Wednesday 20th March,200210765العددالاربعاء 6 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مواجهات اقتصادية جيوسياسية بين موسكو وواشنطنمواجهات اقتصادية جيوسياسية بين موسكو وواشنطن

  * موسكو الجزيرة:
باهتمام شديد تناولت وسائل الإعلام الروسية بيان الرئيس الأمريكي جورج بوش برفع الضريبة على صادرات 10 أنواع من الفولاذ ومصنوعاته من روسيا وألمانيا وفرنسا واليابان والبرازيل وكوريا الجنوبية و 4 دول أخرى.
وتضمن بيان الرئيس بوش إشارة إلى أن الضريبة سترفع من 8% إلى 20% وستدخل حيز التنفيذ ابتداء من 20 مارس الجاري. من جانب آخر لاتزال التحركات الأمريكية في دول آسيا الوسطى والقوقاز تثير ردود أفعال «حانقة» في وسائل الإعلام الروسية والتي تصفها بالمواجهات الجيوسياسية بين روسيا والولايات المتحدة.
فقد رأت صحيفة «كميرسانت» أن روسيا وعدداً من الدول المصدرة للفولاذ ستطرد من السوق الأمريكية الأضخم في العالم في استهلاك الفولاذ. وفي الوقت نفسه فإن قرار الرئيس الأمريكي هذا سيؤدي إلى تقاسم هو الأضخم في تاريخ الاقتصاد العالمي حتى الآن لقطاعات التأثير على أسواق المعادن. وأشارت إلى أن الحديث كان قد جرى منذ زمن بعيد عن فرض الضرائب الجديدة على واردات الفولاذ إلى الولايات المتحدة وخاصة في فترة الحملة الرئاسية لجورج بوش حين دعمت نقابات الفولاذ الوطنية الأمريكية الرئيس الحالي بشرط إعطاء الأفضلية للفولاذ المحلي وكما كان منتظراً فإن الدين الذي حمله بوش أمام الناخبين هو أهم بالنسبة له من مبادئ التجارة الحرة. ومن بين المتضررين من فرض الضريبة الجديدة كما تقول الصحيفة إلى جانب روسيا اليابان كوريا الجنوبية وأوكرانيا. وتشير الصحيفة في هذا الصدد إلى أن الولايات المتحدة هذه المرة لا تريد فهم مسألة «المضاربة» أو شروط الإنتاج غير الخاضعة للسوق كما كان يتهم الأمريكيون روسيا وأوكرانيا بها. والحديث الآن يدور حول التمييز المتعمد للمنتجات غير الأمريكية لصالح ليس المهم من وليكن غير فعال ولكن للإنتاج الأمريكي.
وحسب رأي الصحيفة فإن فرض الضرائب على الواردات من الفولاذ هو بالنسبة للولايات المتحدة نصف إجراء: فالحصص المؤقتة لتصدير الفولاذ تعمل عليها الدول منذ أواخر الثمانينات وهي تعيق باستمرار الإصلاحات في قطاع المعادن الأمريكي غير الفعال والذي لا يتناسب بحجمه مع صناعة المعادن القوية والمتطورة في البلاد.وتفترض الصحيفة بأن إغلاق الدخول إلى قطاع صناعة المعادن لغير المنتجين الأمريكيين للفولاذ حتى عام 2006 سيعطي إمكانيات غير محدودة لتقاسم الأسواق الأخرى الباقية في العالم إلا أن تقاسم قطاع التأثير في أسواق المعادن العالمية سيتم من دون مشاركة الأمريكيين. وتكتب الصحيفة أيضاً بأنه وقبل اتخاذ الرئيس الأمريكي لهذا القرار أعربت دول الاتحاد الأوروبي واليابان عن قلقها من إمكانية زيادة الضريبة وأشاروا إلى اتخاذ إجراءات مناسبة كما الرد السريع على «تهديدات فولاذ» أتى من السلطات الروسية.
إن وزارة الزراعة وجهت «ضربة وقائية» للاقتصاد الأمريكي معلنة عن الحظر على استيراد لحوم الطيور من الولايات المتحدة.وبالرغم من نفي الحكومة الروسية فإن الضربة موجهة نحو اللوبي الزراعي في الولايات المتحدة لمواجهة لوبي المعادن. إلى ذلك وكما تشير الصحيفة فلا الحظر على «اقدام بوش» ولا الطلب المتوقع من الاتحاد الأوروبي للشكوى على الولايات المتحدة في منظمة التجارية العالمية سيعطي نتائج».
وأكدت «كميرسانت» عدم تصديق كلمات ميخائيل كاسيانوف بأن اقدام بوش والضريبة على الفولاذ أمران غير مرتبطين بعضهما ببعض وأن الحديث لا يدور عن أي حرب تجارية. وبرز العديد من التساؤلات التي كان أهمها على سبيل المثال: إذا كانت المواجهات العسكرية الاستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة غابت بعد أحداث 11 سبتمبر، عندما وجدت الدولتان عدواً مشتركاً لهما، فما الذي سيساعد على تجنب الحرب التجارية بينهما؟!! حتى الآن لا يزال الأمر غير واضح إلا أن موسكو وواشنطن تستعرضان الآن القدرة الهائلة على حماية مصالحهما بمجموعة من الردود المتزامنة.
ومن جانبها كشفت صحيفة «تيزافيسيمايا جازيتا» عن قلق روسي حيال الحرب الجيوسياسية التي أعلنتها واشنطن مؤخراً في المجال السوفيتي السابق بقولها: «مرت 6 أشهر على أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.ومن المعروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أول رئيس دولة اتصل بجورج بوش وأعرب ليس فقط عن تعاطفه، بل عن دعمه أيضا في مكافحة الإرهاب. ومنذ تلك اللحظة بدا أن العلاقات الروسية الأمريكية أخذت تستقيم». وأضافت: «إن دعم روسيا لمكافحة الإرهاب الدولي التي أعلنتها الولايات المتحدة كان أكثر من فعلي وأشارت شخصيات رسمية في الإدارة الأمريكية أكثر من مرة إلى أن مساهمة روسيا في العملية المناهضة للإرهاب أنشط من ممارسات حلف شمال الأطلسي بمجمله. ودار الحديث ليس فقط عن التعاون الوثيق بين الاستخبارات الروسية والأمريكية الذي لم تكتف به روسيا مبدئياً. لقد قدمت روسيا مجالها الجوي للطائرات الأمريكية. ولم تقل موسكو كلمة واحدة ضد استخدام الولايات المتحدة المطارات الموجودة في أراضي بلدان رابطة الدول المستقلة في آسيا الوسطى. كما قدمت روسيا مساعدة عسكرية تقنية كبيرة لحلف شمال الأطلسي.. وتخلت روسيا عن قواعدها العسكرية في كوبا وفي فيتنام. على أمل ألا يذهب كلام الإدارة الأمريكية عن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في سبيل السلام أدراج الرياح».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved