Wednesday 20th March,200210765العددالاربعاء 6 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في منتصف الأسبوعفي منتصف الأسبوع
.... وطار.. التعصب في الفضاء!!
عبدالله الضويحي

* لماذا المواطن السعودي بالذات..؟!
* ولماذا الشباب السعودي على وجه الخصوص؟!
* وحتى لا أترك السؤال عائماً.. اتساءل عن سبب توظيفه كأداة تسويق.. أو النظر إليه كجمهور مستهدف لكثير من القنوات الفضائية العربية بمختلف توجهاتها.. ونوعية رسالتها.!
بل كيف يرضى هذا الإنسان السعودي ان يتحوّل.. أو أن يحوّل نفسه إلى وسيلة تحقق تلك الفضائيات غاياتها من خلاله.؟!
انني هنا لا ادعو هذا الإنسان السعودي إلى مقاطعة هذه الفضائيات.. بل انني ادعوه إلى الارتقاء بفكره.. والسمو بطرحه إلى المستوى الذي يفرض نفسه من خلاله عبر وجهة نظر تؤكد ثقافته ووعيه بالقضية المطروحة.. بدلاً من الهبوط بهذا الوعي إلى درجة تجعل الآخرين ينظرون إليه بدونية!!
كذلك الذي اشارت إليه الزميلة بدرية البشر في زاويتها (ربما) في الشقيقة (الرياض).. حيث اضاع ماله ووقته ودقائق طويلة من الانتظار خلف السماعة ليقول لمذيع محترم في قناة محترمة.. (أنت حمار)!! أو اولئك الذين يضيعون المال والوقت ذاته ليتلقوا قبلة هوائية عبر الشاشة.. أو كلمة لا تزيد عن حرفين.!!
عموماً فإن موضوعاً كهذا يحتاج لمناقشة أكثر يتناول جوانب عدة من الموضوع.. وفي مكان آخر.. لكنني وجدته مقدمة مناسبة ل(منتصف الأسبوع) حيث نتناول قضية لا تقل أهمية، وهي في الواقع تدور في الإطار نفسه.. ولها علاقة بالطرح الذي يتناوله هذا المقال عادة.!
فقد تناولت قناة L.B.C الفضائية اللبنانية عبر حلقتين في أسبوعين غير متتاليين.. ووعدت بالمزيد قضية (التعصب في الصحافة الرياضية السعودية)..!!
لا حظوا عنوان القضية.. نعم (التعصب في الصحافة الرياضية السعودية..)!!
على انني وقبل الدخول في التفاصيل اشير هنا إلى نقطتين اساسيتين يمكن استنتاجهما من خلال طرح هذه القناة لهذه القضية تتعلق احداهما بنا.. والأخرى بهم!!
* الأولى:
اننا في الوقت الذي استطعنا فيه عبر الجهات الرسمية أن نصل بصوتنا وبقوة إلى المحافل الدولية من خلال جهود مضنية وكبيرة.. مادية ومعنوية.. جماعية وفردية.. إلا اننا وللأسف الشديد عجزنا عبر بعض جهات خاصة.. ومنها الصحافة الرياضية ان نرتقي بمستوى طرحنا وتعاملنا مع الحدث إلى ما يناسب ذلك الحضور..، بل اننا أيضا لم نستطع ان نحتوى هذا القصور.. ونعالجه ذاتياً.. بدليل ان قناة فضائية خارجية تناولت هذا الموضوع كقضية.. على أكثر من حلقة.
* الثانية:
انني لا اجد مبررا لتناول قناة L.B.C .. أو غيرها كقناة خارجية قضية كهذه غير ما طرحته في مقدمة الموضوع.
وإلا.. لماذا الصحافة الرياضية السعودية بالذات.؟!
وهل التعصب حكر على هذه الصحافة.؟!
وهل التعصب كظاهرة لا يوجد إلا في المملكة العربية السعودية.؟!
اذا كانت L.B.C قناة لبنانية، فأعتقد ان هناك قضايا رياضية في لبنان تستحق المناقشة والطرح.. اكثر من القضايا الأخرى الخارجية.
وان كانت ترى انها.. كأي قناة فضائية اخرى هي قناة عربية تشاهد في انحاء العالم العربي والخارجي وتلامس هموم هذا المواطن وقضاياه.. فلماذا التحديد بالذات.؟!
ما هو ذنب مشاهد L.B.C المغربي.. أو التونسي.. أو المصري.. أو اللبناني... وغيرهم من الاشقاء العرب.. لكي تقتطع من وقته هذه الساعات لمناقشة قضية لا تهمه بشيء.. ولا يعرف عنها أي شيء.!!
لماذا لم تطرح القضية بصورة عامة.. الا يوجد في مصر تعصب رياضي.؟ وفي السودان؟! تونس؟!، المغرب؟! لبنان؟!.. وفي العالم ككل...؟! وان اختلف حجمه وابعاده!!
لماذا لم يطرح التعصب كقضية تشغل الرأي العام.. وانعكاس ذلك على المجتمع سلباً.. وإيجاباً..؟!
وهل انتهت القضايا الرياضية.. فلم يبق هناك إلا (التعصب في الصحافة الرياضية السعودية)..؟!
الا يوجد في الرياضة العربية من محيطها إلى خليجها قضايا تستحق المناقشة.. مما هو اكثر اهمية.. لعل ابرزها وادناها تعثراً البطولات العربية.. وغيرها.. ولعلي هنا أشير بشيء من الايجابية للبرنامج المميز (حوار في الرياضة) الذي يقدمه الزميل ايمن جادة عبر قناة الجزيرة من خلال انتقائه في معظم حلقاته لمواضيع تهم الشارع العربي بصورة عامة.!!
ثم اننا إذا سلمنا بهذا الطرح.. سواء اقتنعنا به.. أم لم نقتنع.. فبماذا خرج المشاهد من هذا الطرح.؟! وما الجديد الذي اضافه لنا كسعوديين.؟!
هل لامس القضية من اطرافها المتعددة؟!
وهل خرج منها بحلول ناجعة ومنطقية لقضية كهذه.؟!
حتى ان كثيرا ممن استضافهم البرنامج ولا أقول كل لم يناقشوا القضية برؤى واضحة وايجابية.. لأسباب لا مجال لشرحها، وغابت اسماء عاصرت الصحافة الرياضية السعودية ما يقارب العقود الثلاثة وبعضها قيادية.. كان يفترض ان يكون لها رأي في الموضوع وحتى الرأي الرسمي ممثلا في لجنة الإعلام الرياضي أو ادارة الاعلام والنشر سواء من خلال الاستاذ منصور الخضيري الذي عاصر هذه الصحافة ما يقرب من تلك العقود.. والاستاذ خالد الحسين كمدير عام للاعلام والنشر..
وكان هناك شبه تعميم على الإعلام.. مما جعل الاستاذ عبدالله المقحم مستشار البرامج الرياضية في التلفزيون السعودي يوضح في مداخلته ضرورة التفريق بين الاعلام المرئي كإعلام رسمي والصحافة المقروءة كقطاع خاص..، وامتد الخلط إلى عدم معرفة نظام الصحافة السعودية والتركيز على ان صاحب الجريدة.. وان مديرها العام.. يريد التسويق.. الخ!! دون إدراك ان الصحافة السعودية ليست صحافة أفراد.. وانها صحافة مؤسسات.. وان المدير العام مسؤول عن الشئون الإدارية والمالية في المؤسسة وهناك فصل بين سلطات ومسئوليات الادارة العامة ورئاسة التحرير.
ولعلي هنا.. وقبل الختام.. أشير إلى نقاط ثلاث يمكن ملاحظتها من خلال متابعة البرنامج.. عبر رؤية شخصية تضاف لما سبق.
هذه النقاط الثلاث يمكن ايجازها فيما يلي:
* أولاً: التركيز على الهلال والنصر... وهذا فيه تقليل من قيمة الاندية الأخرى.. كالاتحاد، الاهلي، الاتفاق، الشباب، الوحدة، الرياض وغيرها من الاندية العريقة! وهل التعصب مقصور على جماهير الهلال والنصر..؟! ام أن شعبية هذين الناديين دفعت لهذا التركيز من أجل اثارة جماهيرهما.. ودفعهما للاتصال لتحقيق البعد الآخر من القضية.
* ثانيا: اشار البرنامج اكثر من مرة إلى أنه (يقال ان 80% من الصحافة السعودية هلالية)... ولا أدري على أي أساس قالوا ذلك وما هو مصدرهم.. و(يقال) هذه مصدر غير موثوق في لغة الإعلام..، ولدينا مثل شعبي يقول.. وارجو ان لاينطبق عليهم (إذا بغيت تكذب سنِّد بتشديد النون المكسورة)،،، أي اسند الرواية أو القول لآخر قد يكون مجهولاً.. أو معروفاً.!!!
وإذا نظرنا للإصدارات الصحفية لدينا كصحف ومجلات وصحف رياضية متخصصة بما فيها (الرياضي) كامتياز خارجي بهوية سعودية.. نجد انها 15 اصداراً فهل معنى ذلك ان 12 منها هلالية!! أو.. هل ان 80% من كل مطبوعة من هذه المطبوعات.. (اعني ما يطرح فيها) هو هلالي!! وإذا نظرنا للمتوسط العام.. هل معنى ذلك ان بعضاً من هذه المطبوعات يمثل 100% مما يطرح فيها الهلال؟! كأعلى نسبة.. و60% كأدنى نسبة.؟!
هل هذا منطق.. سواء كان الموضوع يخص الهلال أو غيره.؟! أين الأندية الأخرى؟! أين الألعاب الأخرى؟! أين القضايا الرياضية.. والزوايا.. والمنتخب؟!
وهل يرضى القائمون على هذه الصحف بمثل هذه التهم.؟!
وإذا كان المقصود الرياض والجزيرة.. فهل هذا الغاء لقيمة ومكانة الصحف الأخرى؟!.. اليست صحفا سعودية.؟! ثم ماذا عن قولهم ان هناك 150 صفحة رياضية يومية تصدر في السعودية.؟! على أي اساس تم تحديد الرقم.. ولا أريد هنا ان احدده.. فالحصول عليه سهل بعملية حسابية بسيطة!
وإذا سلمنا به حسب آرائهم.. ونسبة 80% فإن معنى ذلك ان هناك ما متوسطه 120 صفحة رياضية يومية كلها عن الهلال.؟! فماذا ستكتب هذه ال120..؟! وماذا ستطرح.؟!
ومن الذي سيملأ هذه الفراغات بحديث عن الهلال.. وللهلال فقط.؟!
أم أنه لغة يقال..!! والبحث عن الاثارة والاتصالات لتحقيق البعد الآخر من طرح القضية.؟!
* ثالثاً: انه لم يتم طرح التعصب.. تعريفه.. وتوضيحه كمفهوم.. وأبعاده الإيجابية والسلبية وعلاقته بالمصطلحات والمفاهيم الأخرى التي تحدد إطار العلاقة بين النادي والمنتمين إليه..!!
* وبعد:
فهذه رؤى شخصية أرجو ان يتقبلها الجميع بروح رياضية.. هذه الروح المشهورة بقبول الرأي الآخر..، وان نعي كسعوديين ما يدور حولنا.. ونتعامل معه بما يخدم قضايانا ويسمو بفكرنا إلى مستوى الآمال والتطلعات.
والله من وراء القصد...

البريد الإلكتروني raseel@lacom

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved