأخيار في هذا المجال وهذه هي النقطة الأهم والأبرز، فالفعل يخضع لمؤثرات صانعيه، ومادام الصناع كبارا فالفعل بالتأكيد كبير إن شاء الله.
سيشارك في ندوة الوقف نخبة من العلماء والأساتذة المتخصصين ورجال العلم والفكر، وهي تهدف الى تتبع الوقف عبر التاريخ الاسلامي والقاء الضوء على وظائفه ومجالاته قديما وحديثا مع التأكيد على أهميته في اطار الدعوة الى الله وتوجيه المجتمعات، الى جانب ايجاد خطة اعلامية لاذكاء الوعي بمسؤولية الأفراد والمؤسسات عن الوقف وضرورة تنميته والمحافظة عليه.
وكما صرح معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بأن تنظيم هذه الندوة يأتي بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مقاليدالحكم في المملكة، وتأتي ضمن برنامج الوزارة لمضاعفة جهودها وأعمالها الوقفية في مختلف المناطق والسعي الجاد لتيسير الاستفادة منها بكل الطرق المتاحة.
تجدر الاشارة الى ان عدد الأبحاث المشاركة في اللقاء ستة عشر بحثا «16» تتناول الوقف من مختلف جوانبه، ولعل الحكم الحق على أهميتها سيكون خلال عرضها لا بل من خلال تنفيذ مقترحاتها.
وإننا إذ نهنىء الباحثين الأفاضل الذين قبلت أبحاثهم، لندعو الزملاء المعنيين بهذه الندوة المباركة أن يكون شاغلهم الأكبر هو التنفيذ والمتابعة وهذا ليس بالبعيد عنهم، فهم المعروفون بالفعل قبل القول، وما دام الأمر لا هدف له إلا رضا الله تعالى ثم نفع البلاد والعباد، فإنه يستحق تقديم الغالي والنفيس، والمال والنفس، والجهد والعمل لأجل تحقيق غاية هي من أسطع الأوجه الاجتماعية والاقتصادية في الحالة الاسلامية، والله ولي التوفيق.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved