Tuesday 26th March,200210771العددالثلاثاء 12 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرئيس الحريري في حوار مع الـ الجزيرة ورياض ديلي:الرئيس الحريري في حوار مع الـ الجزيرة ورياض ديلي:
لب قرارات القمة هو مبادرة ولي العهد والحالة الكويتية/ العراقية
خطة المملكة للسلام تأكيد على تنفيذ القرارات الدولية ومن يقول عكس ذلك يريد تشويهها

* حوار عبد الكريم العفنان:
أكد رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري ان مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني هي لب قرارات القمة العربية والتي سيتم مناقشتها مع القادة العرب وأوضح الحريري في حديث مع الجزيرة ورياض ديلي ان الموقف الأوروبي ينسجم أكثر مع المقررات الدولية ومع العرب لأن الموقف العربي مبني على المقررات الدولية.
وأكد بأن مبادرة سمو ولي العهد خفضت من شعبية شارون داخل اسرائيل. وأوضح رئيس وزراء لبنان ان خطة ولي العهد لن تغيب القادة عن الدعم المادي الذي وعدت به السلطة الفلسطينية. وأشاد الحريري الى دور المملكة الرائد في دعمها السياسي والاقتصادي لاعادة الروح الى لبنان واعماره.
وتحدث رئيس وزراء لبنان عن عدة مواضيع عن الارهاب والشراكة الأوروبية وعن الاقتصاد والتحديات التي يواجهها لبنان.
وفيما يلي نص الحوار:
الحريري يتحدث للزميل العفنان
دولة الرئيس: يتولى لبنان رئاسة القمة العربية لمدة عام. ما هي الاستراتيجية التي يقوم بها لبنان لتفعيل قرارات القمة العربية؟.
ستقوم الدولة اللبنانية بعد انتهاء القمة العربية باتصالاتها لتفعيل وتطبيق القرارات التي تتخذها القمة بالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وهذا تحد كبير للبنان لكننا لن ندخر جهدا في تطبيقها
* دولة الرئيس: في ظل استمرار شارون في نهجه العدواني بدعم أمريكي هل سينتهي الإحراج الذي يسببه للعرب من خلال قرارات القمة أم أنها ستكون محطة للعرب لاسترجاع أنفاسهم ومتابعة سياستهم؟.
أعتقد أن لب قرارات القمة هو فيما يتعلق بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني التي سيتم مناقشتها مع الأخوة العرب ، بالإضافة للمقررات الأخرى فيما يتعلق بموضوع الحالة الكويتية العراقية ونأمل أن ترتقي القمة في قراراتها إلى ما يلبي طموح المواطن العربي.
* دولة الرئيس: ما هو تعليقكم على اعتبار البعض مبادرة سمو ولي العهد بديلاً للقرارات الدولية التي لم تنفذ ؟.
لا.. مبادرة سمو الأمير عبد الله تأكيد على تنفيذ القرارات الدولية ومن يقل عكس ذلك فإنه يريد تشويه المبادرة.
* دولة الرئيس: هذه أول قمة بعد 11 سبتمبر هل سيكون موضوع الإرهاب من الأولويات التي يبحثها القادة العرب في القمة؟.
العرب يكافحون الإرهاب منذ زمن طويل ودفعوا أثماناً غالية بسبب مكافحة الإرهاب . الأمة العربية أدانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولكن العرب تعرضوا للإرهاب في فلسطين ويتعرضون للإرهاب في الأراضي العربية التي احتلتها اسرائيل من سورية ولبنان إضافة للأحداث الإرهابية التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية في عهد الملك خالد.
العرب هدف للإرهاب قبل أي أمة أخرى لكن الترميز على الإرهاب جاء بعد أحداث سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة إذ إن الولايات المتحدة تضررت من الإرهاب أيضا رغم امكانياتها وقدراتها والإعلام الدولي ساندها أيضا في حربها ضد الإرهاب الذي أثر سلبا على الاقتصاد العالمي.
* دولة الرئيس: من المعلوم أن الموقف الأوروبي أكثر ملاءمة للعرب من الموقف الأمريكي هل ترى فرصة لأوروبا في اقتحام الطوق الذي تفرضه أمريكا على عملية السلام في المنطقة؟.
لا شك بأن الموقف الأوروبي ينسجم أكثر مع المقررات الدولية ومع الموقف العربي. والموقف العربي مبني على المقررات الدولية وكلما اقترب أي طرف من المقررات الدولية يقترب من الموقف العربي. نأمل من الإدارة الامريكية بعد المبادرة التي اقترحها سمو ولي العهد والتي تبنتها القمة وآمل تبنيها بعد طرحها بشكلها النهائي من ولي العهد سنصل إلى تصرف أمريكي مخالف للوضع في المنطقة العربية.
* دولة الرئيس: طلب وئيس الحكومة الاسرائيلية شارون الحضور إلى بيروت للمشاركة في مؤتمر القمة وطرح آرائه. ما هو تعليقكم؟.
طلب شارون ذلك من خلال وسائل الإعلام وأجابه يوسي بيلين وإجابتي لا تختلف في مضمونها عن إجابة يوسي بيلين.
* دولة الرئيس: هل تعتقد أن فكرة السلام ناضجة لدى الولايات المتحدة الأمريكية؟.
أعتقد أن الولايات المتحدة قادرة على صنع السلام وسنحاول مع الجميع لإحلال السلام في المنطقة لكن الاشكالية الكبرى وجود متطرفين داخل الحكومة الاسرائيلية وهذا ينعكس على الإدارة الأمريكية.
ووجود شارون في اسرائيل هو السبب المباشر في خلق هذه الأجواء.
* دولة الرئيس: ماذا لو أن الرأي العام الاسرائيلي ضد شارون؟.
لم يصل المجتمع الاسرائيلي لدرجة أن يتخلى عن شارون وهو ما زال رئيسا للوزراء .. مبادرة الأمير عبد الله خفضت من شعبية شارون. لكن لا اعتقد امكانية للسلام في ظل حكومة متطرفة كحكومة شارون.
* دولة الرئيس: هناك من يقول: إن المبادرة ستكون محور اهتمام القادة وسيغيب عن الاهتمام الدعم المالي الذي وعدت به السلطة الفلسطينية حيث أن هناك مليار دوار لم يصل؟
هذا ليس صحيح ستؤكد القمة على موضوع الدعم المالي.
* دولة الرئيسي: إلى متى يمكن للبنان وسورية مواجهة التحديات والتهديدات والضغوط الأمريكية الإسرائيلية؟
لا شك أن لبنان وسورية صامدان، لكنهما أيضاً مدعومان من اخوانهما العرب وليس لوحدهما الموقف السعودي داعم. ومبادرة الأمير عبدالله هي مبادرة دعم للموقف السوري واللبناني والموقف الفلسطيني الصامد أيضاً.
عمليا المبادرة السعودية تقول: إذا طبقت القرارات الدولية وقبل بها إخواننا الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون فإننا سنقبل معهم وبالتالي هذا دعم للموقف العربي.
* دولة الرئيس: ما هو موقفكم من دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من وجوب إرسال الأسلحة إلى الانتفاضة الفلسطينية؟ وهل يتم إرسال أسلحة عبر الحدود اللبنانية؟
موقفنا عدم التدخل بالموضوع الفلسطيني نحن موقفنا جزء من موقف الأمة العربية ونحن مع دعم الانتفاضة بالمال وهذا هو موقف الدولة اللبنانية.
أما عن إرسال الأسلحة عبر الحدود مع اللبنانية فهذا أمر غير صحيح.
* هل تلقيتم ضمانات معينة من أوروبا حول عدم تعرض لبنان لأي ضربة من قبل اسرائيل أو الولايات المتحدة؟
نحن لم نوقع اتفاق دفاع مشترك مع أوروبا؟
* لكن اتفاق الشراكة لا يشمل فقط الجانب الاقتصادي؟
بدون شك لاتفاق الشراكة انعكاسات سياسية لأن الشراكة التي وقعناها مع دول الاتحاد الأوروبي تعني مؤازرة الشريك في كل قضاياه إلا أنني وكما قلت لم نوقع اتفاق دفاع مشترك.
* دولة الرئيس: هل سيتم بحث مسألة مزارع شبعا في القمة؟
بدون شك لأنها أرض محتلة.
* دولة الرئيس: متى ستظهر المفاعيل الايجابية لانضمام لبنان إلى الشراكة الأوروبية؟
المفاعيل الايجابية تظهر مع الوقت ولكن وضع لبنان مختلف مع السابق من الناحية الاقتصادية.
لبنان مضطر لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول الأوروبية وتطوير اقتصاده ليتلاءم مع الاقتصاد الأوروبي ويطور أنظمته وقوانينه الاقتصادية كما لو أنه دولة أوروبية وهذا لمصلحة لبنان.
* لكن هذا يحتاج لوقت طويل؟
لكننا أقل من غيرنا لبنان يحتاج لزمن أقل من غيره لأن طبيعة اقتصاده «اقتصاد حر» وقريب من الاقتصاد الأوروبي ثم أن القاعدة القانونية الاقتصادية مأخوذة من فرنسا وهذا يساعدنا كثيراً.
* دولة الرئيس: ما دور دولتكم في جلب الاستثمار الأجنبي إلى لبنان لتحقيق طموحاتكم والعودة به إلى ما قبل الحرب؟
مازحاً «نحن نطمح الوصول لأفضل من تلك الفترة». وهذا يبدو واضحاً.
وفي هذا الخصوص أتوجه بالشكر للإخوة في المملكة الذين لديهم رغبة كبيرة في المجيء إلى لبنان ونرى تواجدهم واضحاً الآن في لبنان والحكومة قدمت لهم تسهيلات كبرى على صعيد البيع والشراء والايجار.
والخليجي يستطيع أن يعمل في لبنان كأنه يعمل في بلده وبالتأكيد هذا ضمن سياسة واضحة مرسومة ومقننة ونحاول جلب استثمارات خارجية وخاصة من دول الخليج العربي ونعتبر أن هناك علاقة خاصة تربط لبنان بالخليج وأهل الخليج لديهم نفس الشعور ونحن ندعو للعيش والاستثمار في لبنان لأن لبنان مكان للتبادل الثقافي والحضاري ويفتح أبوابه أمام الجميع.
* ما هي طبيعة الضغوط التي يتعرض لها لبنان اقتصادياً؟
وهل تأجيل مؤتمر باريس (2) هو أحد هذه الضغوط؟
تأجيل مؤتمر باريس (2) يعود لسببين جوهريين:
1 مؤتمر القمة العربي والانتخابات الفرنسية قريباً.
2 إضافة لبعض الأمور الواجب علينا القيام بها مثل الخصخصة.
* لكن البعض قال: إن السبب المباشر في تأجيل مؤتمر باريس (2) هو الموقف اللبناني من المقاومة.
المواقف السياسية التي يأخذها لبنان تعرضه باستمرار لبعض الضغوطات.. ولكن لدينا صداقات كافية في العالم تجعلنا نتجاوز هذا الأمر.
* دولة الرئيس.. ماذا عن الأموال اللبنانية المهاجرة؟ هل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة كان لها صدى جيد في عودة هذه الأموال؟
رجع الكثير من رؤوس الأموال وبقي الكثير منها ونسعى لأن تكون هذه الأموال في لبنان للاستفادة منها محلياً.
* ماذا في الميزان التجاري في لبنان؟
نحن لدينا تداخل من الناحية الاقتصادية نحن نستورد حوالي 7 مليار دولار ونصدر مليار دولار.
والميزان التجاري فيه عجز ولكن ميزان المدفوعات إجمالا يكون متوازياً ويضخ إلى لبنان شهرياً أموال من الخليج وافريقيا لأن العلاقات العائلية اللبنانية قوية وهذا يشكل مصدر غنى للبنان.
* هل القرارات المتوقع صدورها عن القمة ستساعد لبنان من الناحية الاقتصادية وكيف ذلك؟
درج لبنان باستمرار أن يضع على جدول أعمال القمة الدعم المادي للبنان لإعادة إعماره، ولدينا علاقات قوية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وقد أخذ الشيخ زايد على عاتقه مسؤولية نزع الألغام من الجنوب.
أما المملكة تبقى رائدة في دعمها السياسي والاقتصادي لإعادة الروح إلى لبنان وإعماره.
* كيف ستنعكس السوق العربية الموحدة على تفعيل دور لبنان في هذا الخصوص؟
بعد تجربة عمرها سنوات مع موضوع السوق العربية المشتركة وفتح الحدود وجدنا ان القرارات غير فاعلة والسبب أن الدول العربية غارقة في بيروقراطيتها ونحن ندعو لأن تنقل البضائع المصنعة في أقل الإجراءات الممكنة بين الدول العربية وتوضع هيئة رقابية لمراقبة هذه الإجراءات بدل ان توضع العقبات والعراقيل لأن التجارة العربية البينية اقل من 10% وهذا أمر معيب ومؤثر بشكل سلبي على الدول العربية دون استثناء، ويجب أن يؤخذ قرار سياسي بصرف النظر عن الخسارة والربح ويجب ان تفتح التجارة لأن فيها ربح هائل، مثلاً الأدوية: العالم العربي يستورد بحدود 20 مليار دولار سنوياً من الأدوية وهذا شيء مخيف.
لبنان يستورد ب 550 مليون دولار وعدد سكانه لا يتجاوز أربعة ملايين.
بعض الدول تقول: نحن لا نستورد فقط بحدود 30 40 مليون دولار وهذا غير صحيح.
* دولة الرئيس: في حوار تلفزيوني كنت متشائماً حيال الوضع الاقتصادي في لبنان بالرغم مما ذكرته في حديثك الآن؟
أنا كنت صريحاً وواقعياً، وأنا أقول ان الاقتصاد اللبناني بدأ يتعافى وهذا صحيح بنسبة النمو 2% مقارنة مع دول كبرى داخل الاتحاد الأوروبي وخاصة بعد أحداث سبتمبر وهذه السنة أحسن من السنة الماضية اذ ان نسبة السياحة زادت خلال شهر (فبراير)34% مقارنة مع السنة الماضية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved