* نيروبي (د ب أ):
تجري انتخابات غداً الأحد في جمهورية الكونغو، وهو بلد أفريقي لديه سجل مخيف لحقوق الإنسان، يحكمه زعيم عسكري ويتعرض فيه زعماء المعارضة لعمليات قمع، والانتخابات الرئاسية في الجمهورية الأفريقية الغنية بالنفط ستكون الأولى منذ عشرة أعوام، ويأمل الرئيس ديني ساسونجويسو في الحصول على المشروعية الانتخابية، بعد الاستيلاء على السلطة في انقلاب عام 1997 ضد أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد، باسكال ليسوبا.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يسحق ساسونجويسو المرشحين الثمانية الآخرين حيث ان أبرز غريمين له، وهما ليسوبا ورئيس الوزراء السابق برنار كوليلا، يعيشان في المنفى وقد حرما من الترشيح، وكان ساسو نجويسو، الذي حكم طيلة 13 عاما خلال الحقبة الماركسية التي شهدت سيطرة حزب واحد على الكونغو، قد حصل على 16 بالمائة فقط من الأصوات في انتخابات التعددية الحزبية في عام 1992 غير أنه ومؤيديه قاموا بانتفاضة أسفرت في نهاية المطاف عن الإطاحة بليسوبا، وكانت الحرب الأهلية قد جعلت مؤيدي ليسوبا من جنوب البلاد بمواجهة الأقلية الشمالية لساسونجويسو، وهي الأقلية التي دعمها الجيش الانجولي، وقتل 000. 20 شخص بينما يقدر أن نحو 000. 800 آخرين. أي حوالي ثلث تعداد السكان، تعرضوا للتشريد خلال تلك الحرب، وأسفر التوقيع على اتفاق سلام قبل عامين عن قدر من الاستقرار، غير أن البلاد لا تزال منقسمة حول كيفية تقاسم السلطة، وكان استفتاء قد أجري في كانون الثاني (يناير) لتعديل الدستور بما يضع المزيد من السلطات في يدي الرئيس، قد حظي بموافقة 80 بالمائة من الناخبين.غير أن أحزاب المعارضة قاطعت هذا الاقتراع، وحكم على كل من ليسوبا وكوليلا غيابيا في محاكمات وصفت بأنها كانت صورية، وصدر الحكم على ليسوبا في كانون الاول /ديسمبر/ بالسجن 30 عاما مع الاشغال الشاقة بتهم الخيانة والفساد لما زعم عن تحويله أرباح من مبيعات النفط إلى حسابات شخصية، وحكم على كوليلا بالإعدام بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وفي الاسبوع الماضي انتقدت الخارجية الأمريكية حكومة ساسونجويسو لما وصفته بالسجل الضعيف لحقوق الإنسان، والمرشح الوحيد الذي يتوقع أن يمثل ولو نوعاً من التحدي لساسونجويسو هو أندريه ميلونجو (67 عاما)، والذي عمل سابقا في إدارة البنك الدولي، حيث يخوض الانتخابات ممثلا لائتلاف من ثمانية أحزاب، وإذا لم يفز أي مرشح بأغلبية في انتخابات الأحد، فسوف تجري انتخابات إعادة في 7 نيسان (إبريل).
|