Tuesday 26th March,200210771العددالثلاثاء 12 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا ترددبلا تردد
حنين
هدى بنت فهد المعجل



تريدين لون حنيني إليك
إذن طالعي الشمس عند المغيب
تريدين طعم حنيني إليك
إذن لامسي بيديك اللهيب
تريدين حجم حنيني إليك
إذن سافري في الفضاء الرحيب

عندما يتمدد الحنين في الحنايا ويتجذر.. يجد الشاعر صعوبة في تتبع طرقاته.. ومسالكه.. فيلجأ إلى المفردة.. ويعتمد على التشبه.. ربما يتمكن من إدراك مقدار الحنين بداخله فيصفه لمن يحن إليه.. كوصف الشاعر/ غازي القصيبي في الأبيات السابقة..!!
* حنين.. ليس إلى شيء واحد..!!
* للأمكنة حنين.. للطرقات حنين.. للأشخاص حنين.. وللنوافذ حنين حينما تهجرها أعين المتطلعين من خلالها..!
* غازي القصيبي بشاعريته صوّر لون حنينه لمن يتوق إليها بلون الشمس عند المغيب.. تلك اللحظة ألهبت عقول الشعراء.. وأفئدتهم.. حتى تسربلت بها قصائدهم.. إنها لحظة مغيب الشمس.. أو عند الغروب..!!
وهو كذلك دعاها لملامسة اللهيب بيديها عسى أن تدرك طعم حنينه إليها..! وإن كنت أتساءل في نفسي كيف جمع (غازي القصيبي) بين حاسة التذوق.. وحاسة اللمس مشبها إحداهما بالأخرى؟؟ وعندما أراد أن يصور لها حجم حنينه إليها دعاها للسفر في الفضاء الرحيب.. علّها تستشعر المساحة اللا متناهية.
ولأن حنينه صعب الإدراك اكتفى بما استطاعه من أبيات تقف عاجزة عن استيعابه الاستيعاب الأمثل.. كما نقف عاجزين عن أن نصف لمن نحن إليهم حجم حنيننا.. فنكتفي بالصمت وقد يكون أبلغ من الكلام بكثير.
الحنين ليس ردة فعل لمفارقة من تحب لسنوات.. بل قد تحن إليه وهو لم يغادرك سوى قبل دقائق مضت..!!
ورغم وجع الحنين.. إلا أننا نجد له لذة تغيبنا عن العالم المحيط بنا.. بما فيه من بشر، وأمكنه، وملذات.. الحنين يخلق لحياتك معنى.. ولوجودك هدف.. ولبسمتك صاحب ولصدرك حاضن.. ولفؤادك مالك.. سيّره بدافع من الحنين منك إليه.. ومنه إليك.
الرزنامة
يكاد كل بيت لا يخلو من (الكلندر) أو الرزنامة للاعتماد عليها في أمور عدة.. ومع ذلك فقد طالها ما طال الحياة بأكملها من تغير.. وتبدل متعب.. وتشوه..!
* كيف ذلك؟
* الآن انتزعت ورقة الرزنامة إيذاناً بانقضاء هذا اليوم.. ماذا ترى خلفها؟.. وماذا كنت ترى خلفها سابقاً..؟
لا اكتمكم سراً إن قلت بأني كثيراً ما احتفظت بأوراق الكلندر لسنوات خلت ليس لأنها تمثل تاريخاً معيناً بالنسبة لي.. بقدر ما كنت أقرأ خلفها حكمة.. أو بيت شعرٍ.. أو معلومة أستخسر من أجلها رمي الورقة.. بيد أننا اليوم نستلها من مرقدها ونمزقها دون أن نلقي نظرة خلفها.. لأن خلفها بات أجرد.. لا فائدة مرجوة منه.. فلا حكمة تقرأ.. ولا معلومة تضاف لما لدينا من معلومات.. ولا بيت شعرٍ يستحق الوقوف عنده.. فإلى من نحيل صحراء ظهر أوراق الرزنامة الجرد.
* القارىء العزيز: صالح الشلهوب بإحساسه أدرك معاناتي فأخذ بتزويدي بين الفينة والأخرى بما لديه منها.. لا عدمت تواصله.
* تواصل:
* أنا على وعد بالتجاوب مع كل رسالة بريدية أو فاكس استلمته..! فلا تنزعجوا.
فاكس/ 8435344 03| ص. ب 10919 الدمام 31443

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved