* متابعة محمد العيدروس سعد العجيبان:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أن أي عمل خيري صالح سيسجل بالتقدير في قلوب المواطنين، وقبل ذلك هو عمل خير يرجى به مرضاة الله.
وعبّر سموه في كلمة ارتجلها خلال افتتاحه مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة مساء أمس، عن سعادته بهذا المشروع الخيري.
وقال.. باسم أهالي الرياض أشكر عائلة البابطين وكل فرد في هذا الوطن يقوم بعمل صالح
وبيّن سمو الأمير سلمان أن هذه الأمة أمة وفيّة تحب الوفاء والشيخ عبداللطيف البابطين وفي لوالده ووطنه وهذا الوفاء دفعه لبناء هذا المركز وتبرعه بكل ما يملك لهذا المركز الخيري.
وعبّر سمو الأمير سلمان عن سعادته بمشاركة أدباء ومثقفين في افتتاح هذا المركز في مدينة الرياض.
متمنياً للجميع التوفيق والسداد.
وكان سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز قد دشن مركز البابطين الخيري والتراث والثقافة، وتجول سموه في مرافق المركز وقاعاته المختلفة، ثم دشن موقع المركز على الإنترنت.
عقب ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً بالليزر وتقريراً مصوراً عن المركز.
عقب ذلك ألقى الشيخ عبداللطيف البابطين كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالأمير سلمان بن عبدالعزيز وضيوف المركز من داخل وخارج المملكة.
وقال قبل خمسة وخمسين عاما مضت بدأت قصة عشقي ومحبتي للكتاب، بعدما أكملت دراستي الابتدائية عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية ومنذ ذلك الحين أحببت قراءة دواوين شعر النبط ثم الشعر العربي وأيام العرب في الجاهلية والإسلام وعن سير الملوك والعظماء ممن سطر التاريخ أسماءهم، ثم عن تاريخ ملوك ورؤساء الجزيرة العربية؛ فأخذت أجمع شتات نوادر كتب التاريخ والتراث العربي ونفائس المخطوطات من معظم البلدان العربية ومن غيرها؛ فقصدت المكتبات في تلك البلاد واستطعت بحمد الله جمع ثروة تراثية كبيرة لا تقدر بثمن.
وأضاف أنها خمسة وخمسون عاماً مضت قضيت جُلَّها بالبحث والتنقيب عن كل ما هو نادر وفريد، جمعت خلالها ما يزيد على أربعمائة ألف كتاب من نوادر الكتب المطبوعة بصف الأحرف البارزة التي طُبعت بالمطابع القديمة قبل قرن ونصف القرن من الزمن كالميمنية والأميرية وبعدهما دار الكتب المصرية والمنيرية وغيرهما من المطابع العملاقة، كما يوجد هنا قسم وافر من كتب التاريخ والتراث المطبوعة بالمطابع الحجرية التي سبقت الطباعة الحديثة بثلاثة قرون، كما يتوفر في المركز الكتب العربية النادرة التي طُبعت في أوروبا باللغة العربية منذ القرن السادس عشر الميلادي، ومضى الشيخ البابطين يقول: أما المخطوطات فاستطعت بحمد الله جمع ما يزيد على أحد عشر ألف مخطوط في مختلف فنون العلوم، كعلوم القرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والجغرافيا والسير والطب والصيدلة والفروسية والصيد وغير ذلك من فنون العلوم في مختلف القرون، كالقرن السابع والسادس والخامس والرابع وحتى القرن الثالث، جمعت هذا العدد من بلاد الله الواسعة، بعد تعب ومعاناة شديدة.
وبعض هذه المخطوطات فريدة ونادرة وتكمن نُدرتها في أنها النسخة الوحيدة لهذا المؤلف في العالم حيث لا ثاني لها في الوجود خطّها لنفسه عالم مشهور وأودعها خزانته ولم يرد لها اسم في كتب الفهارس أو المعاجم.
وقد عثرت على بعض هذه النفائس من المخطوطات النادرة عند أناس كدسوها في أرفف مهجورة عفا عليها الزمن، وتقادمت عليها العهود، فشتتتها وبعثرتها، وبإرادة الله حصلت عليها وفككت أسارها ونفضت غبار الدهر عنها، فرممتها وأودعتها هذا المركز، وهي متاحة للاستفادة منها.
وأما المصاحف الشريفة، فيتوفر منها الآن في المركز ما يزيد على مائة وخمسين مصحفاً، مختلفة الأحجام والأشكال والخطوط فمنها العباسي والأندلسي والسلجوقي والسمرقندي والمغولي وكذلك الصيني الذي واكب جميع القرون بعد ظهور الإسلام؛ إن بعض هذه المصاحف مزخرف بالذهب، وموشى بالنمنمات العربية بألوانها العربية الزاهية، خطها علماء ملوك وسلاطين وخطاطون مشهورون.
وأما الدوريات، فيتوفر منها في المركز حوالي ألف وخمسمائة دورية بين صحف ومجلات، بعضها نادر الوجود، صدر منذ قرنين يمثل بعضها الوقائع والحوادث التي جرت في تلك الحقبة من الزمن وتعتبر تاريخاً مهماً ومرجعاً يُلجأ إليه إضافة إلى ما ذكرته فإن المركز يحتفظ بمجموعة فريدة ونادرة من المسكوكات والعملات القديمة الذهبية منها والفضية والبرونزية تمثل أقدم عصور التاريخ، منذ ظهور العملات في غابر الزمن ومن المسكوكات الإسلامية أيضاً، كالأموية والعباسية والأندلسية والفاطمية إلى عصرنا الحاضر، فإن المركز يحتفظ بقسم كبير منها، سوف تُفهرس هذه العملات وتكون في متناول الباحثين.
وعندئذ بدأت فكرة إنشاء هذا المركز، بعد صدور موافقة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وتزكيته.
ثم ألقى معالي وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد، كلمة أكد فيها أن موقف وزارة المعارف من هذا المركز منذ أن كان فكرة ودعمها لتأسيسه وإنشائه ومواصلة متابعتها لتنفيذه، واجب نستشعره بحكم مسؤوليتنا تجاه ثقافة أمتنا المجيدة، وحرص الوزارة على أن يكون المركز في دائرة اهتمام وزارة المعارف: رعاية ودعماً وتذليلاً لأي عقبة لا قدر الله قد تحول دون تحقيقه لأهدافه النبيلة.
ودعا معاليه القادرين من أبناء هذا البلد المعطاء، إلى أن يسيروا على هذه السنة الحسنة: فيما ينفع الصالح العام.
وأكد د. الرشيد أن وزارة المعارف تبذل قصارى جهدها لجعل مكتباتنا العامة التي تبلغ ثمانين مكتبة منتشرة في أنحاء المملكة حدائق جذابة شاملة لكل أوعية المعرفة، وهذا المركز الذي جادت به أسرة البابطين هو بمثابة إضافة متميزة لهذه المكتبات.
وحضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز ووزير المعارف الدكتور محمد الرشيد ووزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي النملة، وأعداد كبيرة من المثقفين والكتاب الذين دعاهم المركز من داخل وخارج المملكة.
|