الاتفاق تحرر من قيود فلهو فشاطر النصر العطاء في الحصة الثانية
ماخيت والدوسري «أنقذا» اهتزاز دفاع النصر

  * الدمام سامي اليوسف:
برأيي أن الفريق الاتفاقي قدم واحدة من افضل مستوياته في مباراته الدورية أمم النصر في استاد الأمير محمد بن فهد التي خسرها بشرف بهدف دون مقابل. فقد صارع الاتفاق ظروف النقص والاصابة وكذلك الطرد الذي تعرض له لاعب المحور علي الشهري في الشوط الثاني وهدد مرمى خصمه بكل جرأة وكاد أن يلحق بالتعادل أو أن يفوز لو أحسن لاعبوه استغلال الفرص الثمينة خصوصاً في الشوط الثاني الذي ظهر فيه الاتفاق بأحسن حال من نظيره الاول حينما تحرر من قيود مدربه البرازيلي فيلهو تحديداً بعد مشاركة الثنائي الهجومي علي الفهيد وعبدالرحمن اليامي.. لاسيما أن الفريق لعب قليلاً في منطقته بطريقة دفاعية بحتة معتمداً تقفيل منطقته الخلفية في الشوط الاول معتمداً اسلوب لعب 5/3/2 الذي يتحول إلى 5/4/1 بل أن بعض لاعبي الاتفاق لعب في غير مركزه الاصلي واخص بالذكر المدافع جمعان الجمعان الذي تقدم لمنطقة المناورة كلاعب وسط وعاد المصري سمير كمونة المتوسط الدفاع على اثر الغياب الاضطراري لسياف البيشي.. وباعتقادي لو تواجد صانع اللعب عبدالعزيز الدوسري وهو في عافيته إلى جانب السنغالي ماجنيت لحقق الاتفاق نتيجة ايجابية عطفاً على اهتزاز دفاعات النصر.
هذا التجلي الاتفاقي يجب ألا يغيب عنا مقدرة النصر في اضافة هدفين على الاقل لهدفهم الوحيد في المباراة فقد انكشف المرمى الاتفاقي لهم غير مرة بعد فتح الاتفاقيين اللعب والتحرر لمهاجمة النصر.. لولا تألق ونجومية الحارس الشاب ظافر البيشي الذي استبسل في الدفاع عن مرماه وانقذه من غير كرة هدف نصراوية وحالات انفرادية.. كذلك لا يفوتني ان اشيد بتألق الجمعان وشعيب في الاتفاق.. وفي النصر يقف المدافع الخبير صالح الداود كنجم للمباراة بهدفه وتسديداته ومشاركته الفاعلة في الهجمات النصراوية خصوصاً من خلال ضربات الزاوية.
المهاجم النصراوي الشاب بندر تميم لاعب واعد ينتظره مستقبل لافت فهو صغير في السن ولديه الموهبة والمهارة والسرعة مع التركيز في الاداء لكن يجب على هذا اللاعب أن يدرك جيداً أنه قد يكون عرضة للطرد من حكام المباريات اذا ما استمر تعمد السقوط غير المبرر داخل منطقة الجزاء للخصم.. كما فعل غير مرة في مباراة الاتفاق استجداء لضربات جزاء وهمية محاكياً في هذه المحاولات اسلوب زميله المهاجم علي يزيد الذي يجيد التحايل على الحكام في تعمد تمثيل السقوط داخل المنطقة المحرمة.. كما أن الميل لاعتماد هذا السقوط اسلوباً لتميم قد يضيع او يفوت على النصر مشروع هدف محقق.. نرجو أن يعي تميم هذه الملاحظة جيداً وألا يحرق مجهوداته بمثل هذه الاساليب التي لم تعد تنطلي على الحكام..!
كما أنني اشدت بمستوى وتألق الداود في مباراة الاتفاق وقبلها لقاء النجمة إلا أنني ارفع حاجبي الدهشة لتصرفات الداود وهو اللاعب الكبير سناً وخبرة بعد تسجيله الهدف.. ففي لقاء الرياض امام النجمة ذهب لتقبيل كاميرا اوربت.. وفي الدمام امام الاتفاق ذهب واحتضن كاميرا التصوير..!! في مشهدين يحملان الغرابة.. ففي الاول تقبيل والاخر احتضان.. يجعلنا نتساءل.. الهذا الحد يعشق لاعبنا المخضرم الداود الكاميرا؟؟!
صالح كان له موقف آخر مع الجماهير النصراوية في الدرجة الثانية لاستاد الأمير محمد بن فهد عقب المباراة حيث ذهب للسلام على الجمهور واحداً تلو الآخر الذين اجتمعوا عليه ورمى احدهم اليه ب«مسبحته» لكن الداود اعادها اليه..وكان آخر اللاعبين دخولاً لغرفة الملابس..
حكم المباراة محمد ثامر القحطاني قدمته اللجنة الرئيسية للحكام عبر هذه المباراة كواحد من الحكام الشباب القادمين للساحة بقوة لكن ثمة ملاحظات سجلتها على اداء هذا الحكم لا تمنعني ايضاً من ذكر الايجابيات.. ابرزها عدم نجاحه في اعطاء مبدأ اتاحة الفرصة.. ومساواته في التعامل مع الاخطاء والانذارات بين الفريقين فلقد كان حازماً لحد القسوة على الاتفاقيين وعلى عكس ذلك مع النصراويين كما أنه تسرع بطرد اللاعب الاتفاقي علي الشهري حيث أن الخطأ الذي ارتكب وتسبب في طرده لم يكن يستحق الانذار الثاني.. إلى جانب تساهله في مخاشنة عبدالفتاح شعيب لمهاجمي النصر وعلى الارجح ان ثمة ضربة جزاء للاتفاق في الشوط الثاني لم يحتسبها.. لكن اظهر براعة في اللياقة البدنية وحقق نجاحاً في الشوط الاول افضل بكثير من الشوط الثاني.. ويظل مشروع حكم ناجح برأيي..
خرج اعضاء شرف الاتفاق «زعلانين» من المباراة وكان الأول خروجاً من المنصة الرئيسية والملعب محمد الشامسي وتبعه خليل الزياني ثم خالد سلمان الدوسري.. والغريب «المحزن» أن عضوي الادارة جاسم الدوسري والمسحل لم يكلفا نفسيهما عناء مواساة اللاعبين عقب المباراة والتوجه إليهم في غرفة الملابس حيث خرجا من فورهما عقب اطلاق صافرة النهاية وكأن لا علاقة لهما بما يحدث لفريقهما الكروي.. ليس هذا فحسب.. بل أن حضورهما كان متأخراً ونزلا من المنصة نحو اداري الفريق محمد الدوسري خلال فترة احماء اللاعبين!!
الغرفة الخاصة بتبديل الملابس الاتفاقية خلت من التواجد الاداري سوى من مدير الكرة محمد الدوسري وسط سخط عارم من اللاعبين والمدرب للغياب الاداري..!
الرئيس النصراوي جاء للدمام عن طريق البر وكذلك فعل المشرف على الفريق الاستاذ عساف العساف الذي كان له مواقف ايجابية عقب المباراة مع الجماهير النصراوية حيث كان يلاحظ الجمهور الذي وقف ينتظر اللاعبين للترحيب بهم وتهنئاتهم بالفوز المهم ويتحدث اليهم بكل اريحية وخلق جم.
مدرب اللياقة النصراوي مارس نوعاً من «العناد» لطلب الحكم الرابع في المباراة مطرف القحطاني الذي طالب لاعبي النصر الاحتياطيين بالذهاب للجهة البعيدة عن الملعب في المضمار لاجراء حركات التسخين والاحماء الجماعية قبيل اجراء التبديلات.. فالمدرب لم يستجب لطلب الحكم الرابع على عكس اللاعبين الذين كانوا الاسرع استجابة واحتراماً للتعليمات..!
يبدو أن النجم النصراوي فيصل سيف موعود مع الاصابات.. فقد خرج باكراً من ملعب المباراة بعد احتكاك مع احد لاعبي الاتفاق ولعب بدلاً منه زميله بندر تميم.. فيما ما زال يمارس العاجي سليمان كوناتي سلبية من خلال ادائه العقيم ومستواه الهابط في خط الهجوم النصراوي.
حدث موقف غاية في الطرافة في الشوط الثاني عند اجراء التبديل النصراوي والاتفاقي الثاني في آن واحد.. حيث كان اللاعب المراد استبداله من الاتفاق اولاً هو رقم (6) بندر زايد ليشترك زميله المهاجم عبدالرحمن اليامي.. وما إن رفع الحكم الرابع لوحة التبديل وعليها الرقم ستة ونظراً لوقوف اللاعبين البديلين الاتفاقي والنصراوي إلى جانب بعضهما.. خرج على الفور اللاعب النصراوي ذو الرقم (6) منصور عطيه الثقفي وتوجه بالفعل نحو غرفة الملابس ولم يعد إلا بعد نداءات زملائه اللاعبين وصراخهم عليه للتأكيد بأن اللاعب النصراوي المراد استبداله هو كوناتي واشراك الشهراني وان رقم ستة المراد استبداله من الاتفاق وليس النصر.. هذا الموقف اضطر الرئيس النصراوي إلى القفز من مقعده في الاحتياط والتوجه مباشرة وبسرعة بالقرب من خط التماس لتوجيه لاعبيه والحكم بأنه حدثت «لخبطة» في التغيير..!!
هذا الموقف الطريف قوبل بضحكات المتفرجين.. واللاعبين انفسهم.