Tuesday 26th March,200210771العددالثلاثاء 12 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كالوسكالوس
في خيالنا مسرح
محمد العثيم

أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اشكر الزملاء الذين اتاحوا لي فرصة الكلام بهذه المناسبة وفي البدء دعوني اعتذر عن نغمة التشاؤم التي اعيشها،
احزاني لأن امتنا العظيمة تُفترس منذ قرون ويفعل بها العدو فعل الذئاب الشرسة بقطيع غنم يقتله للقتل لا لشيء آخر سوى شفاء حقد دفين.
فاذا كانت هذه النغمة الحزينة تغمكم في يوم المسرح هذا فأرجو أن تعلموا اني عشت معها منذ بدأت الوعي في طفولتي أسقي منها السنين دموعا لا تجف وازرع وردا أحمر وابيض ليزهر الحب والأمل المسرح والعمل الإنساني الجاد لكنها تنبثق من بين الرمل ورودا سوداء وصفراء بقبح السيىء الدفين زهور حجرية لونها الجفاف وغارت في اعماق قلبي كأنها ندوب اليأس حتى لم اعد اعرف لون الورود.. ولا لون الحب ولا لون المسرح.
اليوم هو يوم المسرح العالمي والمسرح ثقافة المواجهة لا النكسة وانا معكم الآن ننظر اليه في عالمنا العربي وقد عصفت به الرياح، ولم يبق الا اغصانه الجافة وقليل من التذكارات الجميلة.
المسرح المكان وبضعة زملاء مسرحيين هنا وهناك نسيهم الزمن نجتمع سويا في أيام مثل هذه الأيام للبكاء على المسرح العربي والمحلي نعم ايها الإخوة وجوهنا كابية من العناء فكم ركضنا على الخشبة وغادرناها بيأس لم نستطع الانصراف بل قاومنا عوامل الضياع والنسيان والتشتت لنصل إلى كل عام مسرحي ويوم مسرحي ونحن نعرف مقدما اننا لسنا احسن حالا ولكننا نأمل في البعيد، يوم ينير المصباح في الضمير فيضيء المسرح المنطفي ليقوم بدوره في تنقية النفوس من ادرانها ويحيي الضمائر المتيبسة بالأسى واليأس.
تمر قوافلنا تتهادى على رمال الجزيرة كما تتهادى جمال عطشى للفن والحب والجمال نتبع أنوفنا باتجاه الأفق حيث قالوا دائما ان هناك شفقا ينتظر الشمس التي لم نرها.
ذاك أمل قد يحول دونه البعد وقصر النظر وتمادي الزمن وحمأة الصراع بيننا على شهوات الحياة الخاصة وغياب مجتمعنا عن واقعية الحياة وممارستها بشكل منحرف.
القوافل الصحراوية المسرحية بأناسها المشفقين من انطفاء الشعلة يجتمعون اليوم في المملكة لأول مرة بشكل رسمي بمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي لم نر فيه قبل اليوم مسرحا نفخر به وكم كان الشباب المسرحي القادم حديثا يبحث عن الواحات الظليلة للفن والجمال في وحدته اكتماله«المسرح» لكنه لا يجد شيئا وينصرف إلى البريق الزيف لعالم الفن المسطح.
ويجتهد المسرحيون وتتحقق محاولات قليلة ويجهض الكثير من المحاولات بدون امل ويعم اليأس ثم يعود الأمل وبعد كل عرض نذرف الدموع لأن العرض كان وليس لأننا قدمنا عرضا نرضى عنه ويرضي حلمنا فمسرحنا المحلي معاق بلاشك واعاقته ليست مستحيلة.
رغم كل نجاحات الفكر المحلي علما وفنا بقينا بمسرح لم تكتمل مقوماته وليس له بنى اساسية تحميه أو تدعمه ولا قاعات يقيم عليها عروضه وبقي مسرحنا الى الآن غير موجود في حياتنا اليومية لكنه مسرح في قلوبنا نشتاق اليه فنفتح أستاره في فضاء خيالنا ونتفرج على مسرحية مبهرة من أحلامنا وآمالنا المنطفئة ثم نفتح عيوننا لنجد اننا بدون مسرحية ولا مسرح وان الزمن يعبر وتعبر معه قوافلنا في طريق موحشة لا ماء فيها ولا مرعى.
هل ينبثق املنا في يوم مسرحي كهذا اليوم.. نعم أيها الإخوة اذا بقينا واقفين نقاوم الموت سيقف المسرح يوما على قدميه اما اذا تخاطفنا اليأس فسنذهب إلى عالم اليأس فعسى ان نصمد إلى يوم مسرح جميل ننتصر فيه لوطننا وننتصر فيه على انفسنا.
تحياتي لكل المسرحيين السعوديين والعرب.

كلمة العثيم في نشاطات جمعية الدمام
بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved