أعلنت اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادث الحريق الذي وقع بالمتوسطة (31) بمكة المكرمة صباح يوم الاثنين 27/12/1422ه نتائج التحقيقات التي توصلت إليها.
وفيما يلي تنشر «الجزيرة» تفاصيل التحقيق:
في صباح يوم الاثنين الموافق 27/12/1422ه وفي حوالي الساعة 01:8 صباحا تلقت غرفة عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة بلاغا عن وقوع حريق بمبنى المدرسة «31» المتوسطة للبنات بحي الهنداوية «خلف محطة المعطاني بشارع أم القرى» وعلى أثر ذلك تحركت فورا فرق الدفاع المدني وفرق الهلال الأحمر السعودية وبقية الجهات المختصة لموقع الحادث وقد نتج عن تدافع الطالبات وذعرهن ومحاولتهن الهرب من مبنى المدرسة سقوط وتكدس عدد كبير منهن فوق بعض مما أدى بالتالي إلى وفاة 15 طالبة وإصابة 47 طالبة ومعلمتين ومستخدمة واحدة.
وقد وجه صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة شفهيا صباح ذلك اليوم 27/12/1422ه تلاه صدور أمر سموه البرقي رقم أم/4419 في 28/12/1422ه بتشكيل لجنة من إمارة منطقة مكة المكرمة والدفاع المدني والشرطة والمباحث وإدارة تعليم البنات وفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعاصمة المقدسة للتحقيق في حادث الحريق الذي وقع في المدرسة المذكورة.
وقد تشكلت اللجنة على ضوء ذلك كالتالي:
1 مندوبو إمارة منطقة مكة المكرمة..
سعد بن عايد العصيمي مدير عام الحقوق.
د.م. صلاح بن محمد صقر مدير عام خدمات المنطقة المكلف.
2 مندوب شرطة العاصمة المقدسة..
العقيد عبدالله بن مطلق الحربي.
3 مندوبو إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة..
النقيب علي بن خضران المنتشري رئيس قسم التحقيق.
الملازم أول نوار بن عويض العصيمي ضابط التحقيق.
4 مندوب إدارة تعليم البنات بالعاصمة المقدسة..
عناية الله بن عبدالرحمن الصاعدي مساعد مدير عام تعليم البنات بمكة للشؤون المالية والإدارية.
5 مندوب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة عبدالله بن منصور المطرفي رئيس مركز هيئة ريع الكحل.
6 مندوب مباحث العاصمة المقدسة الرائد عايش بن غازي المقاطي العتيبي.
الإجراءات المتخذة من قبل اللجنة لإنجاز مهامها
باشرت اللجنة مهامها فور تكليفها بالمهمة في موقع الحادث.. وواصلت عملها خلال كافة أيام الأسبوع بما في ذلك الخميس والجمعة ليلا ونهارا حيث كانت تباشر أعمالها من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل واستجوبت خلال الفترة أكثر من 61 شخصا استعملت في ذلك 12 ملف تحقيق وقد قامت على الفور بوضع خطة عمل مبدئية للمحافظة على مسرح الحدث واتخاذ إجراءات فورية لرفع الآثار وجمع المعلومات الأولية وشمل ما اتخذته ما يلي:
1 تم وضع الحراسة المشددة على الموقع لمنع الدخول لغير أعضاء اللجنة والمختصين وكذلك منع تحريك أي شيء من الموجودات بالمدرسة بما فيها حقائب الطالبات وأغراض المعلمات إلا بعد فحصه وتفتيشه.
2 تم تصوير الموقع كاملاً من قبل المصور الجنائي من قسم التحقيق بإدارة الدفاع المدني.
3 تم طلب خبراء من الأدلة الجنائية لرفع عينات من آثار الحادث لتحديد سبب وقوع الحريق وتم التحفظ على بقية الآثار في نفس الموقع ومنع أي شخص من الوصول إلي مكان الحريق.
4 تم تكليف عدد من ضباط الدفاع المدني بالشخوص للمستشفيات بالعاصمة المقدسة لحصر جميع الإصابات والوفيات الناجمة عن الحادث واتخاذ اللازم حيال معاينتها والحصول على تقرير عن كل حالة من الطبيب المعالج وكذلك حفظ جثمان المتوفيات في ثلاجات المستشفيات حتى وصول ذويهم والتعرف عليهم ومن ثم استكمال الإجراءات حيال تسليمها لهم بعد تصوير الجثث لدفنها في مقابر المسلمين بعد قناعة أولياء أمورهن بعرضية الحادث.
5 قام أعضاء اللجنة بمعاينة موقع الحريق وكافة أرجاء المبنى لمحاولة الوصول إلى أي آثار أو دلائل تساعد على تحديد سبب الحريق وكيفية وقوع الإصابات والوفيات الناجمة عن الحادث.
6 تم جمع معلومات أولية شفوية من العاملين في المدرسة والمتواجدين في محيط موقع الحدث وحث كل من لديه ما يفيد التحقيق بالحضور للمدرسة.
7 تم بث المتعاونين والمصادر في أوساط الحي لجمع أكبر قدر من المعلومات وتحديد الأشخاص الذين باشروا الحادث حين وقوعه وكلف كل عضو باستغلال امكانيات إدارته في محاولة الوصول إلى ما يفيد اللجنة.
8 ارتأت اللجنة أنه من الضرورة أن تكون أعمال اللجنة في موقع الحادث للأسباب التالية:
1 لأن من يتم التحقيق معهم في هذه القضية هم من العنصر النسائي ويسهل عليهن الوصول إلى الموقع وتفاديا لما قد يحدث من إحراج وتذمر فيما لو تم التحقيق في الإدارات الحكومية.
2 حرص الأعضاء على أن يكونوا في الموقع لسهولة إعطاء وصف دقيق للحادث من المستجوبين وتمثيل ما شاهدوه على الطبيعة.
3 للبقاء قريبا من مصادر المعلومات في الحي الذي أغلب سكانه لهم أقارب ومعارف في تلك المدرسة لعل يأتي من بينهم من يدلي بما يفيد التحقيق.
9 بدأ التحقيق مع الأشخاص الذين شاهدوا الحريق وتعاملوا معه منذ وقوعه وهم مديرة المدرسة والحارس وبعض المعلمات اللائي شاهدن الحدث وكن قريبات منه.
10 تم التحقيق مع بعض المصابات والمنومات في المستشفيات عندما سمحت ظروفهن الصحية والنفسية لتحديد سبب إصاباتهن وكيفية حدوث ذلك.
11 تم الخروج بتصور مبدئي من قبل أعضاء اللجنة عند مقارنة أقوال المستجوبين ومشاهدة آثار الحادث استبعد على أثره أن يكون سبب الحريق ناتجاً عن التماس كهربائي.
12 واصلت اللجنة أعمالها باستجواب بعض الطالبات والمعلمات والتحقيق مع من يتضح أن لديها معلومات أو تدور حولها الشكوك، كما تم التركيز على جمع المعلومات عن الطالبات اللاتي يصعدن إلى الفصول قبل بداية الطابور الصباحي وتحديد أسماء جميع من صعد للدور العلوي في يوم الحادث.
13 تم أخذ أقوال المحيطين بالحادث شفويا «أصحاب المحلات التجارية العمائر المجاورة للمدرسة» وبالذات الذين تواجدوا في بداية الحدث.
14 تم مقارنة أقوال المستجوبين والتركيز على من تتعارض إفادتهم وتحليل الاختلافات وطلب إبداء تفسير ذلك.
15 تم التحقيق من المستخدمات والمراقبات والإداريات في المدرسة.
16 جرى مخاطبة كل من:
أ. شركة الكهرباء لتكليف مهندس مختص للوقوف على موقع الحادث والكشف الفني الكامل لمعرفة مدى سلامة كافة التمديدات الكهربائية والتوصيلات بكامل المبنى وبالذات موقع الحريق ووردت الإفادة باستبعاد حدوث التماس كهربائية بالموقع.
ب. مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة وقائد الدوريات الأمنية لتحديد ساعة البلاغ عن الحادث، ووردت إفادة الدوريات الأمنية «999» تبلغهم البلاغ الساعة 55:7 صباحا وبلغ للدفاع المدني فوراً، كما وردت إفادة الدفاع المدني بتبليغهم بالحادث الساعة 01:8 ووصولهم لموقع الحدث الساعة 07:8.
ت. شعبة الأدلة الجنائية لتكليف خبير حرائق للوقوف على موقع الحريق وإعطاء تصور عن كيفية حدوث الحريق، ووردت الإفادة بأن النتائج سليمة للمواد البترولية وأن السبب المحتمل للحريق هو مصدر حراري خارجي ذو لهب مكشوف أوصل بتداخل إرادي بمنطقة بداية الحريق وقد يكون نتيجة عبث.
ث. جمعية الهلال الأحمر السعودي للإفادة عن عدد الفرق التي باشرت الحادث ومن ثم إخلاؤه عن طريقهم، فوردت الإفادة بتبليغهم البلاغ الساعة «02:8» وبدأت فرقهم في الوصول للموقع الساعة «08:8» وبلغ عدد الفرق المشاركة «5» فرق تم دعمها من المراكز الخارجية القريبة من العاصمة المقدسة «السيل الشميسي» لتصبح 13 فرقة نقلت «53 مصابة ومتوفية وكانت نهاية الحدث الساعة 33:8 صباحاً.
ج. مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة للإفادة عما إذا كان قد تم منع أحد منسوبيهم من أداء واجباتهم من قبل رجال هيئة الأمر بالمعروف، فوردت الإفادة بنفي ذلك.
«ومرفق ضمن أوراق القضية كافة تلك المخاطبات».
17 رأت اللجنة أن يتم التركيز في التحقيق على الطالبات اللاتي تعودن على التواجد في أعلى المبنى جهة الدرج المؤدي إلى السطح سواء في الصباح الباكر أو وقت الفسحة.
18 التحقيق مع طالبات النظام «طالبات مكلفات بالإشراف على زميلاتهن» وطلب من كل واحدة منهن تحديد ساعة وصولها للمدرسة والدور الذي قامت به عند وصولها يوم الحادث.
19 حصر أسماء الطالبات اللاتي يوجد عليهن ملاحظات سابقة من إدارة المدرسة بما فيهن طالبة تم فصلها «قبل موسم الحج» نتيجة قيامها بضرب إحدى المعلمات كما تم حصر الطالبات المدخنات.
20 نظراً لوجود تناقضات في الإفادات تم استدعاء بعض الطالبات والتحقيق معهن أكثر من مرة وبعضهن بصفة يومية ومن بينهن طالبة النظام التي أدلت في النهاية بإفادة صريحة عن سبب بدء الحريق.
21 تقدم للجنة أحد المقيمين «سوداني الجنسية اسمه بشير مختار عمره 21 سنة» مبلغا أن إحدى طالبات المدرسة اسمها أنيسة القرني اتصلت به هاتفيا وأبلغته أنها أشعلت النار في المدرسة بمساعدة اثنين من رفيقاتها وبالتحقق من قبل اللجنة عن إخباريته اتضح أن ما أفاد به كان كذباً وبهتانا وقد أقر واعترف بذلك لاحقاً كما اعترف باستخدامه مادة الحشيش المخدر وصدق اعترافه شرعاً، كما اتضح للجنة عدم وجود أي طالبة بهذا الاسم في المدرسة وقد اعترف المذكور بأن كل ما ذكره في بلاغه من نسيج خياله طمعا منه في الحصول على مكافأة مالية وقد تم إحالته للشرطة لاتخاذ اللازم بحقه.
22 ثبت لدى اللجنة أن سبب اشتعال الحريق عرضي يعود إلى قيام إحدى طالبات المدرسة « وعن غير قصد بإشعال الحريق» برمي السيجارة التي كانت تدخنها «في بسطة الدرج العلوي» حين لاحظتها إحدى طالبات النظام ووقعت ناحية الأشياء الموجودة في تلك المنطقة والتي كانت تشمل كتباً ومصاحف قديمة ولوحات فلين وبعض الأوراق والقمائم مما أدى إلى حدوث الحريق نتيجة لذلك، «وهذا يتوافق مع ما توصل إليه خبراء الأدلة الجنائية».
وصف الحادث:
1 حادث الحريق عبارة عن اشتعال النار في صندوق خشبي يحتوي على بعض الأواني التراثية وأدوات طبخ تقليدية يوجد على هذا الصندوق مجموعة من الكتب غير المرتبة ويحيط بالصندوق عدد من لوحات الفلين وأربع لوحات خشبية ومجموعة من الكتب والأوراق المبعثرة حول الصندوق الخشبي على أرضية البسطة موقع الحادث.
2 الحادث وقع في بسطة أبعادها (1م x 5.1م) وهي آخر بسطة في المبنى المكون من ثلاثة أدوار والمؤدية إلى السطح مباشرة.
3 من خلال المعاينة ونتائج التحقيق تم الاستنتاج أن الحادث بدأ في حوالي الساعة 10:7 صباحا تقريباً عن طريق مصدر اشتعال بطيء وقد ساعد على عدم اكتشافه في اللحظات الأولى كونه في موقع منزو عن الأنظار وكونه وقع في أعلى نقطة بالمبنى قبل السطح وطبيعة الدخان المتمثلة في كونه أخف من الأوكسجين مما جعله يرتفع إلى الأعلى باتجاه فتحة التهوية الملاصقة لباب السطح الحديدي والمقدر أبعادها ب «نصف متر x 2م».
4 خلال الفترة الزمنية من الساعة 15:7 حتى الساعة 45:7 كان الوضع حسب إفادة جميع الموجودين بالمدرسة طبيعياً جداً ويسوده نوع من الهدوء التام عدا إفادة مجموعة من الطالبات ذكرن لنا أنهن شممن رائحة دخان غريبة وبسيطة وغير معتادة وكان ذلك عند صعودهن إلى فصولهن الدراسية في حوالي الساعة 28:7 ولكنهن لم يعرنه اهتماما.
5 من خلال التحقيق تبين لنا أن الحصة الأولى في ذلك اليوم حصة ريادة حيث تقوم كل رائدة فصل بالإشراف على تنظيم الفصل المسؤولة عنه ومحاولة إخراجه بالصورة الحسنة وفي حوالي الساعة 30:7 بدأت الحصة ودخل جميع الطالبات إلى فصولهن بانتظار المعلمات وقد بدأ العمل الفعلي في حوالي 35:7 وفي هذه اللحظات ساد الهدوء جو المدرسة ما عدا المعلمة ربى فلفلان وهي المشرفة على الريادة حيث كانت تقوم بمهمة توزيع دفاتر الريادة على المعلمات بدءا بالدور الأول وعندما وصلت إلى الدور الثالث كانت الساعة حوالي 45:7 وفي صالة الدور الثاني المقدر أبعادها ب «3 م x5م» استرعى انتباه المعلمة ذلك الضوء الأحمر الذي غطى حوائط الدرج لم تستطع تحديد هويته ومصدره، الأمر الذي جعلها تنزل مباشرة إلى مكتب المساعدة لشؤون المعلمات الموجود بالدور الثاني وفي منتصف الدرج نادت بصوت خافت قائلة يا معلمة فاطمة تعالي بسرعة وعلى الفور قامت المعلمة فاطمة باعارمة متجهة لها وقابلتها في بداية درج الدور الثاني واتجهتا إلى موقع ذلك الضوء وعندما شاهدتها المعلمة فاطمة حاولت صعود الدرج وعندها شاهدت ألسنة اللهب تلتهم تلك المحتويات الموجودة في بسطة الدرج وحسب إفادتها قالت لقد رأيت الحادث بسيطاً جداً في بدايته حتى أنه خالجني شعور بالثقة في نفسي بقدرتي على إطفائه وفي تلك اللحظات بدأ الهدوء الذي كان يغطي جو المدرسة بالتلاشي حيث دوت الأصوات معلنة بوجود الحريق والمعلمات والطالبات الموجودات في الفصول القريبة من الحدث ففقدت السيطرة عليهن وتمكن الهلع والخوف منهن مما جعلهن يتجهن نحو الدرج للنزول وهناك وقع الازدحام عبر ذلك الدرج الوحيد والضيق ووقعت الكارثة في الصالة وذلك المنعطف الذي اجتمع فيه طالبات الفصول بالدور الثاني مع طالبات الفصول بالدور الأول وقد زاد الأمر سوءاً خروج دربزان الدرج الحديدي من مكانه وانحنائه ناحية مسار النزول نتيجة ضغط ذلك الجبل البشري من الطالبات الهاربات مما زاد مسار الدرج ضيقاً وبدأ سقوط بعض الطالبات بسبب تعثرهن في بعضهن ومحاولة بعضهن تجاوز التكتل عن طريق القفز من فوق الدربزان الحديدي وعلقت أرجل بعضهن فيه مما زاد الأمر سوءاً.. وبالتالي ازداد سقوط الطالبات فوق بعضهن البعض.
6 وفي فناء المدرسة الضيق كانت المديرة وبعض المعلمات يقمن بالاشراف على مسابقة ثقافية بين الأوائل من الصفوف التعليمية بالمدرسة، وقد كان ذلك في حوالي الساعة «40:7» وبعد الساعة «46:7» وصلت الصرخات التي تشير إلى وجود حريق بالمدرسة إلى مديرة المدرسة ومن معها وعلى الفور ذهبت بالاتجاه إلى الداخل وهناك شاهدت الازدحام الذي أعاق صعودها فما كان منها إلا أن اتجهت إلى بوابة المدرسة لفتحها حتى يتسنى للطالبات الخروج من المبنى وبالفعل تم طرق الباب وقام الحارس بفتح الباب وبدأن عملية الخروج وتوجهت إحدى المعلمات برفقة الخادمة لإقفال التيار الكهربائي وطلبتا مساعدة الحارس الذي قام بانجاز تلك المهمة.
7 عند الساعة «51:7» تمكنت الخادمة خديجة من فتح باب الفناء ليتم استخدامه في عمليات الاخلاء.
8 وفي الساعة «01:8» تبلغت عمليات الدفاع المدني بالحادث عن طريق العمليات المشتركة وعلى الفور تم نقل عدد من فرق الاطفاء والانقاذ والاسعاف والكمامات وفرقتي سنوركل وعند وصولهم كان قد تم إخراج حوالي ثلاثمائة طالبة تقريباً أما
البقية فقد تم اخلاؤهن من خلال رجال الدفاع المدني المباشرين للحادث أما عملية إخماد الحريق فقد كان الحريق بسيطاً في حجمه وتم إخماده في الدقائق الأولى من وصول رجال الدفاع المدني.
9 بدأت فرق الهلال الأحمر السعودي في الوصول للموقع الساعة 08:8» وباشرت مهامها فوراً بنقل المصابات والمتوفيات إلى المستشفيات الحكومية والأهلية بمكة المكرمة وأنهت مهامها الساعة «33:8» صباحاً حسب إفادتهم الواردة للجنة.
وصف لواقع المدرسة:
مبنى المدرسة هو مبنى مستأجر من قبل رئاسة تعليم البنات منذ عام 1412ه مساحته حوالي 650متر مربع تقريباً، يقع على شارعين فرعيين، الشارع الشرقي معدل عرضه «50.5» أمتار تقريباً «ويقع عليه باب المدرسة الرئيسي» والشارع الجنوبي معدل عرضه «50.7» أمتار تقريباً، ويتكون المبنى من دور أرضي ودورين متكررين وملحق بالمبنى فناء مساحته حوالي 200 متر مربع تقريباً وبه باب كبير يؤدي للشارع الشرقي.
المبنى عبارة عن «11» شقة بمجموع غرف «44» غرفة، وعدد «20» حماماً وعدد «11» مطبخاً، ومن مجموع عدد الغرف البالغ «44» غرفة فإن عدد الفصول الدراسية هو فقط «27» فصلاً دراسياً يضاف لها عدد «5» غرف مستخدمة من قبل الطالبات في التعليم المساند «غرف المختبر والتدبير المنزلي والتربية الفنية»، والبقية البالغة «12» غرفة مستخدمة من قبل الإداريات والمعلمات أو كمخازن هذا بالاضافة للمطابخ المستخدمة كمخازن ومكاتب للمراقبات.
يدرس بالمدرسة عدد 747 طالبة في صفوف المرحلة المتوسطة موزعات على النحو التالي:
300 طالبة في الصف الأول المتوسط.
232 طالبة في الصف الثاني المتوسط.
215 طالبة في الصف الثالث متوسط.
عدد الطالبات السعوديات في المدرسة «405» طالبة وعدد الأجنبيات «342» طالبة أي أن نسبة الطالبات الأجانب هي 45 في المائة.
عدد العاملين في المدرسة 65 عاملة وحارس واحد على النحو التالي:
منهم عدد «47» معلمة «أي بمعدل معلمة واحدة لكل 16 طالبة».
منهم عدد «6» إداريات.
منهم عدد «9» مستخدمات «رسميات وغير رسميات» وبعضهن يعملن لحساب بعض المدرسات لقضاء أغراضهن الخاصة.
الإصابات والوفيات:
سبق أن رفع الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة برقيته رقم 31/11/2/ 2215/دن في 27/12/1422ه المتضمنة الافادة بأعداد وأسماء المتوفيات والمصابات في الحادث وفق ما يلي:
1 عدد المتوفيات «14» حالة وفاة منهن عدد 9 سعوديات وعدد 5 أجنبيات «يمنية، نيجيرية، من النيجر، مصرية، تشادية».
2 عدد المصابات «50» مصابة وقد تلقى منهن «40» حالة العلاج اللازم وخرجن من المستشفيات في نفس اليوم.. أما الباقيات وعددهن «10» تم تنويمهن بمستشفيات العاصمة المقدسة.. منهن «5 سعوديات، تشادية، مالية، 2 نيجيرية، يمنية».
3 توفيت إحدى المصابات واسمها أسماء العامري «يمنية الجنسية» يوم السبت الموافق 2/1/1423ه متأثرة باصاباتها.
4 خرج بقية المصابات من المستشفيات ولله الحمد ما عدا المصابة سعدية أبكر نيجيرية الجنسية لا تزال منومة بمستشفى الحرس الوطني بجدة.
5 تم تسليم جثمان كافة المتوفيات لذويهن لدفنهن في مقابر المسلمين بعد اقتناعهم التام جميعاً بعرضية الوفاة التي حدثت لبناتهم.
6 حدثت الوفاة نتيجة تدافع ودهس الطالبات بعضهن البعض في الدرج بسبب حالة الذعر والهلع والرغبة في الهروب التي انتابتهن بسبب إما رؤية بعضهن للهب النار أو لمجرد سماعهن بوجود حريق في المبنى، ولم تكن أي من الاصابات والوفيات بسبب حروق النار.
الأضرار المادية الناجمة عن الحادث:
انحصرت الأضرار في موقع الحريق باحتراق دهان جدران درج السطح والسقف الخشبي لبيت الدرج وشباك واحد وخروج جزئي للدربزان الحديدي في موقعين وتقدر الأضرار المادية بحوالي «خمسة آلاف ريال».
النتائج:
1 الكثافة العالية جداً في عدد الطالبات مقارنة بالقدرة الاستيعابية للمبنى كانت أحد أهم أسباب حصول التدافع مما أدى للوفيات ويضاف لذلك عرض الدرج «15.1م» غير المتناسب مع أعداد الطالبات «تلاحظ أن المساحة المتاحة للطالبة في بعض الفصول أقل من «نصف» متر مربع في حين أن المعقول أن تكون المساحة حوالي 5.2 متر مربع لكل طالبة شاملة الطاولة والكراسي.
2 عدم توفر أي من وسائل السلامة مثل كشافات الطوارئ، جرس انذار مبكر وكاشف دخان، وبالنسبة لطفايات الحريق فموجود منها عدد ثلاث طفايات في المعمل وواحدة في المقصف فقط «كما لوحظ على المبنى اتساخه الشديد وتراكم النفايات القابلة للاشتعال وبكميات كبيرة جداً خاصة في البلكونات والمخازن والمناور».
3 ضعف مستوى المتابعة والرقابة في المدرسة المذكورة خاصة في ظل التكدس الكبير في الأعداد.
4 عدم الإعداد الجيد والمناسب للعاملات في المدرسة للتعامل مع مثل هذا الحدث ودليل ذلك تأخر الابلاغ عن الحريق لما يقارب عشر دقائق.
5 عدم مناسبة المبنى تماماً لأن يكون مبنى مدرسة وبالأخص لهذا العدد وكان من الواجب على رئاسة تعليم البنات معالجة ذلك وبصفة عاجلة جداً خاصة أن مديرة المدرسة أخلت مسؤوليتها وقد سبق لها الكتابة عن ذلك والانذار باحتمال وقوع حوادث الدهس والوفيات «مرفق ضمن أوراق القضية صورة من تلك الخطابات» وما أنذرت به قد وقع.
