Monday 11th March,200210756العددالأثنين 27 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شؤون عماليةشؤون عمالية
سَم، ، طال عمرك نعم، ، الله يحييك
عبدالله صالح الحمود

يقال إن التعامل مع الآخر يتطلب شيئاً من فن الكلام، سواء إذا ما أردت تسويق سلعة ما، أو الحصول على خدمة يتطلب النيل منها الى رضا وموافقة مقدمها، وفي كل هذه الحالات يتطلب الأمر منك أن تكون كلماتك دبلوماسية في طرحها، بعيدة عن الكلام الحاد أو الإلحاح غير الموزون، والشاهد في هذا أنه عندما يقال إن فلاناً دبلوماسيٌ لا يعني بالضرورة أنه يعمل في السلك الدبلوماسي المتعلق بالعلاقات الدولية فحسب، وإنما تجده يتحدث بأريحية ويطرح العبارات ذات النغمات المحببة لنفوس الآخرين، لينال منهم مبتغاه، ولهذا من كان يحمل سمو العبارات ذات الأبعاد الكريمة والرزينة فهو في الغالب من يكسب حب الآخرين تعاوناً ومعاشرة،
ونحن في هذه البلاد شأننا شأن أي مجتمع آخر، له خصوصياته في طرح بعض العبارات التي تعارف المجتمع عليها، بل أصبح البعض من هذه العبارات عند متلقيها توحي إليه باحترام وتقدير قائلها له، ومن هذه العبارات التي اعتاد عليها المجتمع السعودي وهي لاشك أنها عبارات توحي كما قلنا بالاحترام والتقدير لدى قائلها تجاه المعني بها كمثل «سَم طال عمرك، نعم الله يحييك، مالك إلا الي يرضيك، أنت تفصل وحنا نلبس، إلى العديد من العبارات الأخرى» ومن هذا المنطلق اكتسب العديد من العمالة الوافدة من خلال اختلاطهم بالمجتمع السعودي ثقافات متعددة ولعل منها وهو الأهم هو كيفية وطريقة وأسلوب التخاطب مع مجتمعنا، سواء اختيار العبارات المحببة للنفس او العادات والتقاليد التي تراعى من جانب هذه العمالة كي تكسب ود ومحبة المجتمع، وهذا في حد ذاته يعتبر ذكاء، لاشك أن في توظيفه يأتي بالمردود الايجابي لصاحبه، الذي غالباً إذا لم يعد إليه بالفائدة المادية، فلن يعود عليه بأي خسارة لأنه في النهاية يكفيه اكتسابه الى شيء جديد يضاف الى مهاراته التي اكتسبها في حياته العلمية والعملية،
والمقصود من طرح هذه القراءة التحليلية هو أنه في الآونة الاخيرة اصبحت معظم العمالة الوافدة، بالذات التي تقوم بأعمال التسويق والبيع داخل المنشآت التجارية، تخاطب زبائنها من أفراد المجتمع السعودي، بتلك العبارات المذكورة، مما يوحي للمتلقي ان هذا المسوق او ذاك البائع عندما يشرح عن البضاعة أو الخدمة المزمع تقديمها، كأنه يدرك أو يعرف بالضبط احتياج هذا المستهلك المواطن، كما وأنه يخاطب ابن جلدته، وهذا كما قلنا نوع من أنواع فن الكلام، الذي يتسلح به المرء لينال مطلبه من الآخر، وهذا يقودنا الى الاتهام القائم لدى بعض المواطنين تجاه بعض طالبي العمل او من هم على رأس العمل من المواطنين، من أنهم لا يمتلكون فن التسويق او البيع، فقد يكون البعض من هذا الاتهام في محله، ولكن مانود قوله، هل هذه المشكلة ان اعتبرت مشكلة، هي مشكلة الداخلين الى سوق العمل، ام مشكلة القائمين على مؤسسات التعليم والتدريب سواء الحكومية منها أو الأهلية، التي وعلى مايبدو أن التدريب فيها قائم على أسلوب التلقين التعليمي والتدريبي التقليديين، دون إدخال مناهج حديثة تختص بتعاليم وطرق وأساليب فن التسويق والبيع بل والمخاطبة أيضاً، وحتى لا يستمر البساط كما يقال انه مسحوب من تحت أقدام ابناء المجتمع، من لدن العمالة الوافدة التي وجدت أرضا خصبة، سهل عليها اغتنامها حتى وصل بها الأمر الى تقليد اللهجة السعودية وانتقاء وإلقاء العبارات ذات النغمات المحببة للنفوس،
ولهذا فإن المقترح على أي جهة معنية بالتعليم والتدريب، ألا تعتبر مخرجاتها التعليمية أو التدريبية التقليدية، هي المنطلق الوحيد للنيل من كوادر مؤهلة للدخول في سوق العمل، فموضوع إحداث ما يسمى بتأهيل الفرد نفسياً واجتماعياً أمر واجب الإتيان به، لأن من خلال هذين العاملين تتحقق مخرجات تعينه على الشروع في سوق العمل بكل ثقة واقتدار، ومن المفترض ان تضاف مثل هذه البرامج التأهيلية في كافة مؤسسات التعليم «العام والعالي» حيث لن تتحقق لنا فائدة مرجوة إذا جعلنا تحقيق هذه المطالب في مراكز التدريب فحسب، والتي تلقن الفرد وهو في ريعان شبابه، لأن التدريب والتأهيل في الصغر لمثل هذه المتطلبات أجدى في هذا الوقت المبكر،

* الباحث في الشؤون العمالية
للتواصل: فاكس 014560386
الرياض 11443 ص، ب 10668

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.comعناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved