Monday 11th March,200210756العددالأثنين 27 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أمريكا والسعودية: حملة إعلامية أم مواجهة سياسية؟!أمريكا والسعودية: حملة إعلامية أم مواجهة سياسية؟!
تأليف غازي عبدالرحمن القصيبي، 2002م ، 134 صفحة

يقول القصيبي في معرض حديثه عن الحملة الإعلامية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة العربية السعودية، بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر ان من الممكن القول انه وباستثناء مصر أيام قناة السويس، والعراق أيام احتلال الكويت، لم تتعرض أي دولة في العالم لهجوم عنيف مركز من الإعلام الأمريكي والغربي يماثل الهجوم الذي تعرضت له المملكة خلال الشهور الماضية، هذا وإن تحليل هذه الحملة يحتاج الى مجلدات في بعض الأيام كان هناك أكثر من عشر مقالات تهاجم المملكة موزعة على العواصم الغربية بل إن تحليل نماذج منها يحتاج إلى مجلد أو أكثر، وقد اكتفى القصيبي باستعراض اهم ما تضمنه الهجوم:
«التهم الموجهة الى المملكة» والتي انتهى بعد استعراضها الى القول، بأنه من الواضح، أن الأجهزة الاستخبارية الامريكية هي التي تقف وراء الحملة، وهناك أكثر من سبب قوي يدفعها الى ان تقف هذا الموقف، من ناحية، تنفيذ التفجيرات في الحادي عشر من سبتمبر، بهذا القدر الكبير من الفعالية يدل على فشل الأجهزة الاستخبارية الامريكية الذريع وإهمال القاتل «لو حصل شيء مماثل في اليابان لاستقلال رؤساء الأجهزة.. او انتحروا»، وكان من الطبيعي ان تبحث الأجهزة الأمريكية عن كبش فداء تحمله المسؤولية الكاملة وتحمي نفسها من تبعات الفشل وكانت المملكة كبش الفداء المثالي:
كثير من المتورطين سعوديون، العقل المخطط سعودي، التمويل جاء من المملكة إذاً.. فلولا المملكة لما كانت هذه التفجيرات..!!.
هذه النزعة إلى تعليق التبعية في عنق المملكة هي التي دفعت الأجهزة الأمريكية إلى إعلان قوائم المسافرين فور العثور عليها، مع أنه يستحيل عملياً على قارئها أن يتبين الخاطف من المخطوف!. وهذه النزعة هي التي دفعت تلك الأجهزة بعد ساعات قلائل من التفجيرات إلى أن تعلن عن أن أسامة بن لادن هو المشتبه الرئيسي دون أن تقدم دليلاً واحداً مقنعاً، أو غير مقنع!.
من ناحية ثانية، تحمل الأجهزة الاستخبارية الأمريكية مشاعر سلبية جداً نحو المملكة، لأنها لاتلقي فيها الترحاب الذي تلقاه في الدول الصديقة، حتى عندما وقعت تفجيرات في الخبر وفي منطقة العليا بالرياض، وسقط ضحايا من المواطنين الأمريكيين، لم تسمح حكومة المملكة للفريق الأمني الأمريكي باستجواب المتهمين، فضلاً عن تسليمه الملف بأكمله كما تفعل الدول الصديقة وهذه الحملة الاستخباراتية سرعان ما وجدت صدى في الكونجرس، وصدرت تصريحات عديدة تحمل النغمة نفسها.! ونجحت الأجهزة في إقناع مراكز القرار الرئيسية في واشنطن بوجهة نظرها.
بهذا يمضي الدكتور القصيبي في تحليلاته البالغة الأهمية، وباستقراءاته العميقة لواقع السياسة الأمريكية في ظل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعياتها لوضع النقاط على الحروف للهجمة الإعلامية التي تشنها السياسة الامريكية على المملكة السعودية من خلال إعلامها المسيس.
وصفحات هذا الكتاب تمثل محاولة لفهم تلك الحملة، ولبحث العلاقة التي يراها المؤلف علاقة عضوية بين الإعلام والنظام السياسي، وتبسيطاً للأمور فقد عمد القصيبي في استقراءاته هذه لاستعمال «الصحافة» و«الإعلام» ككلمتين مترادفتين، وقصر حديثه على الإعلام السياسي دون غيره من وجوه الإعلام.
المصدر: www.neelwafurat.com

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.comعناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved