في حرب المخيمات التي اعتقد الارهابي أرييل شارون بأنه عن طريقها سيجبر الشعب الفلسطيني على الاستسلام، انتصرت الارادة الفلسطينية، وبعيداً عن أرقام الضحايا وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين، وتدمير المنازل.. منازل الفقراء في المخيمات.. ومنازل المسؤولين في السلطة الفلسطينية.. ومقرات الشرطة والأمن الوطني، فإن المحصلة النهائية في التقييم الاستراتيجي تشير إلى انتصار كبير للإرادة الفلسطينية وتكشف انهياراً للمعنويات الاسرائيلية وهزيمة حقيقية للخطط الأمنية والعسكرية الاسرائيلية. فقد كشفت العمليات الاستشهادية والفدائية الأخرى التي تمثلت في المواجهات والاختراق والتسلل التي قام بها الشبان الفلسطينيون بأن الوضع الأمني الاسرائيلي مهلهل. وأنه مخترق تماما من قِبَل الفدائيين الفلسطينيين، بحيث يستطيع فدائي الوصول إلى أقرب نقطة أمنية حيث فجر استشهادي نفسه في مقهى لا يبعد عن منزل أرييل شارون سوى ستين متراً وفي حي يقيم فيه كبار المسؤولين الإسرائيليين بدءاً من رئيس الكيان الاسرائيلي تستاف، إلى رئيس الحكومة الأسبق نتنياهو وكلهم صيد ثمين للمقاومة الفلسطينية التي تتمنى اصطياد هؤلاء الارهابيين، وتمثل العملية الاستشهادية في مقهى القدس الغربية، انتصاراً عسكرياً كبيراً للمقاومة الفلسطينية فالاستشهادي قدم من مخيم في طولكرم يخضع للاحتلال والمحاصرة من قِبَل سلطات الاحتلال، حيث تمكن ذلك الفدائي المحمل بالقنابل والمتفجرات من الخروج من المخيم واجتياز كل الحواجز التي تضعها سلطات الاحتلال على الطرق حول مدينة القدس وفي أحيائها وأخيراً عبر الخط الأمني الأخير لحماية كبير إرهابييهم أرييل شارون ووصل إلى نقطة التفجير التي لا تبعد سوى ستين متراً ، وهذا يعني دقة في التنفيذ وقدرة على اختراق كل الحواجز الأمنية، ودليلاً عملياً وأكيداً على الانهيار الأمني الاسرائيلي وأن كل جنود الاحتلال غير قادرين على منع الفدائيين الفلسطينيين من تحقيق أهدافهم، وبعد الوصول الى أقرب نقطة الى مقر اقامة المسؤولين الكبار في الكيان الصهيوني، فقد أصبح من غير البعيد الوصول الى كبير الارهابيين وكبار مساعديه، فالتخلص من شارون وبن اليعازر وجنرالات الارهاب سيكون الهدف القادم للاستشهاديين ولا شك ان العملية الاستشهادية في مقهى القدس «بروفة ناجحة» للوصول الى رؤوس الارهابيين.
كل هذا يجري والانهيار الأمني والمعنوي ينتشر بين صفوف قوات الاحتلال الاسرائيلي، وهو ما يبشر بنجاح الكثير من العمليات الفدائية القادمة التي ستكون أكثر إيلاماً للإسرائيليين وتأكيداً جديداً على انتصار الارادة الفلسطينية في مواجهة الارهاب الشاروني.
|