Monday 11th March,200210756العددالأثنين 27 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء على التعليم المفتوحأضواء على التعليم المفتوح
د. خليل إبراهيم السعادات

ذكرت في مقال سابق أن الهدف من استعراض تجارب الدول العربية في مجال التعليم المفتوح هو التعرف على مدى الاستفادة من هذا النوع من التعليم ومعرفة مدى نجاح التعليم عن بعد في المجتمعات العربية التي طبقته والفوائد التي يقدمها للفرد والمجتمع. فالتعليم عن بعد يساهم في تثبيت مفهوم التربية المستمرة وفي تعليم المرأة والفئات الخاصة واعادة تدريب وتأهيل وتنمية مهارة الأفراد العاملين في المجالات المهنية المختلفة والتغلب على العوائق الجغرافية التي قد لا تساعد الكثيرين على الالتحاق بالتعليم الجامعي. ونستعرض اليوم تجارب عربية أخرى ومنها التجربة التونسية التي تتمثل في معهد التكوين عن بعد الذي ينتسب اليه المدرسون العاملون في التعليم الابتدائي والثانوي، ويلتحق بالمعهد كل سنة ما يقرب من 2000 طالب يدرسون الآداب العربية والتربية واللغة الفرنسية والتاريخ والجغرافيا والرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية وعلوم التقنية. وقد التحق بالمعهد في السنوات الماضية 12000 طالب تخرج منهم أكثر من 1112 طالباً ونظام الدراسة في المعهد يمنح الدارسين درجة البكالوريوس في الآداب والعلوم ويتطلب ذلك دراسة 40 وحدة علمية موزعة على 8 فترات دراسية وتعتمد الدراسة على الدروس المكتوبة والأشرطة ويتم تجميع المنتسبين حسب التخصصات لمدة أسبوع واحد في كل فترة وتجرى الامتحانات في خمسة مراكز موزعة داخل البلاد لكي يتمكن الطلبة من أداء امتحاناتهم دون الذهاب الى العاصمة. وقام المعهد بتجهيز مختبر متعدد التخصصات ويتضمن الوسائل السمعية والبصرية والاعلامية المتطورة والحاسوب ويستخدم المختبر من قبل الطلاب في فترات التجميع وتشير نتائج الطلاب الى أن نسبة نجاحهم بلغت 50% وهذه النسبة تقترب من نتائج نظرائهم في الجامعات المفتوحة الأخرى. ونتعرض لتجربة أخرى في التعليم عن بعد من واقع الدراسات المقدمة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ففي الجزائر توجد جامعة التكوين المتواصل والمركز القومي للتعليم العام فمن أول المراكز التي اهتمت بتعميم التعليم في الجزائر هو المركز القومي للتعليم العام الذي اعتمد التعليم بالمراسلة والتلفزيون والراديو كأهم الأساليب في توصيل التعليم لفئات عديدة حرمت من التعليم خلال فترة الاستعمار. ولقد أسهم المركز اسهاماً كبيراً في تنشيط التعليم ومساعدة المتعلمين للوصول الى مستوى الشهادة الثانوية العامة ويهدف المركز لتقديم دروس لمقررات عن طريق المراسلة مع معينات سمعية بصرية للذين لا يستطيعون تتبع الدروس في مؤسسة مدرسية أو جامعية وتقديم الدروس بالعربية حتى يتقدم التعريب بسرعة وتقديم كل تعليم نوعي تكميلي كجزء من الارتقاء الاجتماعي. وبالاضافة الى الدور الأساسي للمركز في تقديم التعليم الأكاديمي للمتعلمين في مستويات المدرسة الابتدائية والثانوية يقوم المركز بتقديم نوع من التعليم الفني الذي يؤهل المتعلمين للحصول على شهادة التأهيل المهني في مجالات المحاسبة والاقتصاد والقانون. وبشكل عام يسهم المركز القومي للتعليم العام بشكل فعال بفضل مجال تدخله الواسع في تنمية الموارد البشرية. أما جامعة التكوين المتواصل فأنشئت عام 1989م لحل مشكلة استيعاب الطلبة الراسبين في الثانوية العامة والعمل على تأهيل الشباب والعمال وتنمية مهارات العمل لديهم لاستيعابهم في المجتمع. ولقد اهتمت الجامعة منذ البداية بتوفير تخصصات مهمة وتسهيل عملية قبول الطلبة في الجامعة للحصول على شهادات عليا بعد أربع سنوات من الدراسة للحاصلين على الثانوية العامة وتوفير دروس خاصة للذين لم يحصلوا على الثانوية العامة لتحسين مستواهم للدخول للجامعة. وتقدم دروس الجامعة بعد الخامسة مساء ويتم التعاون مع أساتذة الجامعات التقليدية في التدريس وقد بلغ عدد طلبة الجامعة 3000 طالب عام 1995م. وتعتمد الجامعة بشكل خاص على المواد المطبوعة والبرامج التلفزيونية والاذاعة واللقاءات الدورية في مراكز الجامعة كوسائل تعليمية لنقل التعليم للطلبة. وتعكس هذه التجربة اهتماماً بالتعليم عن بعد في الجزائر واعتماده كأحد الحلول المقترحة لمشكلة حرمان العديد من المتعلمين من مواصلة التعليم والتدريب المهني.. وعلى رب العالمين الاتكال.

*كلية التربية جامعة الملك سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.comعناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved