توعدت حكومة السفاح اليهودي أرييل شارون بتصعيد جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، ونفذت وعيدها في مجازر وحشية، جعلت محطات التلفزيون تنبه مشاهديها قبل عرض الصور أنها تحتوي على مشاهد لا تطاق مشاهدتها، لقد كانت مشاهد يلين لها الصخر: أمهات مع أطفالهن، هشمت أعضاؤهم تهشيماً لا يتصور لولا أن المصورين التقطوها بين أنقاض المباني وحطام السيارات.
ومما زاد من وحشية جزار صبرا وشاتيلا في هذه المرة انها حصدت عوائل كاملة، كعائلة المجاهد حسين أبو كويك المكونة من زوجته الشهيدة بشرى أبو كويك (32) سنة وأولادها محمد (10) سنوات وعزيزة (16) سنة وبراء (14) سنة، حصدتهم قذيفة شارون، وهم في سياراتهم ومزقتهم وكان منظر انتشال أوصالهم منظراً مرعباً وقد وصل الأمر بجنود الاحتلال والغدر انهم كانوا يطلقون قذائفهم على أي جسم متحرك في مخيمات اللاجئين.
لقد وصلت حرب الابادة حد الهستيريا حيث فقد هؤلاء اليهود صوابهم بعد أن عجزوا على مدى سنتين عن الانتصار على انتفاضة شعب مظلوم، لا يوجد لديه أي تسليح سوى الارادة القوية، والروح المعنوية، وحب الشهادة، وتلك أمور لا يملكها بنو صهيون، ولا من يقف خلفهم ممن يعد جرائمهم دفاعاً عن النفس.
يقول وزير العدل اليهودي مائير شتريث: «سنجعل الفلسطينيين يتوسلون وقف اطلاق النار» وسيثبت الزمن ان الذي سيتوسل وقف اطلاق النار هو من عجز كل العجز عن الصمود أمام بطولات من حمل روحه على كفه ومضى مواجهاً أفتك الاسلحة، وأعتى قوى الظلم، وأقسى البشر قلوباً، يردد «فعلاً لا قولاً» ما قاله شاعرهم الشهيد يوم أن كان القتال مواجهة لا مخاتلة وغدراً وتدميراً، وقد قال ففعل ومضى شهيداً، ويجسِّد اليوم خلفه قوله بأكثر مما تصوَّر، ففاضت أرواحهم وغاظت شارون ومن ينافح على جرائمه مدعياً أنها دفاع عن النفس.
سأحمل روحي على راحتي وأمضي بها لمهاوي الردى فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا |
لتشن اسرائيل حرب الابادة، ولتجرب كل أسلحة الفتك، وكل طرق الغدر، ولكنها لا تستطيع ان تمنع «وفاء ادريس» أو «روان ابو عيشة» واخوانهما واخواتهما من أن يحملوا أرواحهم على أكفهم ليفجروا عدوهم طلباً للشهادة،ووصولاً الى جنة الخلد.
لا يستطيع شارون ولا من جنَّده أن يفعل مثلهم لأنهم أحرص الناس على حياة، وقد وجد نفسه بين موقفين أحلاهما مر: إما جندي جبان يقتل بالرغم من هلعه وغدره وإما آخر يفر هارباً خارج اسرائيل ولا يعود (خلال سنة خرج مليون يهودي من اسرائيل ولم يعودوا» وعند ذلك سوف يتوسل وقف اطلاق النار غير المتكافئ بينه وبين شعب فلسطين، لأنه يبدو أن مصطلح التوسل هو أحد مصطلحات السياسة بعد الهرولة.
للتواصل ص. ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691 |