حصيلة الأسبوع المنصرم مقتل مائة وثمانية وثلاثين منهم مئة شهيد فلسطيني وستة وثلاثون قتيلاً إسرائيلياً. ثمن كبير لسياسة هوجاء لإرهابي كبير يرأس حكومة إسرائيلية مجسداً الواقع الحقيقي للكيان الصهيوني. فهذا الكيان أقيم على أرض مغتصبة ويجثم فوق صدر شعب محروم من كل شيء لذا لم يعد أمامه إلا أن يقدم أبناءه لإزاحة هذا الكابوس المتعارض مع معنى الحياة.. وهكذا تتصادم إرادة الحياة عند شعب يقدم أغلى ما عنده من دماء أبنائه ليعيد للحياة رونقها ومعناها، وجيش محتل يقوده إرهابي لا يهمه ان يسقط عدد من أعوانه ليفرض منطقه الأعوج.
في الألفية الثالثة، وفي خضم التصاعد الحضاري المتنامي، والرقي الإنساني، وحدهم الإسرائيليون يعاكسون المنطق والتطور التاريخي والسمو الإنساني ينصِّبون إرهابياً عريقاً ليحكمهم ويقودهم إلى الدمار والحرب فيصيبهم ما يصيب ضحاياهم الفلسطينيين. سبعة وسبعون شهيداً فلسطينياً مقابل واحد وثلاثين قتيلاً إسرائيلياً، أي قتيل إسرائيلي مقابل شهيدين فلسطينيين تقريباً، وهي معادلة تتجاوز المضامين الحسابية والمفاهيم الرياضية، فالشهيد الفلسطيني يقدم دمه وروحه برغبة وإقدام قانعاً بأن بما يقوم به متوافق مع كل معاني التضحية والفداء والكفاح والدفاع عن الحقوق، أما القتيل الإسرائيلي فهو يسقط رخيصاً بلا معنى سوى رغبة لحاكم أهوج أرعن متهور يتصور أنه بالإرهاب يمكن أن يخفت أو يلغي نضال شعب يفضل الموت على حياة المذلة.
معادلة القتل اليومي فوق أرض فلسطين تكاد تساوي بين الضحايا الفلسطينيين وبين الجلادين الإسرائيليين، وهي في طريقها إلى التساوي بل وإلى التجاوز لصالح الضحية. تساوٍ مادي، بعد ان تفوقت إرادة الضحايا الذين زرعوا الرعب والخوف في كل مستعمرة إسرائيلية وفوق كل طريق وشارع، وفي كل مجمع تجاري، ومطعم ومقهى إسرائيلي، فأخذ الإسرائيليون يفرون من الكيان الذي أُقيم فوق أرض فلسطين لقهر إرادة العرب ويأبى رجال الانتفاضة إلا ان يحولوا قهر الإرادة ويردوه إلى نحور الإسرائيليين.
|