|
| ||
إن الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه التوجيه السليم أمر ضروري، حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك. ولا شك أن التطبيع الاجتماعي للطفل له أثره في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي، إذ إن ترشيد الاستهلاك من أهم أهداف المجتمعات عامة، فالدول تعمل على ترشيد استهلاك المواطنين وحثهم على تنظيم الاستهلاك الفردي والأسري. ونمط استهلاك الفرد يتوقف على مدى وعيه بأهداف الدولة وسياستها الاقتصادية، كما يتوقف على نوعية المعلومات والعادات والاتجاهات التي تكونت وتأصلت لديه منذ الصغر بالممارسة اليومية.
ويقول شاعر آخر:
وكانت العرب تقول: الولد سر أبيه، وكل فتاة بأبيها معجبة. إن عدوى التبذير يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأطفال، فينمو معهم انعدام الحس بقيمة الأشياء، فلا يحافظون على ألعابهم أو دفاترهم، لأن الطفل كما تقول منى حسين في تحقيق أجري حول «الاستهلاك هذا الغول الخطير» يعرف أنه ما دام المال موجوداً، فقليل من البكاء قادر على إعطائه ما شاء. الطفل فرد في أسرة يستهلك الغذاء والملابس واللعب وممتلكات الأسرة من أجهزة وأدوات وأثاث، ومن ثم فهو في حاجة إلى وجود قدوة استهلاكية. القدوة الاستهلاكية في حياة الطفل: إن وجود القدوة السليمة وخاصة في فترة الطفولة يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والقيم والاتجاهات الصحيحة نحو الاستهلاك والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيد الاستهلاك بالإضافة إلى ذلك توفير الفرصة للطفل منذ الصغر للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء، مع تعويد الطفل على الاقتصاد والتوفير. وأختم مقالتي هذه ببعض التوصيات، لتوعية وتربية الطفل المستهلك على السلوك الاستهلاكي السليم، ومنها: 1 ينبغي تعويد الطفل على التوفير وتزويده بحصّالة من الزجاج. 2 ضرورة تقديم القدوة الصالحة في مجال الأنماط الاستهلاكية الرشيدة، وخاصة داخل الأسرة. 3 يحبذ مشاركة الوالدين الطفل في عمليات الشراء والتسوُّق. 4 ينبغي أن تقوم وسائل الإعلام والإعلان بدور فعال في توعية الأفراد بأهمية النقود والقيمة الشرائية مساهمة في بث السلوك الاستهلاكي المتزن. 5 توجيه برامج إعلامية لتوعية الأطفال بأهمية وكيفية ترشيد استهلاكهم، وكيفية تقليل الفاقد في الاستهلاك في جميع نواحي الحياة.. د. زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود عمادة البحث العلمي..عضو جمعية الاقتصاد السعودية |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |