من المعلوم أن التعليم هو البوابة الأساسية التي تعتمد عليها الحكومات والدول في تخريج أبناء وبنات الوطن لخدمته، ذلك أن اعتماد الحكومات في الوقت الحاضرعلى استخدام التقنية في جميع القطاعات، ولما كان الأمر كذلك وجب على القائمين على التعليم توفير التقنيات الحديثة وتدريب المتعلمين عليها لجذب اهتمام المتعلمين من ناحية ولمطالبة المتعلم بإتقانها من ناحية أخرى، لكن المتتبع لواقع استخدام تقنيات التعليم في مدارسنا وجامعاتنا يلحظ أنها تواجه مشكلة عدم الاستخدام من قبل بعض المعلمين والأساتذة والمسؤولين في قطاع التعليم وذلك راجع إلى نقد شديد من هؤلاء بدعوى أن عرض شريط فيديو أو كاست أو اسطوانة تعليمية أو عرض درس تعليمي بواسطة البث الفضائي أو استخدام الحاسب الآلي لا يجذب المتعلم بشكل إيجابي لعملية التعلم والتعليم، بل يذهب البعض إلى أنه ليس هناك ضرورة لتدريب المتعلم على هذا الجهاز أو البرنامج بدعوى أن البرنامج الذي سوف يتعلمه المتعلم سوف ينساه في القريب العاجل أو أن البرنامج سوف يتغير عندما يخرج من الجامعة إلى سوق العمل، وهناك فريق ثالث يرى أن الأجهزة الموجودة في المدرسة قديمة ولا يمكن استخدامها ويدعي أن هناك تقنيات أخرى لم يتم استخدامها؟؟ أوهام وأمراض مستعصية في بعض أفراد المجتمع يصعب تحليلها والتصديق بها، ولعلي أكون صريحا إذا قلت أن بعض الأساتذة في بعض الجامعات وبعض الكليات المتخصصة في تخريج المعلمين وممن يدرسون مادة التقنيات لايستخدمونها، بسبب قدمها أو بسبب عدم وجودها، أو بسبب عدم التدرب عليها.
ونتيجة لهذه المبررات وغيرها نجد أن الكثير من المعلمين بدءا من أساتذة الجامعات وانتهاء بمعلمي المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال لا يستخدمون تلك الأجهزة لسبب ظاهر معلن أو آخر مبطن، ومن باب إنصاف الحق فأقول إن الجامعات ووزارات المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات لازالت تقوم وتبذل قصارى جهدها في تأمين هذه الأجهزة، وليس عن أذهاننا ببعيد مشروع وزارة المعارف وهو مشروع مركز مصادر التعلم الذي يقف وراءه وكيل الوزارة للتطوير التربوي الدكتور خالد العواد ومدير عام التقنيات الدكتور غانم الغانم وفقهما الله لكل خير، ورغم تلك الجهود إلا أن المتتبع لواقع الاستخدام يجد أنه ضعيف مقارنة بالأموال المرصودة لهذه الأجهزة والسؤال: ما السبب في عدم التوظيف؟ من وجهة نظري القاصرة أن السبب ينحصر في نقطتين أساسيتين هما:
إن هذه الأجهزة تحتاج إلى تدريب متواصل أعني بذلك أن المعلم الذي يستخدم هذه الأجهزة يحتاج إلى تدريب مبدئي ثم بعد ذلك يجب عليه أن يعد نفسه للتدريب على كل جديد لاسيما إذا عرف هذا المعلم أن التقنيات تتجدد يوما بعد يوم لاسيما بعد استخدام الحاسب الآلي في التعليم الذي أصبح التجديد سمة من سماته اليومية، وفي ظني أن القائمين في وزارات التربية والتعليم قاموا بتدريب المعلمين، ولكن السبب الآخر وهو عدم رغبة المعلمين والمعلمات بالاستخدام لعدم قناعتهم بأهمية تلك التقنيات وأنها لا تحدث أثرا في تعليم المتعلم وليست ضرورية هو الذي يحتاج إلى وقفة من المسؤولين ولعل من الحلول المناسبة مايلي:
1 إخضاع جميع المعلمين لدورات تدريبية سنوية في الجديد في مجال التقنيات الحديثة وتوفيرها في المدارس، ووضع هذه الدورة في التقويم السنوي للمعلم، أعني بذلك أن يكون لها درجة كبيرة جدا في التقويم ولتكن 15 درجة بحيث أن من لم يلتحق في الدورة لن يحصل على تقدير ممتاز بأي حال من الأحوال.
2 تخصيص فني في المدرسة لإنتاج البرامج وصيانة الأجهزة وتهيئتها عند التشغيل ومساعدة المعلم في التعليم.
3 توفير أحدث التقنيات في المدارس.
4كم أتمنى أن يتم تخصيص غرف المدارس أعني بذلك أن ينتقل الطلاب من مكان لآخر حسب الحصة، بحيث تكون هناك قاعة لمادة الرياضيات وتحتوي على جميع الأجهزة والتقنيات التي يمكن استخدامها في تدريس الرياضيات ومثلها غرفة خاصة للتربية الإسلامية وهكذا، حيث إن هذه الطريقة سوف تساعد المعلم على الاستخدام بطريق غير مباشر.
5 عدم مساعدة أي معلم بتحقق طلبه نقل من مدرسة إلى أخرى أو من مرحلة إلى أخرى أو من منطقة إلى أخرى، أو تعيينه مشرفا أو مديرا لمدرسة أو وكيلا لها إلا بعد الحصول على دورات تدريبية في مجال التقنيات، وعموما هناك طرق كثيرة، وأعتقد أن المسؤولين في قطاع التربية والتعليم يبذلون قصارى جهدهم، ولكن في النهاية أوجه رسالتي إلى كل معلم فأقول كما يقول الأصوليون «الحكم على الشيء فرع عن تصوره» فاستخدموا التقنيات ومن ثم يأتي الحكم.
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية |