Monday 11th March,200210756العددالأثنين 27 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نجمة جديدة في سماء الرياضنجمة جديدة في سماء الرياض
د.عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون

الحمدلله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم وأصلي وأسلم على سيدي رسول الله القائل: «الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة» وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين. وبعد..
تبدلت انماط الحياة خلال العقود الماضية وبشكل متسارع مع تفتق ذهن البشرية على علوم وتقنيات وتطبيقات يكاد يعجز المرء عن مواكبتها، ويصبح جديده بعد برهة قديما.
لقد أصبح العلم الحديث هو الفيصل في تمييز الشعوب والأمم إن تقدماً أو تقهقراً وغدت المعلومة، أياً كانت، هي السلاح وهي المتراس.
إن أمتنا الإسلامية تواجه اليوم أعتى صنوف التحديات، وإن كانت الآلة العسكرية هي أكثرها وضوحاً وقهراً إلا أن ماهو أشد منها فتكاً الهجمة الإعلامية للتشكيك في مبادئ وتراث امتنا، ان هذه الهجمة بكل سبلها المكتوبة والمسموعة والمرئية تسعى لهدم مبادئ الأمة للنيل منها في اقوى مرتكزاتها.
ورغم حلكة الظلمة التي تعيشها امتنا وتكالب اساطين الشر من مختلف الفجاج والنحل وبشتى الحجج واللجج، إلا أننا على ثقة بأن امتنا وكما صمدت عبر تاريخها المجيد ستصمد وستسخر معاول الهدم هذه الى ادوات للثبات والانتصار والازدهار اولاً لخدمة ابنائها وثانياً للأخذ بيد الانسانية جمعاء الى طرق الهداية.
لم لا! وهي الأمة التي تستمد قوتها من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم للأخذ بأسباب العلم وترجمته الى عمل، إن أمة تعتمد في أولويات مبادئها على الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ومنطلقة الى تلك الحقيقة عن طريق من أسمى السبل وهي التفكر والتدبر والعلم، «اقرأ» و«اعلم» للوصول الى أعلى مراتب العلم وغاية اهداف التفكير واسماها وهي معرفة خالق هذا الكون والإيمان به، إن هذه أمة جعلت من اساسياتها قرن العلم بالعمل «اعملوا»، وإنه لحري بها أن تتولى زمام قيادة جحافل الشعوب نحو الرقي فكرياً وعملياً، إن أمة جعلت من النفس محاسباً ذاتياً لا مكان لمخلوق آخر بينها وبين خالقها ستفوز بالسعادة في الدارين.
إن المبهر من اكتشافات العلم في كل مناحيه، إن كانت في انفسنا كبشر أو في كوكبنا الأرض أو حتى خارج هذا الكوكب من معلومات ماهي إلا شواهد على قدرة الخالق جل شأنه وما هي إلا دلائل يسوقها العلم الحديث لتعزيز ايماننا بعقيدتنا ويقوي تمسكنا بها ويدفعنا لمزيد من العمل.
إننا وفي خضم هذا البحر المتلاطم بصنوف التحديات نلمح بين الفينة والفينة هنا وهناك قوارب نجاة صممت لتواجه تلك التحديات وبأساليبها وتبني قلاع حماية ودفاع ولتتحول الى منطلقات لنشر الخير العميم، فبارك الله في جهود الخيرين من ابناء أمة الإسلام الذين جعلوا من عمل الخير هاجساً وحولوا ذلك عملاً وعطاءً وبذلك كانوا قدوة وهداة لما فيه خير الاسلام والمسلمين وامتداداً لذكرهم وفي هذا لهم عمر ثانٍ وأجر جار بإذن الله.
إننا وبمناسبة افتتاح مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة لايسعنا إلا ان نبارك للشيخ عبداللطيف بن سعود البابطين على هديته لأمته، إن ماقدمه الشيخ عبداللطيف من صرح تراثي ثقافي اسسه على نفقته ارضاً وبناءً وتجهيزاً وتأثيثاً وزوده بمئات الألوف من المخطوطات والكتب والدوريات لهو مضرب مثل في البذل والعطاء لخدمة أمة كريمة.
إننا نتطلع لقيام المركز بدوره لخدمة الأمة وليكون نبراساً نيراً في طريق الثقافة العربية وليخدم تراثنا الاسلامي ويلبي حاجة العلماء ويفتح مجالاً امام الباحثين لتحقيق مايصبون اليه من تحقيق لهذا التراث الثمين ونشره.
إن هذا المركز والمراكز الثقافية المماثلة كمركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الاسلامية ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومركز الملك فهد الثقافي ودارة الملك عبدالعزيز ومكتبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومكتبة جامعة الملك سعود ومهرجان الجنادرية والموسوعة العربية العالمية وغيرها من مصادر العلم والثقافة تجعل من الرياض مصدر اشعاع علمي وقبلة للباحثين.
وفي هذا المقام اتوجه الى اهل الاختصاص في مجالات التراث والثقافة لدعم هذا المركز الفتي وجميع مراكزنا العلمية والثقافية بالمشورة والخبرة، وأتوجه الى المسؤولين الرسميين بطلب تذليل جميع العقبات التي تقف امام مراكز الاشعاع هذه وتسهيل الطرق لفاعلي الخير من ابناء هذه الأمة الكريمة للبذل والعطاء.
ومع إطلالة هذا العام الهجري الجديد نتضرع الى المولى عز وجل ان يجعله عاماً مباركاً على المسلمين في جميع أصقاع الأرض ونسأله سبحانه وتعالى أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا وأن يفرج كربة المسلمين وينصر المجاهدين لإعلاء كلمة الإسلام في كل مكان.
هذا والله أعلم وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.comعناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved