Tuesday 26th March,200210771العددالثلاثاء 12 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كارناد في رسالته العالمية حول المسرحكارناد في رسالته العالمية حول المسرح
المسرح يوقع وثيقة موته حين ينشد السلامة!!
الدراما حالة مستمرة.. لذا جاء كل هذا الزخم التفجيري الذي تحمله!!

يحتفل العالم سنويا في 27 آذار باليوم العالمي للمسرح، وقد جرت العادة ان يكلف فنان أو أديب، أو عالم، تختاره منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة التي ترعى هذا التقليد سنوياً، ليقوم بتوجيه رسالة تحية وبكل حرية، لكل العاملين في المسرح في كافة أنحاء العالم، حيث تتم قراءتها من قبل فنان مسرحي في كل بلد وفي احتفال عام يكرم فيه العديد من المبدعين في ذلك البلد من العاملين في الحقل المسرحي، فيما تفتح أبواب المسارح للجمهور مجانا في ذلك اليوم، في جو مسرحي فاعل يتبادل فيه المسرحيون الأفكار والهموم والرؤى مثمنين دور المسرح وأهميته وكل حلقاته من العاملين وصولاً للجمهور المسرحي العاشق لكل فن جميل، ونذكر باعتزاز ان مبدعنا العربي، الكاتب المسرحي الراحل «سعد الله ونوس» كان من بين هؤلاء الذين وجهوا تلك الرسالة العالمية اعترافاً من العالم بالمبدع العربي، الملتزم بقضايا شعبه وأمته والإنسانية جمعاء.
وفي هذا العام يلقي «غداً» الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي المهندس جيريش كارناد الرسالة السنوية التي كتبها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح حيث استهل رسالته بالإشارة إلى أقدم النصوص المسرحية في العالم وهي الرسالة المطولة (ناتيساسترا) التي ترجع إلى أبعد من القرن الثالث قبل الميلاد ويحكي الفصل الأول منها قصة مولد الدراما، ويذكر كارناد ان الاسطورة تقول ان العالم في تلك الأزمنة السحيقة قد غرق في لجة من الانحطاط الأخلاقي فأصبح الناس أسرى لنزوات لا عقلانية لذلك بات ضروريا البحث عن وسيلة من شأنها ان: «تسر العيون وتشنف الآذان وتهذب الأخلاق» الأمر الذي مهد لظهور كتاب أطلق عليه «سفر العرض» اسهم في إنتاج أول دراما في تاريخ البشرية.
ويقول كارناد في رسالته: «ان ثمة عبارة ضمنية تجنب الدارسين النظر إليها في هذه الاسطورة وربما انها قد اربكتهم، ويقينا ان تلك المضامين قد أخذت تظهر في الجماليات الهندية الحديثة التي تؤكد بأن الغرض الرئيسي من المسرح هو عزل الجمهور عن العالم الخارجي واغراقه في حالة مشتركة من الفرح، موضحاً ان الاسطورة تشير إلى صفة أساسية في المسرح لم ينتبه لها أحد وهي ان كل عرض مسرحي مهما بلغ من الحنكة والإبداع يحمل في داخله مخاطر فشله ويحمل التمزق ومن ثم العنف. ويبين كارناد ان اقل ما يحتاج إليه العرض المسرحي الحي الأداء الإنساني ويعني بذلك التظاهر بتقمص شخصية أخرى ووجود من يتفرج عليها وهي حالة حافلة باللايقين حسب وصفه.
ويشير كارناد إلى ان العالم لم يعرف عبر تاريخه مقدار ما عرفه الآن من العمل الدرامي، فالإذاعة والتلفزيون والفيديو تغرقنا بالدراما ويقول: «لكن بينما يمكن لهذه الأشكال الدرامية ان تشد المتفرجين او تثير حفيظتهم فإنه يصعب على أي منها ان يغير موقف المتفرج من العمل الفني ذاته مبينا ان اسطورة العرض الأول تظهر ان المسرح يشكل استمرارية بل حالة من الاستمرارية التي ستظل دائماً ثابتة لا تتغير، وفي ذلك يكمن زخمها التفجيري.
ويؤكد ان ذلك هو السبب في ان المسرح يوقع وثيقة موته حين يحاود ان ينشد السلامة موضحاً ان مستقبل المسرح وان بدا كئيباً في الأغلب فإنه يبقى حياً وقادراً على الإثارة.
**********
السيرة الذاتية لـ «غيريتش كارناد»
ولد الكاتب غيريتش كارناد عام 1938 في ماثيران «الهند»، ودرس في جامعتي كارناتاك واكسفورد، وعمل 7 سنوات في مطبعة اكسفورد بالهند، ثم استقال ليتفرغ للكتابة والسينما، وأصبح مدير معهد السينما والتلفزيون خلال عامي 1974 1975م، وهو الآن مدير مركز نهرو، الجناح الثقافي للجنة العليا الهندية في لندن. ويكتب كارناد مسرحياته بلغة ال«كانادا»، لغة ولاية كاناتاكا حيث يعيش، وقد ترجمها إلى الإنجليزية، وكانت مسرحيته الثانية «تو غلاق» «1966» قد جعلته كاتب الهند كلها، وهو كاتب مسرحيات «ناغامندالا» وستعرض له مسرحيته «النار والمطر» ومسرحية «بالي الضحية». بين عامي 1987 و1988 عمل استاذا زائرا في جامعة شيكاغو، وقلده الرئيس الهندي وسام «بادما بوشان» كما أسس الأكاديمية الوطنية للفنون الحركية «سانجيت ناتاك» بين 1988 1993، ومنح عام 1999 جائزة بهاراتيا جنانبيث، أرفع جائزة أدبية في الهند، وفي مجال السينما أخرج غيريتش عدة أفلام سينمائية ونال جوائز وطنية ودولية، كما عمل مع أشهر السينمائيين في البلاد.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved