* القدس رويترز:
قاد أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل بلاده الى حرب استنزاف طويلة مع الفلسطينيين في معركة لقوة الإرادة من المرجح ألا تنتهي إلا بانكسار إرادة احد الطرفين.
والمحللون العسكريون والسياسيون الإسرائيليون منقسمون حول فعالية استراتيجية شارون التي أعلنت هذا الاسبوع في تصريحات شديدة اللهجة تتوعد بعدوان واسع على الفلسطينيين.
لكنهم يرون أملا ضئيلا في تحقق أي شيء سوى التصعيد المستمر والتدريجي للهجمات العسكرية الإسرائيلية برا وجوا وبحرا على اهداف فلسطينية طالما لم يكن هناك ضغط امريكي شديد او انهيار لحكومة الوحدة الوطنية.
قال مارك هيلر المحلل السياسي في مركز جافي للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل ابيب: لا اعرف ان كان احد فكر ماذا سيحدث بعد غد ولا اعرف ان كان لدى من فكروا اجابة. ومضى يقول: ليس هناك وبعد، واضاف: اذا لم تؤد الاستراتيجية النتائج المرغوبة اليوم فان كل ما سيحدث هو مواصلتها غدا وبعد غد وبعده. وقيم كولن باول وزير الخارجية الامريكي منهج شارون وصاحب تقييمه انتقاد امريكي قاس على نحو غير مألوف ليرى كم عدد الفلسطينيين الذين يمكن قتلهم.
لكن هيلر وآخرون استبعدوا ان يكون لمثل هذه التصريحات أي تأثير حقيقي ما لم يبدأ كل من البيت الابيض والكونجرس في توجيه انتقادات مماثلة لإسرائيل.
قال شلومو جازيت المحلل العسكري: ربما يستطيع شارون ان يقول «آسف أسأت الفهم» لكن لن يؤثر ذلك على تحركاته العسكرية.
ورأى شارون تراجعا في شعبيته في ظل ضعف الثقة في قدرته على منع هجمات فلسطينية تصبح كل يوم اشد فتكا واكثر جرأة.
وظهر شارون الجنرال السابق على حقيقته هذا الاسبوع بعد ان ظل ممزقا لاسابيع بين ضغوط متصارعة من اليمين المطالب بقبضة عسكرية قاتلة ومن اليسار المطالب بتسوية سياسية.
وادى التصعيد من جانب الجيش الإسرائيلي هذا الاسبوع الى هجمات بالفعل على اهداف امنية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والى نمط متصاعد من الهجمات داخل مخيمات اللاجئين التي يصفها شارون بأنها «قواعد للارهاب». ودفعت هذه الهجمات وعمليات التفجير واطلاق النار الفلسطينية الى قولبة العمليات الانتقامية والثأرية في حالة ضبابية لا يمكن تمييزها من الصراع المستمر همشت جهود السلام الدولية.
ودفعت هذه الهجمات وعمليات التفجير واطلاق النار الفلسطينية الى قولبة العمليات الانتقامية والثأرية في حالة ضبابية لا يمكن تمييزها من الصراع المستمر همشت جهود السلام الدولية.
وطرح مروان البرغوثي زعيم حركة فتح التي يتزعمها عرفات في الضفة الغربية والقوة الدافعة وراء الانتفاضة الامر بصراحة اكبر في مقابلة هدد فيها بتصعيد الهجمات على الجنود الإسرائيليين والمستوطنين اليهود.
وقال البرغوثي: وصلنا الى نقطة اللاعودة.
وقال جازيت وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية في إسرائيل: ان القيود المختلفة تعني ان شارون يفضل تكثيفا تدريجيا لذلك النوع من العمليات التي يقوم بها الجيش الان الى عمل اكثر فظاعة مثل اعادة احتلال اراض جرى تسليمها للفلسطينيين في الماضي او الاطاحة بعرفات وسلطته الفلسطينية.
|