Monday 11th March,200210756العددالأثنين 27 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجلمستعجل
الصاعقة التي ملأت المسجد
عبدالرحمن السماري

** في العام الماضي.. صاعقة واحدة دوَّت قبيل الفجر.. كانت كافية لملء المساجد بالمصلين الذين يؤدون صلاة الفجر.. وقد كان أكثرهم.. بل السواد الأعظم منهم.. في فراشه.. في مثل هذا الوقت.. وهو وقت الصلاة.
** نعم.. صعقة واحدة.. كانت مدتها أقل من عشر الثانية.. كانت كافية لإيقاظ هؤلاء مذعورين لصلاة الفجر.. في وقت كانوا يغطون في سبات نوم عميق في وقت صلاة الفجر كل يوم..
** في العام الماضي.. وعندما امتلأت المساجد لصلاة الفجر في «يوم الصَّعقة» قلنا.. لعلهم يستمرون ولعلنا نشاهدهم كل يوم.. ولعل هذه الصاعقة نذير لهؤلاء.. ولكن في اليوم التالي.. رجعت حليمة لعادتها القديمة.. وعاد العدد كما هو في السابق.. ونام المصلون ولم يكتمل حتى الصف الأول.. وقلنا.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم أيقظ ضمائر هؤلاء الذين يحتاجون إلى صاعقة كل يوم قبيل صلاة الفجر حتى يصلوا الفجر.
** أما فجر السبت الماضي.. فقد جاء بدل الصاعقة ثلاث أو أربع.. وكانت مصحوبة برياح شديدة للغاية.. لها صوت عال.. وقد كانت كافية لمغادرة الكثير من البشر لسرير النوم..
** وعند الفجر.. امتلأ الصفان الأول والثاني قبل الأذان بدقائق.. وعندما أقيمت الصلاة كانت الصفوف الاربعة مليئة.. في وقت كان المسجد لا يشهد سوى نصف صف عند صلاة الفجر..
** لقد كان المصلون لصلاة الفجر يوم السبت الماضي «يوم الصَّعقة الثانية» أكثر من المصلين لصلاة العصر والمغرب والعشاء..
** لقد تذكرنا رمضان الكريم وتذكرت صلاة المغرب في رمضان.. المسجد مليء.. والصفوف عامرة.. وعندما قال الإمام «ولا الضالين» لجَّ المسجد بقوة.. آمين..
** لقد جاء هؤلاء مذعورين من الصواعق ومن شدة الرياح.. ونحن نقول.. نحمد الله.. أن وهب هؤلاء عقولاً وإيمانا.. يدركون.. أنه لا ملجأ من الله إلا إليه.. وأنه في ساعة الشدة.. وساعة الابتلاء.. يجب الرجوع الى الله وحده والتضرع له وحده.. فهو مفرج الكرب.. كاشف الضر «اللهم اجعل لنا من كل همٍّ فرجا.. ومن كل ضيق مخرجاً».
** امتلأ المسجد يوم السبت الماضي أضعاف أضعاف ما كنا نشهده في صلاة المغرب والعشاء والعصر.. ومثل ما كنا نشهده في صلاة المغرب في رمضان أو أكثر.. بسبب دوي الصاعقة وشدة الرياح ولكن.. ألا يدرك.. هؤلاء أن هناك يوم قيامة.. وأن له أهوالاً.. وأن هناك يوماً «سيغرغرون» فيه.. وسيواجهون أشد مما واجهوه بسبب صاعقة بسيطة كانت فوق الرياض أو حوله؟!
** هل يحتاج هؤلاء.. إلى صاعقة كل يوم حتى يصلوا الفجر؟!
** في يوم السبت الماضي.. حتى المدارس والدوائر.. لم تشهد ذلك اليوم أي تأخير على الإطلاق لأن الجميع كان جاهزاً من الصباح الباكر.. وكان الجميع مذعوراً.. ولا حديث صباح ذلك اليوم.. سوى الصواعق والرياح..
** إنني أكاد أجزم.. أن الذين صلوا صلاة الفجر في ذلك اليوم فقط.. كانوا مذعورين خائفين أكثر من الذين كانوا يصلون الفجر كل يوم مع الجماعة.. وأن من كان يصلي الفجر كل يوم مع الجماعة.. كان أكثر طمأنينة وهدوءاً.. وأكثر يقينا من ذلك الذي جاء ذلك اليوم فقط.. مذعوراً خائفاً.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.comعناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved