<< أنا مع إقامة المؤسسات، من أجل خدمة الحاج الذي في داخل البلاد، بسبل منظمة راقية، لكي نبعد عن الفوضى، التي تنتج من أن كل فرد وكل أسرة تريد الحج، فإنها تنطلق من حيث تقيم، نحو أم القرى ثم المشاعر، بخيامها وزادها، وتحج على النحو الذي تختار.. وحدثت من هذه الممارسات العشوائية حرائق ، نتج عنها أذى وخسائر في الأموال وبعض الأرواح، لأن تلك الممارسات ليست محكومة بتنظيم، ولا بوعي يحكم التصرفات المختلفة، التي أفضت وتفضي إلى الأضرار ونتائج غير محمودة.. لذلك جنحت الحكومة الى ما يسمى التنظيم، وتركيز المسؤولية على عوائق المؤسسات، التي قامت لتخدم حجاج الداخل، وتصبح مسؤولة عن هذا القطاع العريض، الذي ربما بلغ اربعمائة ألف في هذا العام، وهرب من هذا التنظيم، ما يوازي العدد نفسه.!.
<< إننا ونحن ندعو الى التنظيم، دعونا نبحث جانبا أزعم أنه مهم، في قضية الحج الداخلي ، وهو التكاليف ، وزارة الحج طرحت مشروع المؤسسات للحج الداخلي، ولا اعتراض على ذلك البتة.. لكن، هل راجعت وزارة الحج وحسبت وقننت التكاليف .؟ وهل هي راضية بالأرقام المعلنة أو غير المعلنة؟ لست أعني مستوى السبع أو العشر نجوم، قياسا على الفنادق الراقية، والمستشفيات التي في البلاد، التي لا يستطيع ذو الدخل المتوسط أن يقرب منها، وإنما هي «للهاي»، والذي لاقدرة له، فالله وحده يتولاه.!.
<< أريد أن أسأل وزارة الحج، فلعلها أدرى، هل التكاليف التي تطلبها وحددتها تلك المؤسسات معقولة ؟ وهل هي في قدرة راغب الحج؟. ولست أنظر إلى فرد يسعى الى الحج، وإنما أمر أسرة وأسر، يزيد عددها أو ينقص، الأمر ميسور؟ أم سنسمع مقولة: إن الحج على من استطاع.!.
<< أكبر الظن، ان تكاليف الفرد لاتقل عن ألفين وخمسمائة ريال، وهو مقياس المتوسط في التكاليف، وما دون ذلك، فإن الخدمات والغذاء يهبط مستواهما.!.
<< أنا لا أطالب، أن تعمل مؤسسات الطوافة مجاناً ، أو تنفق على قاصد الحج، لكن لا أريد أن يكون التنظيم تعجيزياً.!
وما دامت الحكومة قد فرضت على الناس نظاماً، وتريد أن يتقيدوا به، فينبغي ألا تكون التكاليف مرهقة لراغب الحج، حتى لا يسعى إلى التحايل والتهرب من التعليمات.!.
<< المؤسسة التي يرتبط بها أفراد أو أسر، بتكاليف محددة، وخدمات وتغذية، وسكن محددين، فماذا لو اخلت مؤسسة ما بشروطها، فماذا يصنع قاصد الحج،
وهو قد أمر ألا جدال في الحج ، وهل إذا اشتكى بعد ذلك يسمع له؟.
<< وأسأل وزارة الحج، عن حماية الحاج من الداخل، وهل عندها شرائح للتكاليف؟ ثم هل هي تراقب وتحاسب، وتعاقب غير الملتزم بشروطه؟ ولقد وددت أن أحج مع مؤسسة ما، لأرى ماهو كائن، وربما أحاول يوماً ما، إذا كان في العمر بقية.
<< أعود الى القول، إن التكاليف عالية ، حتى في حدها الأدنى، وبودي أن أسمع رأي وزارة الحج في ذلك، بعد انتهاء زحمة الحج.. فالإنسان كم يأكل خلال أربعة أيام؟ وكم إيجار سكنه؟ وكم تكاليف نقله؟
وكم أجور العاملين على خدمته ومن معه ومن حوله.!.
|