الذين يحاولون وباستماتة التصيد في الماء العكر والذين لايرتاحون حتى يعكروا صفو الاجواء الجميلة الهادئة ويوقعوا بين الأصدقاء والمحبين والذين يسعون لتشويه تلك العلاقات الانسانية الجميلة بين الناس وينشرون الاشاعات المغرضة هنا وهناك ويستمتعون بذلك إنما هم في واقع الأمر أناس يائسون بائسون محبطون ليس لديهم الشجاعة على المواجهة في وضح النهار بل ان أعمالهم ومآربهم الدنيئة لا تتم إلا في الخفاء وفي الطَّعن خلف الظهر لأنهم جبناء أولاً ولأنهم وببساطة لايريدون لأحد ان يكتشف حقيقتهم المزيفة ووجوههم البشعة ونواياهم الخبيثة وحتى أولئك الذين يتظاهرون بانهم يساعدونك من خلال كشفهم لحقيقة من تحب ذلك الكشف المزيف المقصود منه الايقاع بين الأصدقاء والمحبين.
وأناس كهؤلاء من الضرورة ألا نلتفت إليهم ولكن الأهم من ذلك ألا تقلل من شأنهم أيضاً بل أن نحذِّر منهم ونحتاط لأمرهم ونعرف كيف نتعامل معهم لاننا ببساطة لانريد سوى ان نعيش في سلام وهدوء مع من نحب ومن لا نحب وان نستمتع بلحظات عمرنا الغالية التي وهبنا الله إياها وطالبنا بالمحافظة عليها فهل هذا كثير؟
هل قدر الإنسان منَّا أن يظل في حالة من القلق والخوف والترقب في كل تصرفاته رغم مشروعيتها بل وحتى في أمانيه وأحلامه البريئة التي لايكاد يستمتع بها حتى يجد من يئدها فيه ويقتلها فيه بكل جمالها وعفويتها وبراءتها؟
إنك أحياناً قد تتساءل بينك وبين نفسك ترى هل أنا السبب لما يحدث لي؟ أقصد هل طريقتي مع الناس من حولي هي التي تشجعهم على ان يتطاولوا علي او يتدخلوا في كل صغيرة وكبيرة في حياتي لدرجة تفسد عليَّ حياتي وتنغِّص عليَّ أجمل لحظاتها، تلك اللحظات التي لاتُعوَّض بسهولة ؟! وكيف تعوض بسهولة وهي لا تأتي أصلاً بسهولة؟كيف؟
إن أمتع لحظات حياتنا في هذه الدنيا بعد رضا الله عنا ثم رضا والدينا عنا اطال الله في أعمارهما هي ان نجد من يحبنا لذاتنا لشخصنا وليس لأي شيء آخر وأن نجد ذلك الانسان الذي لايحبنا عطفا أو شفقة علينا بل عن قناعة أكيدة منه بأننا نحن من يبحث عنه هو الآخر ونحن من يرتاح إليه ونحن من يجد فينا نفسه.
ونحن حينما نكون على قناعة بمشاعرنا وأحاسيسنا وعلى قناعة بما في أيدينا مهما كان بسيطا أو متواضعاً فلاشك اننا سوف نكون سعداء بإذن الله لاتسعنا الدنيا بكل مافيها لأن لدينا مايكفينا منها وهو القناعة واي قناعة، قناعة بان لدي انت كل ماأملك قناعة بان لدي قلبك بكل مافيه من حبِّ ومشاعر صادقة وأحاسيس عذبة.
إننا حينما نلتفت لما يقوله الناس فينا وفيما نعمله فإننا سوف نتعب كثيرا وتتبدل أحوالنا ولن يفيدنا أحد أو يقف بجانبنا لان من نثق بهم ونعتمد عليهم بعد الله خسرناهم بسماعنا لأقوال غيرنا والتفاتنا لاشاعات مغرضة عارية من الصحة الهدف منها تفكيك أواصر المحبة والارتباط القوية التي ظللنا نبنيها لفترة طويلة وننميها بحبنا الجميل ومشاعرنا الصادقة.
فهل نخسر أجمل مافي حياتنا لاشياء تافهة وحتى لوكان فيها مقدار ضئيل من الصحة على افتراض ذلك أليس من حق هذا الحب الصادق بيننا ان نكون صريحين معه؟ أليس من حقنا ان نتأكد من الطرف الآخر ولو بشكل غير مباشر لكي يطمئن بالنا ويرتاح قلبنا انه الحب الصادق والعلاقة الحميمية فنحافظ عليها ولنتمسك بها لان مالدينا ليس شيئا عاديا انه شيء غال وثمين ولايقدر بثمن ويكفي انه انت فما أكثرمن ذلك؟ ماذا؟
همسة
أعرف
أنهم يحاولون إيذاءك
والنَّيْل منك..
من خلالي..
وأعرف..
أنهم يسعون للإيقاع..
بيني وبينك..
وأعرف..
أنهم يسعون وبكل كلل
ودون ملل
لتشويه صورتي لديك..
بل وأعرف أيضا..
أنك حينما تُجرح..
فإنك تتعب بحق
تحزن من قلبك..
تبكي من أعماقك..
بصمت وحرقة..
ولاتصدق مايحدث لك..
لأنك لستَ كما يتصورون
ولست بذلك السوء..
الذي يعتقدون..
أو بتلك الصورة
التي يرسمون
* * *
ولكن..أرجوك
لا تلتفتْ إليهم..
لاتحزن من أجلهم..
لاتبكِ بسببهم.
ولاتهتم بشأنهم..
فدموعك غالية
غالية جداً
احفظها لمن يستحقها
لمن يعرف قيمتها
ولاتعطها لأي إنسان
فقط لأنك إنسان!
* * *
إنني أعرف تماماً
واكثر مما تعرف..
إنهم يريدون ويريدون
وانهم يخططون ويخططون
ولكن اطمئن
لاتقلق
فشيء من هذا
سوف لن يحدث
بإذن الله
سوف لن يكون
وأنا موجود
* * *
سوف لن أسمح لهم
بهدم علاقتنا الجميلة.
وفك ارتباطنا البريء
والنيل من حبِّنا الطاهر
الذي طالما حفظناه نظيفاً
في قلوبنا
وطالما ارتضيناه سبيلا
لسعادتنا
* * *
سوف أقاوم لآخر لحظة لي
ولآخرة قوة بي
فقط لأثبت لك ولكل الناس..
ان حبَّا رائعا كهذا
الذي بيني وبينك
لن يناله المغرضون
ولن يفت في عضده
تشكيك المشككين
* * *
فيالهؤلاء المساكين..
كيف يفكرون في ايذائك..
وفي جرح مشاعرك
كيف..
وانت النسمة الرقيقة
التي تدغدغ وجنات حبنا!
وأنت الوردة الجميلة
التي تداعب مشاعرنا
وأنت الحياة الحلوة
التي لاغنى لنا عنها
* * *
ترى كيف يصدر منهم ذلك؟
كيف يسعون لذلك؟
وإلى متى يستمرون في ذلك؟
وإلى اين يتجهون في ذلك؟
الم يعلموا حقا
كم كنتَ بلسما شافياً
لغيرك؟
ممن هم حولك؟
وممن هم بعيدون عنك
وكم كنت قلبا كبيرا لهم
وصدراً حنونا عليهم؟
* * *
ألم يعلموا
أنك الأيادي الخيِّرة
الممدودة لكل الناس؟
أينماكانوا؟
دون تمييز؟
وأنك الابتسامة الصافية
الصادقة.. النقية
الباقية في هذا الزمن
دون زيف أو تشويه
وأنك الروح الحلوة
التي تسعد الآخرين
لمجرد مقابلتها؟
والجلوس معها؟
والاستماع إليها
* * *
فلِمَ يوقفون
تلك الأيادي المعطاءة؟
لِم يشوهون
تلك الابتسامة الوضاءة؟
لِم يقتلون
تلك الروح الشفافة؟
لِم يقومون بكل ذلك؟
وصالح من؟
لِم يحرمون دائماً.
من هو في حاجة لها
من هو بانتظارها
ومن هو مشتاق إليها
ومتلهف عليها؟
لِمَ؟ ولِمَ؟
أهكذا نستحق؟
وهكذا نكافأ؟
ونحن من نحن؟
قد تقول ذلك لنفسك
وقد تقول اكثر من ذلك
ولكن.. أرجوك..
لاأريدك ضعيفاً
أو منكسراً
فأنت أكبر من ذلك بكثير
أكبر من أن ينال منك الآخرون
أنت من قويتُ به ذات يوم
وأنت من قدَّم لي الكثير
وقدَّمني للحياة..
على أنني إنسان جديد
هل تذكر؟!
|