أطلعت «يوم الخميس الماضي في صفحة عزيزتي الجزيرة» على رد الاستاذ زياد المطلق مدير مستوصف الملز الاهلي، على مقالي الذي سبق ونشرته في هذه الزاوية، حول حادثة الطفل الذي توفي نتيجة لاصابته في حديقة الحيوان، واني اذ اشكر للاستاذ المطلق رده وحماسه دون بقية الجهات المسؤولة فانني احب ان اوضح بعضاً من النقاط حول هذا الموضوع فاتت على انتباه الاخ المطلق.
النبرة الحماسية واللهجة الانفعالية العالية للمقال، تتوافق تماما مع نموذج الاداري الذي يتسنم منصبا وهو في حالة ذعر كبير من الانتقادات او السؤال حول ملابسات القضايا، فهو يفترض بان مقعده يتطلب منه الدفاع عن المكان المقدس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهذا بالضبط ما غيب عنه الكثير من الحقائق التي سأوردها فيما يلي:
1 ذكر في مقاله بأن الذي استقبل حالة الصبي هو طبيب باطنة، ولا ادري عن حدود معلوماته الطبية او افقها، ولكن طبيب الباطنة هو آخر طبيب من الممكن ان يستعان به بالنسبة للحالات الاسعافية «بعد سؤال اهل العلم المختصين».
2 لا ادري ان كان قد سمع سابقا بشيء اسمه دورات الانعاش المتقدم لحالات الاصابة في المملكة «ATLS» TRMA life support، والتي توفرها الخدمات الصحية في المملكة في مراكز معنية، تحت حرص المسئولين ومتابعتهم لانسان هذا الوطن، ولكن يبدو بأنه منغرس في حدود المستوصف البدائي ولم يحرص على متابعة المستجدات في عالم العلاج.
3 يجب ان ينطلق رد الاخ من واقعه، فمستوصفه هو مستوصف عيادات خارجية، وعناية اولية، واعتقد ان واجب المواطنة يملي على اصحاب المستوصفات الاهلية رد بعض الجميل لهذا الوطن عن طريق تقبل العيوب ومحاولة تلافيها او اضعف الايمان الاعتراف بها.
4 مفهوم الاستاذ المطلق حول الاسعاف هو سيارة اسعاف وطبيب، وهذا على كل حال هو الحد الادنى من الخدمات الموجودة في اي مركز طبي بدائي، وكونه كما يذكر من اقدم المستوصفات فهذا لا يمنحه اي تميز مقارنة بنوعية الخدمات.
5 وان كان قد قال بأن هناك تشهير وادعاءات حول الحقائق التي ذكرتها، فلا ادري عن حجم هذه الاضرار مقارنة بلوعة الام الثكلى بفقد طفلها والابواب المغلقة والاسعاف الغائب والمستوصف البدائي.
6 في النهاية لا يسعنا الا شكر القائمين على المستوصف لمعالجتهم حالات الاغماء لاهل الفقيد، وايصالهم منازلهم، فيبدو ان هذا هو اقصى ما توصلوا اليه في مفهوم الاسعاف. وشكرا.
| 