* الرياض سعد العجيبان:
امتدح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الخطوات العملية التي تشرع وزارة الزراعة والمياه والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة القيام بها في الفترة القريبة والتي تشمل بشكل كبير حلولاً عملية لمشاكل المياه في المملكة.
وقال سمو أمير منطقة الرياض في تصريح له عقب زيارته مساء أمس مقر المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بمدينة الرياض قال سموه: إن معالي وزير الزراعة والمياه ومحافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة قدما شرحا وافيا ومفصلاً عن مشاكل المياه.. والتمسا الحلول العملية.. ولا شك أن الحلول المؤمّلة أن تتم في منطقة الرياض ستطبق في كل أنحاء المملكة وعبّر سموه عن ارتياحه بالحلول العملية والواقعية لمشاكل المياه.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض قد قام مساء أمس الثلاثاء بزيارة لمقر المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في مدينة الرياض، وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المؤسسة معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر ومعالي وزير الشؤون البلدية والقروية الدكتور محمد بن إبراهيم الجار الله ومحافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين وعدد من المسؤولين..
وفور أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسية للحفل بدئ الحفل الخطابي بكلمة لمعالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر، أكد فيها أن الهدف الذي سعت إليه الدولة تحقق في زمن قياسي قصير جعل من المملكة تحتل مكان الصدارة والريادة بين دول العالم في هذا المجال فتجاوز إنتاج محطاتها الثلاثين العاملة والتي تحت التنفيذ حالياً ثلاثة ملايين متر مكعب يوميا من المياه المحلاة. كما زاد إنتاجها من الطاقة الكهربائية عن «5000» ميجاوات، كما قطعت المؤسسة شوطا كبيرا في مجال سعودة العاملين فيها حيث تجاوزت نسبة العاملين السعوديين أكثر من 70% من مجموع العاملين بالمؤسسة واستطاعت بجهود هؤلاء الشباب التفوق في مجال صناعة التحلية من خلال إدارة وتشغيل وصيانة المحطات وشبكات نقل المياه.
بعد ذلك ألقى معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين كلمة أوضح فيها أن الملك عبدالعزيز رحمه الله أدرك منذ 75 عاما أن الماء هو أساس التنمية وعصب الحياة فوجّه طيب الله ثراه باستيفاء حاجة مدينة جدة من الماء وإيجاد حل جذري لمشكلة النقص فيها باعتبارها المحطة الأولى لقدوم حجاج بيت الله الحرام فوجّه رحمه الله آنذاك وبالرغم من ضيق ذات اليد بعدد من الإجراءات التي من شأنها توفير مياه الشرب لكافة المواطنين ومنها الاستعانة بعد الله بتقنية تحلية المياه المالحة لسد هذا العجز، فتمَّ في ذلك الوقت أي في العام 1348ه إنشاء أول محطة لتحلية المياه المالحة في المملكة عُرفت باسم الكنداسة. وأضاف المهندس الحصين قائلاً وبهذه البداية وضع رحمه الله قاعدة لصناعة تحلية المياه، لتصبح هذه الصناعة فيما بعد جزءا أساسيا من نهضة البلاد ورفاهية المواطن وخيارا استراتيجيا لتعضيد مصادر المياه. ومن توفيق الله وفضله ثم دعم ولاة الأمر أصبحت المملكة في وقت قياسي قصير من رواد هذه الصناعة ليس في مجال الإنتاج وحسب وهو جانب لا يُستهان به وإنما تجاوزت ذلك إلى تفعيل هذه التقنية وتطويرها.
بعد ذلك اطلع سمو أمير منطقة الرياض والحضور على عرض خاص للوضع الحالي والمستقبلي للاستخدامات البلدية للمياه في المملكة عامة ومدينة الرياض على وجه الخصوص والمقترحات والحلول والاتجاهات غير التقليدية في مواجهة زيادة الطلب على المياه.
ثم شرف سموه حفل الشاي المعد بهذه المناسبة.. إثر ذلك غادر سموه مقر المؤسسة بكل حفاوة وتكريم، وحضر الحفل سمو أمين مدينة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن وعدد من المسؤولين.
تصريح وزير الزراعة والمياه
على صعيد متصل أوضح معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر أن زيارة سمو أمير منطقة الرياض لمقر المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تأتي ضمن أولويات سموه في الاطلاع على الحلول العملية لمشاكل المياه في منطقة الرياض وأخذ فكرة عامة عن الاحتياجات في جميع مدن المملكة الأخرى.
وقال معاليه إن العنصر الأساسي لهدر المياه يأتي عن طريق التسرب في شبكات مياه المدن التي تصل لنسبة تقدر ب 40% مشيراً إلى أن إعادة ترميم وبناء الشبكات التي مضى على إنشائها سنوات طويلة كشبكات مدينة الرياض والتي يقدر عمرها بأكثر من 30 عاما هدف رئيسي للخطط العملية القادمة.
وأكد معاليه أن تلك العملية تعد أوفر من الناحية الاقتصادية إذ ستوفر صرف مبالغ باهظة في إنشاء محطات جديدة وتوفير كميات إضافية من المياه..
وقال معاليه ان الكميات المنتجة من المياه لجميع مدن المملكة تقدر ب3ملايين متر مكعب يومياً يستفيد منها مايقدر ب24 مليون نسمة مؤكداً ان عملية الحد من تسرب المياه وتوفير الأدوات الصحية المرشدة في استهلاك المياه تعد عاملاً هاماً في تخفيض نسبة استهلاك المياه بنسبة تتراوح بين 3040%.
وعدد معاليه بعض الخطط الخاضعة للدراسة ضمن المرحلة الرابعة لترشيد استهلاك المياه منها دراسة منح خصم في قيمة فواتير المياه للمستهلكين المسترشدين في الاستهلاك.
وأكد معاليه عدم وجود عجز مالي في إعادة ترميم وإنشاء شبكات المياه مقابل إنشاء محطات جديدة مستشهداً بأن عملية تمديد شبكة جديدة لمدينة الرياض لا تتجاوز تكاليفها ال500 مليون ريال وفي المقابل تكون تكاليف إنشاء محطة تحلية جديدة ما يقارب 6 مليارات ريال.
وتطرق معاليه لمشروع «الحني» الواقعة بمركز حرض التي تعد امتداداً للربع الخالي من الجهة الشرقية لمدينة الرياض إذ أثبتت الدراسات ان تلك المنطقة تختزن كميات كبيرة من المياه والدراسة مستمرة وشاملة كافة الجوانب من نقل المياه ومقدار ملوحتها.
مشيراً إلى أنه تم حفر ما لا يقل عن 22 بئراً تمد مدينة الرياض ب350 ألف متر مكعب وعملية امداد خط أنابيب من تلك المنطقة إلى منطقة الرياض تقدر ب1600 مليون ريال.. بينما لو ينتج نفس المعدل من محطة في الجبيل ستكون التكلفة اكثر من 5000 مليون ريال.
وألمح معاليه ان هناك امكانات جيدة للمياه الجوفية في المملكة وتوجهاً للحد من الزراعة التي تستهلك كميات كبيرة من المياه وأكد معاليه ان الوزارة خطت خطوات جيدة للتخلص من تصدير القمح والأعلاف وإيقاف زراعة القمح والشعير والأعلاف كمشاريع جديدة أوكتراخيص جديدة.
إضافة إلى وجود عدادات تقنن استخدام المياه بها حسب مساحات الأراضي الزراعية ونوعها.
وحول العمر الافتراضي لمحطة التحلية في الجبيل والمقرر انتهاؤه عقب 6 سنوات ألمح معاليه ان هناك عدة خطوات لتطويرها.. مشيراً إلى ان ذلك ليس هو الخيار الحالي وإنما هناك خطة لبناء محطة جديدة وتم تحديد موقعها في الجبيل ومخططها النهائي وهي ضمن مشاريع الاستثمار المطروحة على العديد من الشركات الأجنبية والوطنية.
وبالنسبة لمشاريع مدينة الرياض فسيبدأ ضخ المياه من حقل الحني في أعقاب العامين من الآن بمقدار 350 ألف متر مكعب يومياً إضافة إلى حقل البخرا الذي سيمد غرب مدينة الرياض ب200 ألف متر مكعب يومياً.
|