كعادته أطال الله عمره تفضَّل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بزيارة منطقة عسير عقب عيد الأضحى المبارك فانتشت بزهو الاستقبال جبالها، وفاحت الأزهار عبقاً في سهولها، وسالت الوديان بفيض الخير الوافد من السماء يبارك الزيارة الميمونة.
وجرت أنهار الخير في ركاب الضيف المضياف، تكفكف دمع اليتيم وتحقق أحلام الحالمين، فهكذا عوَّدنا سموه دائماً كيف يتفقد ولاة الأمر شؤون الناس، ويطمئنوا على أمورهم ويسدوا ثغراتهم، ويقيلوا عثراتهم فهو ينفق غير عابئ في أوجه الخير الذي أصبح رديفاً عند العموم لطلعته متعه الله بالعافية، وهذا الرجل صاحب اليد التي لا تمل العطاء ولا تكل ان تمتد بالعون للمحتاج، لا يفعل ذلك رئاء الناس، بل انه أشدهم حرصا على ستر هذه اليد المعطاء، لينصرف عمله تماما قربى لله واحتسابا لأجره جل وعلا.
وهذا القديم الجديد تأكد لي ولكل الوفد الذي تشرّف بتوديع سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي في مطار أبها، ونحن نسمعه يقول لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير المنطقة الذي كان على رأس المودعين: استر ما واجهت يا خالد!.. أي لا تذكر ما قدمت يميني، فإني أود لو أن يساري لا تعلم ما فعلت تلك اليمين!.
واهتزت مشاعرنا جميعا اعزازا واعتزازاً بهذا النهج الجميل، الذي يحرص عليه رجل يعطي بهذا السخاء، في كل مكان يصل إليه، أو تصل إلى علمه حاجته، ثم هو لا يريد أن يذكر بأنه فعل!! وهذه الشيم الكريمة والخصال النبيلة النابعة من صدق العقيدة ليست جديدة على أبناء عبدالعزيز يا سيدي وأحفاده، فها أنتم تضربون المثل وتقدمون القدوة في مكارم الأخلاق مع حسن السياسة والإدارة وتردون بذلك عمليا غير مقصود به الرد في حد ذاته، لأنه ديدنكم.. تردون على من يطعنون في العروبة والإسلام وينتقصون من شأن حضارتهما، ولو أن الناس في الأرض على شاكلتكم في سياسة الأمم لساد الخير وعمَّ السلام.
ولأن ديننا الفاضل يحثنا ضمن مكارم الأخلاق أن نحمد للناس أفعال الخير، وأن يشاع خيرها حتى يقتدي بها الغير.. فإني كما رد أميرنا المحبوب خالد الفيصل على سموكم الكريم جوابا لطلبك الكتمان.. أذيع على الملأ أنك جزاك الله خيراً كثير المن، سخي العطاء، للناس فرادى وجماعات في طول المملكة وعرضها عامة، إلا ان لعسير حظوة خاصة وإنها لتدعو لسموكم الكريم بقلب مفعم بالحب «اللهم أعط منفقاً خلفاً».
|