آلام أسفل الظهر مشكلة شائعة

هل تعاني من آلام في أسفل ظهرك؟ وهل شعرت أحياناً أنك توقفت عن مزاولة أمر محبب لك بسبب ألم الظهر؟ إن الكثير من الذين سوف يقرؤون هذه السطور سيجيبون ب«نعم». إذاً فلتبق معنا أخي القارئ نتعرف جميعاً على بعض مظاهر آلام أسفل الظهر.
إن الشكوى من ألم في أسفل الظهر يعتبر مشكلة شائعة حقاً، وقد يعيق الشخص من الاستمتاع بحياته ومزاولة هوايته ونشاطاته المحببة اليه، بل وقد يؤثر على علاقاته الاجتماعية ويسبب له بعض الحرج.
ما هي مسببات آلام أسفل الظهر؟ إن العمود الفقري كما هو معروف لديك أيها القارئ يتكون من فقرات متراصة يفصل بين كل فقرة وأخرى قرص هلامي يسمى ب«الديسك»، وتكتسب هذه الفقرات قوة وترابطاً بواسطة اربطة وعضلات تربطها كوحدة واحدة، كما تكسب العمود الفقري مرونة في الحركة.
وقد تنشأ آلام الظهر نتيجة لتأثر أي من مكونات العمود الفقري هذه، وإما لإصابة العضلات، الأربطة، الفقرات او الديسك، وقد ينتج عن اصابة مباشرة للظهر كسقوط او حادث سيارة «لا قدر الله» أو حمل شيء ثقيل بصورة غير صحيحة، وقد يكون لتغييرات تنكسية نتيجة للشيخوخة.
ولكن تذكر أخي القارئ ان الإصابات المباشرة في الحوادث وغيرها ليست هي السبب الوحيد لآلام الظهر كما يعتقد البعض، بل إنها قد تحدث نتيجة لالتواء العضلات أو تمزق الأنسجة المحيطة بالعمود الفقري كنتيجة لانحناء أو برم الظهر الاعتيادي.
أود أن أشير هنا الى ان العوامل النفسية قد تكون أحد المسببات لآلام الظهر، فقد تنعكس الحالة النفسية للشخص وما يصاحبها من أرق او توتر او اكتئاب على الأجهزة المختلفة وتسبب آلاما مزمنة في أسفل الظهر.
متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟
في أغلب الأحوال سوف يتحسن ألم الظهر في غضون أيام قلائل، ولكن هناك حالات يجب عليك ان تراجع فيها طبيب العائلة لأخذ مشورته منها:
* إذا استمر ألم الظهر لأكثر من شهر.
* إذا كان الألم حاداً جداً وبدأ يشع في الأرجل أو القدمين.
* إذا صاحب آلام الظهر ضعف أو ضمور في العضلات، أو صاحبه خدر في الأطراف.
* إذا صاحب آلام الظهر حرارة أو كان عمر المريض أكثر من 60 سنة، أو منع المريض من المشي.
كيف يمكن لطبيب العائلة مساعدتك؟
إن التشخيص الدقيق لمسببات آلام الظهر يحتاج الى أخذ تاريخ للشكوى وعمل فحص شامل للجسم وقد يقوم الطبيب بعمل الفحوصات المخبرية المناسبة إذا استدعى الأمر.
أخي القارئ ان النظرة الحديثة لعلاج آلام الظهر لتستدعي إشراك العلاج الطبيعي بصورة مبكرة على خلاف ما كان يمارس في السابق. وقد أثبتت الدراسات الحديثة ان العلاج الطبيعي في علاج أسفل الظهر له جدوى طيبة في التخفيف من الآلام دون تفاقم الشكوى.
همسة أخيرة: إن الحفاظ على صحة ظهرك يتطلب المواظبة على الطريقة المثلى لاستخدام الظهر في شتى اوضاعه: في الجلوس، الوقوف، حمل الأشياء، الانحناء، الاستلقاء، بل وفي ربط الحذاء أيضاً. فيجب دائماً، وكقاعدة عامة، ان يبقى ظهرك مستقيماً في هذه الأوضاع كما ينبغي أيضاً عدم حني الظهر إلى الأمام لحمل الأشياء، بل ينبغي ان تقوم الساقان بمعظم العمل وسند الكوعين على الفخذين أثناء تناول الأشياء من الأرض.
في الختام ينبغي علينا جميعا إذا أردنا ان نستمتع بصحة جيدة خالية من آلام الظهر ان يكون لنا قسط من التمارين الرياضية لا سيما المشي بمعدل 3045 دقيقة يومياً ثلاث مرات اسبوعيا. ولنتذكر المقولة الشهيرة «الوقاية خير من العلاج».
مع تمنياتي الحارة لك أخي القارئ بالصحة الدائمة.