المدارس الأهلية لا للسعودة
فهد الحوشاني

تظل المدارس الأهلية تشبه الضمان الاجتماعي للكثير من اخواننا المتعاقدين فهذه المدارس الربحية والتي تقدم بلاشك خدمات تعليمية كبيرة وتساهم في نهضتنا التعليمية والتنموية مازالت لا ترحب كثيراً بالعنصر الوطني وتفضل عليه غيره معلنة ذلك على رؤوس الاشهاد، فهذه المدارس التي تحظى برعاية ودعم وزارة المعارف تحتاج إلى وضع تنظيمات جديدة لها بحيث يمكن لها أن تستوعب بعض الطاقات الوطنية بحكم انها مازالت موطئاً خصباً لغير السعوديين في وقت تتجه كل خطط الدولة الى السعودة.. ومن المهم ايضا مشاركة تلك المدارس باستيعاب اعداد كبيرة من المتخرجين الجامعيين من الشباب السعودي الذي لا يمكن له أن يتوفر له بشكل تام وظائف حكومية لذا فهم يتوزعون على مؤسسات القطاع الخاص الا أن أهمية استيعاب المزيد من خريجي الجامعات لا تقتصر على هدف استيعابهم وايجاد وظائف لهم في تلك المدارس فحسب بل إن الأهمية تتعدى إلى كون هذه المؤسسات الربحية يدور نشاطها في فلك أهم وأخطر ما يمكن أن تقدم الدولة لابنائها فالتعليم هو الواجهة الحقيقية لاي بلد وهو المحصن الأول لابنائها من كل ما يمكن أن يواجهونه في حياتهم وأهم عناصر التعليم هو العنصر البشري«المعلم» لذا فان المعلم غير السعودي في المدارس الأهلية يجب أن يقتصر على بعض المواد التي لا يتوفر لها المعلم الوطني في مواد غير المواد الدينية والعربية أو التاريخ الذي يتضمن الحديث عن وطنه ومنجزاته وقادته فهذه مواد أحرى بأن يدرسها مدرسون سعوديون وليس غيرهم.. ومن اجل ألا نحمل تلك المدارس فوق طاقتها وتتقلص ارباحها السنوية، فإنني اقترح أن تشترط وزارة المعارف على أي مدرسة أهلية تريد أن تقدم هذه الخدمة الوطنية وهي المشاركة في تعليم ابنائنا واستيعاب اعداد قد لا تستطيع المدارس الحكومية أن تستوعبها في الوقت الحاضر أن تقوم تلك المدارس بتعيين نصف معلميها من السعوديين حسب كادر وزارة المعارف على أن تدفع الوزارة نصف الراتب لاولئك المعلمين وتدفع المدارس النصف الباقي.. وبهذا تكون وزارة المعارف قد اطمأنت إلى أن اولادنا سيتعلمون من معلمين سعوديين، على الاقل في المواد الاساسية. بالاضافة إلى ان ذلك الاجراء سوف يعمد إلى استيعاب اعداد كبيرة من المعلمين الخريجين.. ويخفف الضغط على المدارس الحكومية لان تلك المدارس الأهلية سوف يقترب مستوى خدماتها التعليمية من مستوى المدارس الحكومية.