6 ثبوت وجود مديرة المدرسة وحارسها في المدرسة وقت الحادث خلافاً لما أشيع عن عدم وجودهما وتأخرهما.
7 المستخدمات العاملات بالمدرسة من النساء المسنات ولا يستفاد منهن عند حدوث أي طوارئ مشابهة لما حدث.
8 لا يوجد سوى حارس واحد للمدرسة معه مفتاح الباب الرئيسي رغم وجود بوابة أخرى للمدرسة بحاجة أيضاً لبواب آخر، لذا فمن الخطأ ربط مصير عموم الموجودين بالمدرسة بوجود ذلك الحارس الذي هو بشر معرض للاهمال أو المرض أو أي طارئ قد يبعده عن تلك البوابة فلو كان حارس المدرسة عند وقوع الحادث بعيداً عن الباب ولم يقم بفتحه لكانت الخسائر أكبر مما حدث ولكن الله لطيف بعباده.
9 عدم قيام مديرة المدرسة بعمل جولات تفتيشية على كافة المواقع بالمبنى مثل الدور العلوي والبلكونات.
10 ثبت لدى أعضاء اللجنة عدم صحة ما تناولته الصحف وتداوله البعض من أفراد المجتمع بأن تدخل بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف فاقم من حجم الكارثة وساهم في زيادة عدد الاصابات والوفيات بسبب منع الطالبات والمعلمات من الخروج من المدرسة ما لم يكن مرتديات الحجاب، حيث ثبت دخول بعض المواطنين إلى موقع الحريق داخل المدرسة قبل وصول رجال الدفاع المدني والجهات المعنية الأخرى التي باشرت الحادث ولم يمنع أحد من منسوبيها من أداء واجباتهم عند وصولهم وقد انتهت أعمال الاطفاء والانقاذ حوالي «33:8» قبل وصول رجال الهيئة ومازال التحقيق جارياً لمعرفة تفاصيل الخلاف الجانبي الذي حدث بين بعض رجال الهيئة وبعض منسوبي الجهات الأمنية وسيتم الرفع عن ذلك لاحقاً.
المرئيات:
على ضوء نتائج التحقيق والوقوف على الطبيعة فإن هذه اللجنة ترى ما يلي:
أولاً: مؤاخذة المسؤولين في الرئاسة العامة لتعليم البنات وإدارة تعليم البنات بمكة المكرمة للأسباب التالية:
1 عدم مناسبة المبنى ليكون مدرسة خاصة في ظل افتقاره لسلالم الطوارئ وضيق السلم الوحيد.
2 تكدس عدد كبير جداً من الطالبات في مبنى واحد لا يكفي لاستيعابهن.
3 عدم كفاية طفايات الحريق في المبنى وعدم توزيع المتوفر منها بالطريقة المناسبة على أدوار المبنى.
4 عدم وجود وسائل السلامة الأولية الأخرى بالمبنى مثل كشافات الاضاءة الاحتياطية وكواشف الدخان والمطلوبة بدهياً توفرها في مثل هذه المنشآت.
5 عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لتصحيح الوضع رغم تحذير مديرة المدرسة عن ذلك الوضع بموجب خطاباتها الرسمية «مرفق صورتها مع أوراق القضية» التي أنذرت فيها باحتمال وقوع حوادث دهس قد ينجم عنها وفيات أثناء الانصراف «وذلك في الظروف العادية»، وكذلك رغم زيارات وتقارير الدفاع المدني بمكة المكرمة المبلغة لهم بموجب خطابات رسمية «مرفق صورها مع أوراق القضية».
6 عدم توعية العاملات بالمدرسة بكيفية التعامل مع الطوارئ خاصة حوادث الحريق وكيفية الاخلاء بالطرق السليمة رغم تبلغ الرئاسة العامة لتعليم البنات بخطة فرضية من الدفاع المدني تشرح كيفية الاخلاء من قبل المعلمات والعاملات بالمدارس في مثل هذه الحوادث.
7 عدم تزويد المدرسة بحارس اضافي لفتح الباب الثاني للمدرسة رغم طلب ذلك رسمياً من مديرة المدرسة بخطابها «المرفق صورته مع أوراق القضية».
ثانياً: مؤاخذة مديرة المدرسة «31» «منيرة فضل الرحمن مصطفى» لتقصيرها الواضح في تفقد أوضاع المبنى من ناحية النظافة نظراً لما لوحظ من تكدس النفايات والمخلفات القابلة للاشتعال في مواقع متعددة بالمبنى ومنها موقع بدء اشتعال الحريق عطفاً على افادتها بعدم معرفتها بمحتويات ذلك الموقع.
التوصيات:
1 ضرورة قيام وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات فوراً بالتنسيق مع إدارات الدفاع المدني والأمانات والبلديات بالمملكة للتأكد من سلامة أوضاع كافة المباني المخصصة كمدارس، ومعالجة أوضاعها بما يكفل سلامة الطلاب والعاملين بها.
2 يوصى بتطبيق ما ذكر في الفقرة «1» أعلاه على المنشآت الأخرى التي يرتادها أو التي تحوي أعداداً كبيرة من البشر مثل المستشفيات والأندية والمنشآت الرياضية والدوائر الخدمية الأخرى.. الخ.
3 على الدفاع المدني التنسيق مع وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات لمتابعة تدريب العاملين والعاملات بالمدارس عملياً على عمليات الاخلاء والتعامل الأولي مع حالات الطوارئ، وينسق أيضاً للقيام بتجارب فرضية للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة عند حدوثها لا سمح الله.
4 تزويد المدارس بالعدد الكافي من الحراس بحيث يكون هناك حارس واحد على الأقل على كل بوابة.
5 توفير مراسل لكل مدرسة بنات يكون مخصصاً لعملية تسليم المعاملات وعدم الاعتماد على الحارس في ذلك.
6 توظيف العدد المناسب مع حجم وعدد طالبات المدارس من العاملات «المستخدمات» بمدارس البنات من ذوات الأعمار المناسبة للمهام التي تناط بهن وتكون الافضلية في التوظيف للسعوديات المتعلمات.
7 ضرورة توفير النسخ الكافية من مفاتيح كافة مخارج مدارس البنات وبوابة السطح لدى مديرة المدرسة ومساعداتها ومن ترى المديرة ضرورة تزويدها بنسخة من أي من المفاتيح بحيث يحملنها شخصياً خلال كافة أوقات الدوام بالمدرسة ليتسنى لهن فتح الأبواب في حال أي طارئ خاصة في حال عدم وجود الحارس لأي سبب كان.
8 الحرص والتدقيق في عملية اختيار طالبات النظام في المدارس بحيث يكن على القدر اللازم والمناسب لتحمل المسؤولية والمهام المناطة بهن ويتابع عملهن بدقة من قبل مديرة المدرسة أو من توكلها بذلك.
9 في ظل ما لوحظ من قيام بعض الصحف والصحفيين بنشر معلومات بعيدة عن الواقع فيما يخص هذا الموضوع ويغلب على أكثرها طابع الاثارة توصي اللجنة بأن على وزارة الإعلام التأكيد المشدد على رؤساء التحرير والصحفيين بتحري الدقة والصدق والأمانة عند نشر الأخبار خاصة المتعلقة بالحوادث والحالات الطارئة وعدم إجازة نشر أي معلومات غير مؤكدة أو موثقة من المصادر الرسمية كون ذلك قد يؤثر على مجريات التحقيق ويتسبب في إثارة المشاعر بطريقة سلبية، ومن لا يلتزم بذلك فلا بد من معاقبته بأقصى عقوبة نظامية.
10 توصي اللجنة أيضاً بضرورة المسارعة في انشاء مبانٍ وفق المواصفات والاشتراطات اللازمة للمدارس بحيث تعطى الأولوية للمدارس الواقعة بمبانٍ مستأجرة حالياً خاصة الواقعة في الأحياء الشعبية وتلك التي عليها ملاحظات أمن وسلامة من قبل الدفاع المدني، كما توصي بدعم جمعية الهلال الأحمر السعودي بالعاصمة المقدسة بالعدد الكافي من سيارات الاسعاف والكوادر البشرية لمواجهة مثل هذه الحالات.
|