Saturday 16th March,200210761العددالسبت 2 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بروح رياضيةبروح رياضية
صعفق في مهمة بحث
د. خالد الباحوث

بدأت (الاستراحة) من بعيد هادئة وكأنها منزل صحراوي هجر منذ زمن طويل غير انك مهما اقتربت إليها تشعر وكأنك تقترب إلى موقع لمزاد علني غير منظم فالأصوات تتعالى يمنة ويسرة حتى غدت تغطي على أية حركة تحدث حول تلك الاستراحة الجميلة إلى درجة انك تسير بسيارتك من خلال بوابتها المفتوحة ومساحتها الكبيرة دون ان يشعر بك أحد بل انك قد تدخل إلى تلك الخيمة الأنيقة والواقعة في الزاوية البعيدة من تلك المساحات الخالية وتأخذ مجلسك دون ان يتنبه إلى مقدمك أحد. فلقد جرت العادة بان المناقشات في تلك الخيمة هي صورة كربونية لمناقشاتنا الحربية عندما يكون عشرة يتكلمون في وقت واحد والمستمع واحد وربما لا أحد وعلى الرغم من ان المتواجدين في الخيمة لم يزيدوا عن الخمسة إلا انك بالكاد تجد مستمعاً واحداً.
وفي بداية مثل تلك الجلسات كل مايحتاجه الأمر هو ان تطرح موضوعا واحداً للنقاش واترك الباقي على المتصارعين لتكتشف بعد مرور قليل من الزمن ان هناك مئات من الموضوعات المطروحة ولتفادي طرح مئات الأفكار والموضوعات والاستعراضات والتقاطعات فانك قد تحتاج لجيش من المراقبين ليقف أحد افراده بعصاه فوق رأس كل عضو بالجلسة لمنعه من المقاطعات المستمرة وذلك لضمان استمرار نقاش الموضوع المطروح بموضوعية وبشمولية.
أما إذا لم تستطع تنفيذ تلك الطريقة العسكرية فانك ستجد نفسك في خيمة مزدحمة بالأفكار المثالية والتي يطرحها المتصارعون عن أنفسهم ولان الجميع متمركزون حول ذواتهم فان كل فرد يعتبر المجلس ساحة لتقديم ذاته واستعراض تجاربه الشخصية من خلال المقاطعة ومن خلال تغيير مجرى المناقشة ليتناسب مع طرح هذه التجارب على حساب الموضوع الأساسي وبالمناسبة فإذا اكتشفت ان هنالك احدهم ساكتا فلاتفرح.. فهو ليس بمستمع جيد وإنما يفكر بماذا سيقاطعك.
هذا الأسلوب وهذا النمط الحواري هو مايتم ممارسته بصورة أو بأخرى من خلال حوارات وتداخلات الأندية لدينا بعضها مع بعض فهذا ينتقد والآخر يشتم والثالث يحتج والرابع يندد والخامس يتوعد وكل يغني على ليلاه. وكل ذلك في وقت واحد.
ونفس الكلام ينسحب على صحافتنا الرياضية التي تنتهج نفس الأسلوب ولم يعد بمقدور الكثير منها التمسك أو الاستمرار في طرح موضوعات حوارية مفيدة للتطور الرياضي لدينا.
استميح القراء عذرا فلقد أبحرت وابتعدت قليلاً عن وصف اجواء تلك الخيمة والتي كانت اجواؤها ملبدة بالصراخ والتقاطعات من خلال تمركز كل فرد حول ذاته واستعراض نزاهته وانجازاته ومثالياته (بل وعضلاته).
فالمجلس ضم مجموعة من الرفاق الذين يجتمعون بصورة دورية ينكتون ويضحكون ويتغامزون ولكن عندما يأتي الأمر لمناقشة موضوع ما يتحول المجلس إلى مزاد علني اختلط حابله بنابله.
فهذا صعفق وهو أكثرهم تعليماً لم يتبق على موعد تسليم مادته الاسبوعية إلا يوم واحد ولذلك فهو يحاول استنتاج أي فكرة ليكتبها ويذيلها باقتراح وعلى الرغم من انه يكتب عن كل شيء في زاويته الاسبوعية حتى الاستراحة كتب عنها إلا انه من خلال هذه الاجواء يكتشف فكرة معينة ومن خلال التقاطعات يتحول أكثر اقتناعاً بها.
وهذا مطفوق وهو أقلهم تعليماً ولكنه اكثرهم شهرة لايهدأ من عمل المقاطعات المتواصلة والافتخار بكشفه لاسرار الأندية والمسؤولين وعلى الرغم من جهوده المتميزة في هذا المزاد عفوا الحوار، إلا ان تلفونه الجوال لايهدأ ابداً وذلك نظراً لعلاقته المتواصلة مع الرياضيين على مختلف مستوياتهم ويجب التذكير بان مهمة مطفوق الأساسية بالصحيفة التي يعمل بها هي كشف الاسرار وطرح موضوعات الإثارة والإعلان عن كثير من القرارات قبل صدورها من مصدرها من مصدرها الأصلي.
أما المرجوج فهو متخصص في تتبع أخطاء الحكام واللاعبين والمدربين والمسؤولين وتتبع هفواتهم وتجريحهم ونشر غسيلهم من خلال الصحف التي يتعامل معها ولذلك فهو يقاطع كثيراً في مثل هذه الجلسات ليفتخر بقدرته على كشف الأسرار والأخطاء والهفوات فهو وحسب مايعتقد الرئيس الأعلى لتشخيص مصلحة الرياضة. وبالمناسبة فهذا اللقب الشرفي هو مايدعيه كذلك رفاقه الآخرون مثل مطفوق أو حتى صعفق والذي يعتقد بانه اكثر وأكبر من هذا المنصب.
لم نتأكد من توجهات بقية الرفاق الآخرين في الجلسة ولكن الشيء المؤكد انه هكذا وبكل أسف، يتم اخراج كثير من صحافتنا الرياضية والله المستعان.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved