Wednesday 20th March,200210765العددالاربعاء 6 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رام الله بعد الاجتياح:رام الله بعد الاجتياح:
دمار كبير.. وإصرار على الحياة

  * رام الله نائل نخلة:
«لم يعد لمدير الشرطة في رام الله غرفة يمكن ان يستخدمها أرشيفا، وتدمير المدارس تعدى جدرانها إلى تحطيم المختبرات والعبث بأوراق المعلمين والتلاميذ وكذلك معظم الإشارات الضوئية التي تبرعت بها الحكومة الفرنسية لإدارة المرور في المدن الفلسطينية» هذا ما قاله الدكتور محمد اشتيه مدير عام المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار وهو المؤسس المشرف على مشاريع التنمية الممولة من الدول والمؤسسات المانحة في وصف الدمار الذي خلفته دبابات الاحتلال وراءها في رام الله.
فمنذ يومين، بدت مدينتا رام الله والبيرة، ومخيما الأمعري، والقدورة، اشبه بورشة عمل كبيرة، حيث الجرافات تردم الخنادق التي حفرتها قوات الاحتلال، وترفع السواتر الترابية من الشوارع، فيما انشلغت فرق العمال بإصلاح المنازل والمحال المتضررة وعملت فرق الاتصالات والكهرباء والمياه بإصلاح الاعطال على مدار الساعة.
هذا المشهد جاء نتيجة الدمار الذي خلفته دبابات الاحتلال على محافظة رام الله والبيرة التي شملت كل شيء من طرق ومدارس ومستشفيات ومراكز صحية واجتماعية ورياضية وشبكات مياه وكهرباء وهاتف ومنازل ومحلات تجارية ومصانع.
المهندس ماهر غنيم من وزارة الأشغال العامة أخبر يوم الاثنين ان الجهات المختصة في الوزارة حصرت نحو 400 حالة تدمير جزئي وكلي لمنازل المواطنين ومحال تجارية ومؤسسات عامة وخاصة من بينها خمس مدارس خلفها الاحتلال الصهيوني لمحافظة رام الله والبيرة الذي استمر 72 ساعة.
وقال غنيم ان طواقم الوزارة تقوم حاليا بترميم ما تم تدميره الذي بلغت كلفته الأولية 350 الف دولار أمريكي وانجز 70% منه خلال اليومين الماضيين.
وبجولة سريعة في شوارع المدينتين وتحديداً في مخيمي الأمعري وقدورة التابعة لهما يمكن الاستدلال من مشاهد الدمار الذي طالت المستشفيات والمدارس والمراكز الاجتماعية والرياضية والطرقات على مدى همجية الاحتلال وقسوته.
بلديتا المدينتين «رام الله والبيرة» قدرت الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية فيها والمرافق العامة جراء الاجتياج الأخير بنحو 15 مليون شيكل أي ما يعادل مليوني دولار أمريكي.
وشوهد المئات من طلبة المدارس في المحافظة يساعدون طواقم البلديتين في ازالة آثار الدمار والخراب الذي لحق بمدينتهم ويزرعون الورود والأشجار التي سحقتها جنازير ودبابات الاحتلال.
وغرقت محافظة رام الله والبيرة في ظلام دامس خلال الساعات الأولى على اجتياح دبابات الاحتلال التي عمدت إلى تدمير أعمدة الكهرباء وقطع التيار الكهربائي عن معظم احياء المحافظة.
وتراوحت مدة انقطاع التيار بين 5 ساعات في بعض الأحياء إلى خمسة أيام، كما حدث في مخيمي قدورة والامعري ومحيط المجلس التشريعي وضاحية الطيرة وثلث أحياء البيرة ومستشفى رام الله الذي قطعت الكهرباء عنه لأكثر من 12 ساعة.
ومن الواضح ان قوات الاحتلال كانت تستهدف التيار الكهربائي حيث دمرت جرافاتهم ودباباتهم أكثر من 20 عمودا للكهرباء، إضافة إلى اطلاق النار على الكوابل، وخطوط الضغط العالي وتدمير عدة محولات بقذائف الدبابات، وتقدر خسائر شركة الكهرباء الفلسطينية ب140 الف شيكل.
وتركت همجية الاحتلال في محافظة رام الله اكثر من 950 اسرة فلسطينية محاصرة في داخل منازلها معزولة عن العالم بسبب قطع الخدمة الهاتفية عنها، ومنذ بدء الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني قبل 18 شهرا تضرر اكثر من 20 ألف منزل فلسطيني، 20% منها تضررت خلال الشهرين الماضيين في عمليات التوغل والاجتياج الصهيوني للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتقدر قيمة الخسائر في هذه المباني المدمرة سواء بشكل كلي او جزئي بنحو 110 ملايين دولار لم يتم ترميم سوى 20% منها بتمويل من صندوق القدس والانتفاضة للبنك الإسلامي للتنمية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved