ثمة عزائم لا تخور..!! وعقول لا تكل..!! ونفوس أبية نقية..!! لا تفتن بالرخاء..!! ولا تقهرها الشدة..! وعندما تعلو الأصوات: بحق أو بباطل،.. ويختلط الحابل بالنابل..!! وتطل علينا الفتن برؤوسها البشعة..!! عندها تختبر معادن الرجال..!! وينكشف لنا أصحاب الهمم العالية.. والمقاصد الحسنة..!! لقد أتى على الناس حين من الدهر في الأيام الماضية أصبحت فيه الرؤية قصيرة المدى..!! متبدلة المعالم..!! يكتنف الكثير منا يأس قاتل..!! وضعف مميت..!! وظروف صعبة معقدة، لا تزيد المدافعين عن الإسلام وأهله إلا حيرة..!! ولا تزيد المخلصين الغيورين على مكتسبات هذه الأمة إلا شكاً..!! وقنوطاً..!!
غير انه بين الحين والحين وهذا من رحمة الله بعباده ينبعث صوت يوقظ الهمم، وندى يواسي الجراح، ويهون الجد والكفاح..!! ويبشر بالعزة والآنفة والصباح..!! صوت يبقي رايتنا مرفوعة!! وأقوالنا مسموعة..!! صوت يعلن الحق ويبسط براهينه، ويلقف الشك والباطل ويوهي خيوطه، ويدحض أسانيده..!!
إنه صوت نايف بن عبدالعزيز الذي أعلن عن جائزته العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية.
وكأنني ألمح بعد ان علا هذا الصوت الحق في كل ناحية كوكبة من الراسخين في العلم قد أقبلوا على رتق الفتوق، وجمع الشتات وإعادة البناء الشامخ، وإرساء أسباب النهوض بالأمة..!!
وأنا لا أعجب ان ينهض نايف رجل المهمات العظام دفاعاً عن السنة..!! وترغيباً في اقتفاء أثر رسول الهدى.. ونبي الرحمة..!! وترهيباً من خطورة الانزلاق وراء ضلالات السامري..!! ومايبشر به من عصر «عولمة».. عصر تقتحم فيه الموبقات عقول المسلمين وبيوتهم..!! وتسعى فيه جنود ابليس، وسحرة فرعون بوسائل معلنة وخفية لزعزعة الناس في منطلقاتهم.. وزرع الشك في مبادئهم.. والطعن في دستور حياتهم: كتاب الله وسنة رسوله..!!
إنه نايف.. صوت الحق ينبعث من الأرض التي انطلقت منها آخر رسالات السماء إلى الناس أجمعين.. وحملها أبناؤها رحمة للعالمين..!!
إنه صوت رجل دولة مكتملة البناء قوية الأركان..!! واسعة العلاقات..!! دولة تحكم بالإسلام وتدعو إليه وتعز أهله..!!
وتقدمه للبشرية برحمته.. وعدله.. وصفائه ونقائه.. في يوم قل فيه في عالمنا «العربي المستكين» من يرفع صوته لنصرة السنة المحاربة،.. وحماية الحق الذليل..!! وإنقاذ التوحيد المهان..!! وإقرار الأخوة الإنسانية المذكورة..!!
ألم يكن مقر جائزة سموه مدينة الرسول المنورة؟؟! ألم تكن لجان تحكيمها عالمية!!؟ ألم تكن لغاتها بألسنة شتى..!!؟
إن أصحاب الرجولات الضخمة يعم نفعهم حينما يعم البلاء.. وساعة تحل الشدة.. فتنجلى بإسهاماتهم ظلمات.. وتنكشف بقوة عزيمتهم ورباطة جأشهم، حقائق كادت تختفي وراء ركام من زيف المبطلين، واستسلام المهزومين، الذين تخدعهم آلة الإعلام الساحرة..!! وتخيفهم توعدات القوة الضاربة..!!
فما أسعد دولة أنت يا نايف من رجالاتها..!! وما أقوى حقاً أنت من أنصاره..!! إنكم يا صاحب السمو بخدمتكم لسنة رسول الهدى وبتمويل من شخصكم الكريم وباختياركم لأعضاء هذه الجائزة من أنجالكم الكرام والعلماء الأجلاء المشهود لهم بالفضل والعلم..!! قد ألجمتم أفواهاً تنطق بالهوى..!! وألسنة تلهج بالمنكر..!! إنكم بجائزتكم المباركة قد شفيتم صدور قوم أخلصوا لدينهم، وأحبوا وطنهم، واعتزوا بانتمائهم إلى بلد يكون وزير داخليتها، وعينها الساهرة على هذا القدر الكبير من الإيمان المكين..!! والدين القويم.. والخلق الوثيق..!! والشرف الرفيع..!!
فبمثل سموكم يانايف الأنفة والعزة والكرامة تكون جبهتنا صلبة، وحقوقنا مصانة.. ودولتنا مهابة.. وحضارتنا مشعة..!!
وفي ظل رعاية سموكم الكريم لن تغل يد عن عمل شريف..!! ولن يكمم فم عن كلمة حق: تجمع ولا تفرق..!! ولن يؤذن لصغير ان يتطاول على كبير..!! أو لنصف عالم ان يتطاول على من ملك زمام الكلمة..!!
ولن يؤذن لمنحرف ان يجور..!! أو لمعتوه ان يتهور..!!
فيا أصحاب الأقلام الصادقة..!! والعقول النيرة..!! ليكن هذا الرجل قدوتكم: في صدقه..!! في إخلاصه..!! في وطنيته..!! في شجاعته في الحق..!! في عمق فهمه..!! في إدراكه لمتطلبات الأمور..!! في فهمه لمتغيرات الأحداث وتقلبات الزمان..!!
يا علماءنا الأجلاء.. أدعوكم إلى كلمة سواء بينكم.. ان تنبذوا الخلاف بينكم..!! ان تكون هموم الأمة همومكم..! ان تكون مقاصد الدين الصادق سلاحكم..!! ان يكون تحقيق المصالح مبتغاكم..!! وفهم واقع الناس من واجباتكم..!!
عندها فقط تتحقق آمالكم..!! وتسعد أمتكم ويهنأ بالكم..!! وتفوزوا بالجائزة..!!
وتحققوا طموحات رجل المهمات الصعبة..!! نايف بن عبدالعزيز... هذا الرجل الذي يعد أكبر جائزة لبلده..!! ولأمته..!! في عصر العولمة والتحدي..!! عصر البقاء للأصلح..!! الأصلح..!! الأصلح للبشرية جمعاء..!
رئيس مجلس إدارة أكاديمية الفيصل العالمية. | 