Wednesday 20th March,200210765العددالاربعاء 6 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الملتقى العربي الأول للموهوبين المعاقينالملتقى العربي الأول للموهوبين المعاقين
سلمان بن محمد العُمري

أسمح لنفسي وأقول: خطوة جبَّارة منذ البداية، فالكتاب من عنوانه يُقرأ كما يُقال، وهذه هي الحقيقة إن شاء الله، فهذا ملتقى والملتقى اجتماع للخير بإذن الله، كونه البداية فإننا ندعو الله أن تكون فاتحة خير وما دام المقصود بالملتقى والهدف والغاية منه هو العناية بالموهوبين المعاقين فكله خير بخير، وهذه هي الحضارة بأسمى معانيها.
ففي عملٍ هو الأول من نوعه نظمت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين الملتقى العربي الأول للموهوبين المعاقين يوم أمس الثلاثاء.
وشارك في الملتقى بإذن الله مجموعة من الخبراء والمختصين في مجال الموهبة والإعاقة يمثلون جهات حكومية وأهلية وخيرية من داخل المملكة وخارجها.
تعتبر الإعاقة من الوقائع التي نعيشها في حياتنا اليومية، والتي نصادفها ونواجهها بكل لحظاتنا وفي أي زمان ومكان، ويعتبر الاهتمام بالإعاقة معياراً مهماً لقياس مدى التطور الحضاري الذي تعيشه أمة ما أو حضارة ما، ولقد أولى الإسلام قضية الإعاقة أعلى درجات الاهتمام فكان المنظور الإسلامي للإعاقة هو الأساس الذي بنت عليه الحضارات الأخرى نظرتها وكان هو المنطلق في احترام الإنسان كإنسان بغض النظر عما إذا كان معاقا أم لا.
لقد ابتليت نظرة البشر للمعاقين بإرث تاريخي من السلبية وتراكم هائل للتحيز ضد المعاقين، فصار المعاق بنظر الكثيرين شخصا دون الآخرين جسدا وفكراً وعقلاً، والحقيقة غير ذلك، فالمعاق عضو فاعل في مجتمعه وهو إنسان منتج عندما تتهيأ له الظروف المناسبة من تدريب وعمل وما شابهه وهو إنسان مبدع عندما تأتي لحظة الإبداع، وكم من علماء في هذا العصر هم معاقون، لا بل من العلماء والأدباء والكتاب والمفكرين العرب والمسلمين في مختلف العصور.
إن سجلات التاريخ حافلة بأسماء هؤلاء الموهوبين والعديد منهم يعيش بيننا الآن.
من كل هذا تأتي أهمية هذا الملتقى كبداية لتبنٍّ حقيقي لهؤلاء لكشف مواهبهم وتنمية هذه المواهب لما فيه منفعة المعاق نفسه وذويه والأمة ككل والمجتمع والدولة.
لقد أحسنت المؤسسة صنعاً بتنظيم هذا الملتقى وبانتقائها لفئة المعوقين الغالية على قلوبنا لما في ذلك من أهمية قصوى في كشف الروح الحضارية والإنسانية والذات الذكية لهذه المؤسسة البناءة.
إنه لمن الضروري أن يعقد الملتقى سنوياً، وأن يكون في كل عام في بلد وتكثف حوله كل الجهود والإمكانيات الإعلامية والثقافية والتوعوية، ولا بد أن يعطى المعوقون اهتماما أكبر وأشمل من مختلف الجهات بدءا من الأسرة نفسها وانتهاء بأعلى درجات الهرم الاجتماعي.
إن احتضان المبدعين من الذكور والإناث من المعوقين وتقديم الجوائز والحوافز لهم ولذويهم حتى يكون دافعاً للآخرين لهو عمل جبار وكبير يستحق كل تقدير واحترام، وفوق ذلك يحتاج لكل دعم ومؤازرة ومساندة، وبهذا المجال لا يسعنا إلا أن ننوه بالدراسات والأبحاث والأعمال التي تخدم المعاقين لتنمية مواهبهم أو تدرس واقعهم وواقع مواهبهم، وهي كلها أعمال كبري تستحق التقدير والاحتضان أيضا وحبذا لو تم حصر أصحابها وأن توجه الدعوات لهم كلهم لحضور هذا الملتقى لما في حضورهم من إثراء للملتقى بحد ذاته ومن إشعارهم بمدى الاهتمام بهم لشحذ هممهم نحو المزيد، في عصر تراكض فيه معظم البشر نحو المادة وجمع الثروات، فعلينا ألا نغفل هذه القلة التي ما زالت تضحي بكل شيء من أجل الإنسان والإنسان فقط في إطار ما يرتضيه رب العباد سبحانه.
إنه لمن الضروري الإفادة من الأطروحات العلمية التي بحثها الملتقى ويضعها حيز التنفيذ، لقد تم تقسيم وتوزيع محاور الملتقى على أربعة محاور أساسية هي:
الأول: نماذج وتجارب عالمية قائمة في رعاية الموهوبين المعوقين.
الثاني: نماذج مؤسسية مقترحة لرعاية الموهوبين المعوقين.
الثالث: استخدام التقنيات الحديثة في مجال رعاية الموهوبين المعوقين.
الرابع: مناقشة وتحديد دور المؤسسات ذات العلاقة فيما يخص رعاية الموهوبين المعوقين
وقد ذكرتها بحرفيتها لتحقيق الفائدة المرجوة من التوجه نحو الملتقى.
إنه ملتقى الخير بإذن الله وطموحنا يتجاوزه إلى النتائج والتوصيات والتي نأمل أن تصبح واقعاً معاشاً وهذا ليس بكثير على الهمم العالية التي عقدت العزم نحو المضي قدماً بكل شموخ وإباء في طريق الحضارة الحقة حضارة الإسلام.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved