editorial picture

النيران تطال بيت شارون

قتل شارون عشرات الفلسطينيين يوم الجمعة الأسود وانتظر ليأتيه الفلسطينيون يستجدونه التفاوض، فهو القائل أن لا شيء يجبر هؤلاء على الخضوع سوى الضرب عليهم بشدة، لكن الفلسطينيين جاءوا بأحزمتهم المفخخة وأحدثوا انفجاراً هائلاً اهتزت له نوافذ منزل شارون المجاور.
وفي ثلاثة انفجارات أخرى لقي 14 إسرائيلياً مصرعهم وأصيب 150 آخرون بجراح في ليلة أراد الفلسطينيون أن تكون سوداء مثل يوم الجمعة الأسود وقد كان.
هكذا أجبر شارون الفلسطينيين على التحدث إليه باللغة التي يفهمها، فقتل 60 فلسطينياً وجرح المئات في يوم واحد هو يوم الجمعة الأسود وهو أمر لا يترك مجالاً لما يتحدث عنه شارون من خضوع واستسلام.
فأي فلسطينيين يريد شارون أن يتفاوض معهم وهم مشحونون بكل هذا الغضب.. وأي خضوع هذا الذي يتحدث عنه شارون..؟!
ويستمر شارون في ارتكاب الأخطاء، لكن يبقى هناك من يحاول تعديل الصورة بحيث لا يسقط ضحية هذه الأخطاء في كل مرة، فالفلسطينيون أيضاً يعرفون كيف يقتلون، ولا يهم أي ضحايا تستهدفهم النيران طالما أن الدبابات الاسرائيلية لا توفر امرأة حبلى على حاجز إسرائيلي أو رجلاً مسنّاً أو حتى الأطفال في حضاناتهم..
إنها مواجهة شاملة، وأصحاب الأرض أدرى بشعابها وممراتها التي توصلهم إلى حواري الأحياء الاستعمارية التي أقامها الصهاينة في القدس ونتانيا والعفولة، وإلى أي مكان، بينما هؤلاء القادمون من أصقاع الأرض ليمرحوا ويرتعوا في أرض الفلسطينيين يعتقدون أن دبابات شارون ستحميهم، ولذا فقد طاب لهم المقام واستعمروا الأرض وأذلُّوا السكان وراحوا ينعمون بخيرات الآخرين ويقطعون الليالي منغمسين في أحلام اللصوص والمجرمين الذين يخططون لاغتصاب المزيد من الأرض.
لكن ها هي الأرض التي أرادوا اغتصابها تبتلعهم بانفجارات متتالية ومذهلة حتى أن أحد الصهاينة وصف انفجار القدس الأخيربالانفجار النووي لشدته.لقد وعد شارون هؤلاء الأفاكين من شُذّاذ الآفاق ، الذين جابوا أنحاء الدنيا ليعتقدوا أنهم وجدوا ضالّتهم في أرض فلسطين بالسلام والأمن، لكنهم وجدوا أنهم لم يحصلوا لا على السلام ولا على الأمن، وبات عليهم أن يوجهوا جام غضبهم نحو شارون ليزيدوا من أزمته.


jazirah logo